إيمان العامري.. مثال رائع للإصرار والعزيمة في مواجهة التحديات، بدأت مسيرتها المهنية في قطاع الضيافة بشغف كبير، مدفوعة برغبتها في إسعاد الآخرين، لكنها واجهت صعوبات في التواصل في البداية كونها من أصحاب الهمم (ذوي الإعاقة السمعية)..
وعلى رغم ذلك، لم تستسلم بل استفادت من الدعم الذي تلقته من مؤسسة زايد العليا وأساتذتها، لتصبح اليوم نموذجاً للمرأة الإماراتية التي تطمح لتحقيق أحلامها.
حاورنا إيمان العامري لتتحدث عن تجربتها في إدارة الموارد البشرية، بقطاع الضيافة في روزوود أبوظبي، حيث وجدت شغفها في التعامل مع أشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة، وتأقلمت مع تحديات جديدة خلال البحث عن شغفها بمجالات متعددة مثل التصميم والتعليم والإرشاد:
إيمان، أنتِ مصدر إلهام كبير للكثيرين.. هل تخبرينا كيف بدأت رحلتك المهنية في عالم الضيافة؟
كنت أرى في نفسي القدرة على إسعاد الآخرين، لكنني واجهت تحديات في بداية طريقي في ما يخص التواصل، ورغم هذا لم أستسلم، وبدعم أساتذتي ومؤسسة زايد العليا، تمكنت من تجاوز هذه الصعوبات، وها أنا اليوم، نموذج للمرأة الإماراتية التي تسعى لتحقيق أحلامها في قطاع الضيافة، وأستمتع بكل لحظة أسعى فيها لتقديم أفضل تجربة للضيوف.
العمل في فندق روزوود أبوظبي هو شرف كبير، وأنا أسعى جاهدة ليكون عملي مصدر إلهام للنساء الإماراتيات كافة.
كمواطنة إماراتية وبطلة من أصحاب الهمم، ما هي التحديات التي واجهتك في مسيرتك المهنية وكيف تمكنتِ من تخطيها؟
تحدي اللغة الإنجليزية كان من أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتي، في البداية، شعرت بالحرج لعدم إجادتي لها، خاصةً أنني كنت أكتفي بقراءة الشفاه باللغة العربية فقط، كان من الصعب عليّ مواجهة هذه العقبة..
ولكن بفضل الدعم والتشجيع من زملائي في فندق روزوود أبوظبي، تمكنت من تحسين مهاراتي بشكل تدريجي، اليوم أشعر بالفخر والثقة في التواصل والتفاعل في مختلف المواقف، سواء في العمل أو في الحياة اليومية.
ما الذي جذبك تحديداً إلى العمل في مجال إدارة الموارد البشرية؟
في البداية، كنت أبحث عن فرصة تتماشى مع تخصصي الأكاديمي واهتماماتي في العمل الإداري، ووجدت في إدارة الموارد البشرية المجال المثالي لتطوير مهاراتي، ومع مرور الوقت، اكتشفت شغفي في التعامل مع الأشخاص من خلفيات وثقافات متنوعة، وأدركت أهمية بناء علاقات مهنية وإنسانية قوية، هذا الارتباط العميق مع الناس جعلني أقدِّر هذا المجال بشكل أكبر وعزّز من حبي له.
ما هي أهم الإنجازات التي تفتخرين بتحقيقها في حياتك المهنية والشخصية؟
أشعر بفخر كبير تجاه قدرتي على التأقلم والتعلم وتطوير شخصيتي، في بداية مسيرتي كانت التحديات الجديدة تُشعرني ببعض القلق، ولكن مع مرور الوقت، اكتشفت شغفي بمجالات مثل التصميم والتعليم والإرشاد، هذه التجارب، إلى جانب الدعم الذي تلقيته من زملائي في العمل وخارجه، أسهمت بشكل كبير في تعزيز ثقتي بنفسي وتقوية شخصيتي.
كيف ترين دور القيادة الرشيدة في دعم المرأة الإماراتية بشكل عام، وخاصة البطلات من أصحاب الهمم؟
أرى أن دعم القيادة الرشيدة كان له الأثر الإيجابي الأكبر في حياتي، إذ كان تحدي السمع في الماضي يشعرني بالضعف، ولكن بفضل الفرص والدعم الذي توفره قيادتنا، أدركت أنني أستطيع تحقيق أهدافي من خلال العمل الجاد والمثابرة، سواء في الرياضة أو في مجالات أخرى..
وكما قال سيدي رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، "إن الإنسان أساس أي عمل حقيقي لصنع التقدم، وإن الإخلاص والإيثار لأجل الوطن هو الذي يحقق المنجزات، وقبل كل ذلك، إن الوحدة وائتلاف القلوب والولاء للوطن هي الأسس الراسخة التي أقام عليها زايد وإخوانه هذا الاتحاد"..
كما أود أن أعبر عن شكري العميق لقيادتنا الرشيدة التي وفرت لنا فرصًا متساوية ودعمتنا في كل خطوة.
كيف وجدتِ إسهامات بيئة العمل في دعم نموك المهني؟
إضافة إلى كون جزيرة المارية وجهة أبوظبي الرائدة للأعمال والترفيه والحياة العصرية، فهي تعد بيئة ملهمة وداعمة لكفاءات الشباب الإماراتي، حيث وفرت لي الكثير من الفرص للنمو واكتساب الخبرات..
البيئة هنا تعزز روح الابتكار والتفوق، وهو ما ساعدني بشكل كبير على تطوير مهاراتي والتعلم من خبرات الآخرين، منحني العمل في هذا المكان، الجامع بين التنوع الثقافي والمهنية العالية، الثقة في قدراتي، وساهم في تحقيق العديد من الإنجازات التي أفتخر بها اليوم.
كيف ترين دور المؤسسات في توفير بيئة عمل شاملة لجميع المواهب، بغض النظر عن تحدياتهم المختلفة على الصعيد الشخصي والمهني؟
أرى أن دور المؤسسات هو دور حيوي وأساسي، وعندما تلتزم المؤسسات بتبني سياسات تدعم التنوع والشمولية، فإنها لا تسهم فقط في تعزيز الإنتاجية، ولكنها أيضًا تبني بيئة تشجع على الابتكار والإبداع، شعرت بهذا التأثير شخصيًا..
حيث كانت البيئة الداعمة في مكان عملي عنصرًا أساسيًا في تطوري المهني، ما مكنني من تجاوز التحديات وتقديم أفضل ما لدي، لذا أؤمن أن المؤسسات التي تحتضن جميع المواهب تسهم بشكل كبير في تحقيق النجاح الفردي والجماعي.
ما هي الرسالة التي ترغبين في إيصالها إلى المجتمع الإماراتي خاصة والعربي عامة؟
وطننا أمانة في أيدينا، ونحن مسؤولون عن تعزيز تطوره وازدهاره، من واجبنا أن نعمل بجد وإخلاص حتى وإن تطلّب ذلك وقتًا وجهدًا، المثابرة والصبر هما أساس النجاح، ومع العزيمة والإصرار، لا يوجد شيء مستحيل.
ما هي أمنياتك المستقبلية لذاتك و للمجتمع الإماراتي؟
أستذكر مقولة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة: "المرأة الإماراتية وصلت إلى أعلى درجات التمكين في مختلف المجالات"، وإني لأتطلع لأن أكون فردًا فعالاً في خدمة وطنه، وأن أعيش حياة متوازنة مملوءة بالإنجازات والاستقرار..
كما أتمنى أن يواصل المجتمع الإماراتي مسيرته نحو التقدم والازدهار، ليظل دائمًا نموذجًا يحتذى به في النجاح والتميز.
ما هي هواياتك؟ وكيف تستمتعين بوقت فراغك؟
أستمتع كثيرًا بممارسة رياضة رفع الأثقال التي تعزز قوتي الجسدية والذهنية، حيث حصلت على ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية الخاصة بدولة الإمارات، كما أحرص على ممارسة الرياضة بانتظام سواء قبل أو بعد العمل..
وكذلك خلال أيام الإجازة، إلى جانب الرياضة، لدي شغف كبير بالتصميم والتنسيق، وأجد متعة خاصة في الاهتمام بالنظافة والترتيب، حيث تمنحني هذه الأنشطة شعورًا بالراحة والهدوء النفسي.
ما هي القيمة التي تؤمنين بها وتسعين إلى غرسها في الأجيال القادمة؟
أؤمن بقيمة التحدي والمحاولة المستمرة، وأرى أن الفضول هو الدافع الأساسي للنمو والتطور، لولا هذه القيم، لما تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم، أتمنى أن يتمسك الجيل القادم بهذه القيم، لأنها ستساعدهم على مواجهة الصعوبات وتحقيق أهدافهم مهما كانت التحديات.