يثبت الواقع الافتراضي، يوماً بعد آخر، وجوده في مجالات الحياة المختلفة، حتى المجال الطبي لم يسلم ذلك، ما يجعل «الميتافيرس» مساعداً في عملية التشخيص المعزز بالذكاء الاصطناعي، وتقديم الرعاية الجراحية الروبوتية، وتسلسل الجينوم، وغيرها من الأمور الطبية.
د. شانيلا لايجو
تُرى هل يلبّي «الميتافيرس» في المجال الطبي احتياجات المرضى في رحلة العلاج، وصولاً إلى مرحلة الاستشفاء؟ تجيب عن تساؤلنا بشأن هذه التقنية ودورها في المجال الطبي، الدكتورة شانيلا لايجو، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية.
ما هي تطبيقات تقنية «الميتافيرس» في الرعاية الصحية؟ وما الطرق التي يمكن أن تؤدي بها أدواراً مختلفة في هذا القطاع؟
في صناعة الرعاية الصحية، تشير عبارة «ميتافيرس» إلى بيئة رقمية يمكن من خلالها للمرضى، ومقدمي الرعاية الصحية، والباحثين، والمهنيين الطبيين، التفاعل والتعاون، والمشاركة في الأنشطة المتعلقة بالرعاية الصحية، ويجمع الميتافيرس في مجال الرعاية الصحية بين تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR، والواقع المختلط (MR) والمنصّات الرقمية المتقدمة، لإنشاء نظام بيئي ديناميكي ومتكامل للرعاية الصحية الافتراضية، ويمكن للممارسين الطبيّين الاستفادة من تقنيات الميتافيرس لأغراض التدريب المتقدم، والمحاكاة الجراحية، والبقاء على اطّلاع بأحدث الاختراعات في عالم الطب.
كيف يمكننا استخدام هذه التكنولوجيا في الرعاية الصحية لخدمة الإنسانية؟
من خلال التشخيص المعزّز بالذكاء الاصطناعي، والرعاية الجراحية الروبوتية، وتسلسل الجينوم، وغيرها من الأمور التي تتيح لدى المرضى الآن فرصاً أكبر للاستمتاع بحياة أكثر صحة، ندخل حقبة جديدة تُستخدم فيها التكنولوجيا ليس للأنظمة الإدارية والتطورات الطبية فقط، ولكن أيضاً لتعزيز تجارب المرضى الافتراضية، ما يسمح باتخاذ قرارات أكثر استنارة، إضافة إلى تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية. ويتمثل هدف «الميتافيرس» في تزويد المرضى بتجربة مفيدة حتى عندما لا يكونون متواجدين في المستشفى، وبالتالي، يكون مفيداً في عدد من المجالات المتعلقة بالرعاية الصحية، ونتذكر أثناء فترة «كورونا» لم يتمكن معظم المرضى من زيارة المستشفيات بسبب القيود على السفر، وعمليات الإغلاق، إلا أنهم ظلوا بحاجة إلى التحدث مع أطبائهم، أو التشاور معهم، أو ببساطة، تلقّي بعض الآراء الطبية، وبتطبيق تلك التقنية يمكن أن نقدم للمرضى تجربة عالمية حتى عندما يكونون غير قادرين على التواجد في المستشفيات.
كيف يسهم تطبيق ميدكير لتكنولوجيا «الميتافيرس» في دعم قطاع السياحة العلاجية؟
يأتي توفير مستشفيات افتراضية في عالم «الميتافيرس» متماشياً مع رؤية واستراتيجية الرعاية الصحية، إذ تسمح المستشفيات في عالم «الميتافيرس» للمرضى باختبار مجموعة واسعة من المرافق والخدمات قبل اتخاذ قرار السفر للحصول على أي إجراء طبي في مستشفى بعينه، ما يعزز السياحة العلاجية.
إلى أي مدى يُعد دمج التقنيات المتقدمة مثل «الميتافيرس» ضرورياً في تقديم خدمات رعاية صحية من الدرجة الأولى؟
من خلال دمج العالمين الافتراضي والواقعي، فمنصة «الميتافيرس» توفر إمكانات فريدة لعلاج المرضى، وتقديم خدمات الرعاية الصحية، وتتمتع هذه التقنية عند دمجها مع خدمات وتقنيات التشخيص عن بعد، والذكاء الاصطناعي، بالقدرة على تغيير بيئة الرعاية الصحية، من خلال تعزيز الوصول إليها، وجعلها أكثر كفاءة وتركيزاً على المرضى.
كيف تستخدمون هذه التكنولوجيا؟
افتتحنا مستشفيين متخصّصَين في عالم الميتافيرس، العام الماضي، أحدهما للنساء والأطفال، وآخر لجراحة العظام والعمود الفقري، ومن خلال استخدام «الميتافيرس» لإنشاء توأم رقمي افتراضي للمستشفيات، تعزز «ميدكير» السياحة الطبية من خلال تمكين المرضى الأجانب المحتملين، من جدولة إجراءاتهم والحصول على جولة بصرية شاملة للمنشأة، وهذا يعزز الشفافية والثقة بمقدّم الرعاية الصحية بين أوساط المرضى.