نال سلطان علي الخزيمي، من إمارة الفجيرة، لقب أصغر مزارع في الإمارات وهو في الـ 13 من عمره، حينما أعلن عن شغفه بالزراعة في سِن مبكرة، ليصل صيته إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، فيمنحه أرضاً زراعيّة مع ملكيّتها، وقد أمر سموه بتسييج الأرض وتسويتها وتجهيزها بالآبار، تكريماً للشاب الطموح، ولتشجيعه على تحقيق حلمه، متمنياً له دوام التوفيق والنجاح.
حاورنا في «كل الأسرة» المزارع الصغير سلطان الخزيمي بعد مرور ثلاث سنوات من حصوله على الأرض الزراعية، لنرى كيف زاد شغفه بمهنة الزراعة، وكيف نجح في تعزيز وتطوير مهاراته في مجال يرى أنه مهنة الآباء والأجداد:
ما سبب اختيارك لهواية الزراعة؟
كان جدي، رحمه الله، يأخذني إلى المزرعة كي أتعلم منه، وأشاركه زراعة التين والنخيل ومحاصيل أخرى، وعندما لاحظ والدي شغفي بالزراعة، خصص مساحة صغيرة في المنزل كي أمارس هوايتي فيها بجدّية، ولأشعر بالمسؤولية تجاه هذه الأرض، وأشرف على المحاصيل التي أزرعها بنفسي، كما تعلمت طريقة حرث الأرض ووضع السماد، والأهم اختيار المحاصيل الموسمية التي تخطت حينها 50 صنفاً من الزراعات المتنوعة.
كيف وظفت شغفك في تطوير الزراعة؟
أبحث في الإنترنت وعبر اليوتيوب بشكل مستمر عن أفضل الطرق وأحدثها في الزراعة، خصوصاً عند زراعة المحاصيل النادرة والمستوردة، كما قمت بتربية الدواجن في المزرعة لإنتاج اللحوم، والبيض، واستخراج السماد العضوي للنباتات، كأحد أساليب الزراعة الحديثة، وأشارك حالياً يومياتي في الزراعة عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث استعرض تجربتي، ولأحفز الشباب لخوض مجال الزراعة، وأتبادل معهم النصائح والخبرات.
ما التحديات التي تواجه المزارعين الشباب؟
أحرص دائماً على إيصال صوت الشباب المزارعين، وقد شاركت مؤخراً في خلوة الشباب، حيث قابلت وزيرة التغيّر المناخي والبيئة، آمنة الضحاك، للوصول إلى حلول لبعض التحديات التي تواجهنا، مثل عملية تسويق محاصيلنا الزراعية العضوية عالية الجودة، ومنتوجاتنا ذات البصمة الكربونية الأقل، لكنها أغلى سعراً من المحاصيل المستوردة التي تعد أقل جودة، بسبب أن الزراعة العضوية تحتاج إلى كلفة أعلى، وعلى الرغم من إثبات فائدتها لصحة الإنسان لكننا نجد صعوبة في إقناع المستهلك بشرائها.
كيف استقبلت خبر منحك أرضاً زراعية من صاحب السمو حاكم الفجيرة؟
شعرت بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها، هذه منحة وتكريم من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وترجمة للدعم المستمر من سموه لأبناء إمارة الفجيرة في مختلف المجالات، وعلى الرغم من صغر سنّي حينها لكن سموه استقبلني بنفسه، في قصر الرميلة، حيث أخبرني بمعرفته بشغفي، ورغبتي في تعلّم الزراعة، بعد مشاهدة سموّه لفيديو لي انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، كنت أتحدث فيه عن شغفي بمهنة الزراعة وكيف أتعلّم واكتسب المعرفة في هذا المجال، وطلب مني الاستمرار في تحقيق حلمي في الأرض التي منحها لي.
ما رأيك في احتياج دولة الإمارات لمهنة الزراعة مقابل المهن الأخرى، التقنية والعلمية؟
يمكن أن أختصر إجابتي بمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، «أعطوني زراعة.. أعطكم حضارة»، هذه المقولة تبرز حقيقة أن الزراعة هي الأصل في كل المهن، ففي دولة الإمارات كان أجدادنا لا يعملون إلا في الزراعة، والصيد، وكانوا بالتالي مرتبطين بالأرض والبحر. ودورنا نحن، كمزارعين شباب، هو الحفاظ على هذا الإرث، خصوصاً أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بالمزارعين وتقدم الدعم والإرشاد لمواصلة العمل في الزراعة، ولترك بصمة متميزة في هذا القطاع.