5 مايو 2024

رغم نجاح المنصّات وجمهورها الكبير.. الفضائيات تتصدر الموسم الرمضاني في المشاهدات

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

رغم نجاح المنصّات وجمهورها الكبير.. الفضائيات تتصدر الموسم الرمضاني في المشاهدات

استخدام المنصات مجموعة كاملة من المحتوى الدرامي، سواء مسلسلات، أو أفلام، زاد من الأقبال عليها، ما شجع على الاستثمار بشكل كبير في هذا القطاع، وظهور عدد متزايد من شبكات البث، حيث قامت مجموعة «mbc» بإنشاء منصة «شاهد نت»، و«شاهدvip»، و«شاهد بلاس»، ولم تقتصر تلك المنصات على إعادة عرض المحتوى الدرامي للقنوات الفضائية التقليدية، وإنما اتجهت أيضا لإنتاج أعمال خاصة بها حصرياً، تحت عنوان أعمال شاهد الأصلية.

رغم نجاح المنصّات وجمهورها الكبير.. الفضائيات تتصدر الموسم الرمضاني في المشاهدات

وسبقتها في هذا الاتجاه شبكة «نتفليكس» التي منحت منصتها لأكثر من 190 دولة حول العالم، بما فيها الوطن العربي، وفي مرحلة لاحقة، لم تكتف بعرض الأعمال المترجمة إلى العربية، أو حتى الناطقة بها، بل اتجهت أيضاً لإنتاج أعمال درامية عربية، تحت مسمى «أعمال نتفليكس الأصلية».

رغم نجاح المنصّات وجمهورها الكبير.. الفضائيات تتصدر الموسم الرمضاني في المشاهدات

ثم توالى بعدها العديد من المنصات العربية، حيث ظهرت منصة «وواتش ات»، إلى جانب منصات أخرى قائمة على الاشتراك للمشاهدين، الأمر الذي جعل البعض يستشعر وجود خطر حقيقي على وجود القنوات الفضائيات مستقبلاً، وأن هذه المنصات يمكن أن تسحب البساط من تحتها، بينما يرى آخرون، أنها وإن كانت من مظاهر الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، إلا إنها لن تستطيع أن تسحب البساط من الفضائيات العربية، تحديداً.

مشكلة الفضائيات هي الإعلانات

في البداية، يقول الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون «المنصات الإلكترونية حوّلت الفن إلى سلعة سريعة الاستهلاك، ويجب التأنّي في اختيار الأعمال الفنية لكي تخرج بشكل يليق بالمشاهد، ويستوعبه سريعاً، فلا شك في إنها من مظاهر التطور التكنولوجي، وفرضت نفسها بقوة، لكن من المهم جداً اختيار المحتوى المقدم للمشاهد، بخاصة أن المنصات منتشرة بين قطاع الشباب».ويضيف «أعتقد أن الفضائيات لا يزال لها جمهورها المرتبط بها، ربما مشكلتها الوحيدة تكمن في حجم الإعلانات المقدم بين فواصل الأعمال الدرامية، وهي بديل للاشتراك في هذه المنصات، لكن هذا يحدث غالباً خلال شهر رمضان فقط، بينما على مدار العام، تقدم الفضائيات محتواها الدرامي بشكل متوازن، فضلاً عن تركيزها على الدراما الاجتماعية بشكل كبير، وهذا هو الأهم للأغلبية العظمى من الجمهور، واعتقد أن الفضائيات ستظل محتفظة بمكانتها، على الرغم من تطور المنصات وزيادة عددها».

هنادي مهنا في «عتبات البهجة»
هنادي مهنا في «عتبات البهجة»

المنصّات تشهد إقبالاً بفضل ميزاتها

الفنانة الشابة هنادي مهنا، شاركت في موسم الدراما خلال شهر رمضان الأخير، عبر مسلسل «عتبات البهجة»، أمام النجم يحيى الفخراني، والذي عرض على عدد من الفضائيات، ويعاد عرضه الآن، وفي رأيها أن المنصات الإلكترونية أصبحت واقعاً لا يمكن إنكاره، وهي ترحب بوجودها، مشيرة إلى أنها تساعد على التخلص من فكرة الإعلانات الطويلة التي تضيع عنصر التشويق والمتعة في الأعمال الدرامية التي تعرض على الفضائيات، ما يجعلها تكون مفضلة لدى قطاع غير قليل من المشاهدين.

وتبيّن «بالتأكيد هناك ميزة مهمة في هذه المنصات، تمكّن الجمهور من مشاهدة جميع حلقات المسلسل في أي وقت، وبأي عدد من الحلقات حسب وقت المشاهد، فضلاً عن أنها ساعدت على انفتاح المشاهد على أعمال من كل العالم، كما أنها جعلت الأعمال العربية متاحة في كثير من دول العالم، ورغم ذلك استطاعت الفضائيات أن تحقق نسب مشاهدة غير عادية، ما وضح من خلال حجم الإعلانات».

المنصات لن تغلب الفضائيات

وفي رأي الناقد طارق الشناوي، أن المنصات الرقمية تعد إضافة إيجابية للدراما بشكل عام، ولا يستطيع أحد أن ينكر وجودها، وتحقيقها نجاحات كبيرة خلال فترة قصيرة، والأهم أنها ساهمت بشكل كبير في حل أزمة المشاهدين مع الإعلانات بهذا الحجم غير المسبوق في فواصل الأعمال الدرامية، ورغم ذلك لن تستطيع المنصات أن تلغي وجود الفضائيات، أو انصراف الجمهور عنها، وهو ما لمسناه في الموسم الأخير، من خلال أعمال عرضت حصرياً على بعض الفضائيات، لأن الجمهور يبحث دائماً عن الجديد والمميز، سواء في الفضائيات، أو المنصات.

ويضيف «عندما ظهرت أجهزت الفيديو في أواخر السبعينات، ومطلع الثمانينات، خاف البعض من أن يسحب الفيديو، أو المشاهدة المنزلية، البساط من السينما، وهو ما لم يحدث، وظل جمهور السينما حريصاً على الذهاب إلى دور العرض، حتى في أمريكا والغرب، ولا تزال الأفلام تحقق المليارات في شبّاك التذاكر».

ويرى الشناوي أن المنصات الرقمية فرصة لتغيير الكثير من القواعد، والمعتقدات، خصوصاً عند المقارنة بين الأعمال الدرامية الطويلة، والأعمال القصيرة التي تراوح حلقاتها بين 7 و10 فقط، والتي تسهم في ظهور مخرجين وفنانين، ابتعدوا عن الساحة، فضلًا عن لفت الأنظار إلى كثير من المواهب، إضافة إلى تقديمها أفكار جديدة ومبتكرة.

ياسر جلال في «جودر ألف ليلة وليلة»
ياسر جلال في "جودر ألف ليلة وليلة"

الفضائيات كسبت الرهان

النجم ياسر جلال، الذي عرض له في النصف الثاني من رمضان الماضي مسلسل «جودر.. ألف ليلة وليلة»، يرى أن الفضائيات كسبت الرهان هذا الموسم، بعرض وجبة درامية متنوعة ومختلفة، وستظل الفضائيات هي الرهان الأول والأهم، لأنها تمثل القطاع الأكبر من الجمهور، على الأقل في منطقتنا العربية.

ويؤكد «لا أحد ينكر أن المنصات غيّرت كثيراً في أسلوب المشاهدة والتحكم فيها، وقتما يريد المشاهد، وهو أمر جيد لا خلاف عليه، فضلاً عن أنها أعادت فكرة الأعمال القصيرة، لكن هذه الأعمال، أصبحت موجودة على الفضائيات، بدليل أن عدداً كبيراً من مسلسلات هذا العام تم تقديمه في 15 حلقة فقط، لكن في النهاية سيظل لكل منهما جمهوره الذي يُقبل عليه، لكن لن يلغي وجود أحدهما الآخر».

رغم نجاح المنصّات وجمهورها الكبير.. الفضائيات تتصدر الموسم الرمضاني في المشاهدات

المنصات فرصة لمناقشة قضايا صعبة

السيناريست المصري، محمد هشام عبية، الذي عرض له على الفضائيات خلال الموسم الأخير مسلسل «صلة رحم» الذي أثار جدلاً واسعاً، يرى أن المنصات الإلكترونية، وسيط يمزج بين السينما والمسلسلات، فاستطاعت أن تأخذ من الأفلام جرأتها، إلى جانب التكثيف وزيادة الأحداث، في حين أخذت من الأعمال الدرامية جمهورها، ويرى عبية أن المنصات فرصة لمناقشة قضايا كان من الصعب طرحها سابقاً.

وينفي عبية فكرة أن تسحب المنصات البساط من الفضائيات، أو أن تتفوق عليها، كما ينفي الفكرة الشائعة عن أنها سيكون لها تأثير، أو تغيير في الثقافة العربية، عن طريق القصص والقضايا التي تطرحها دراما المنصات، ومن هذا المنطلق، يمكن أن تكون الأعمال القصيرة المطروحة عبر المنصات لها شعبية أكبر من الأعمال الطويلة، كما أنها أكثر جرأة، ويتابعها العديد من الشباب، ولفت إلى أن الدراما تستهدف وتسلط الضوء على القضايا الموجودة بالفعل، حتى إن تغافل عنها المجتمع.

ويواصل «من المؤكد أن الكتّاب والمخرجين من حقهم مناقشة كل القضايا الفكرية والفقهية المثارة، وطرح وجهات النظر فيها من خلال الفضائيات بصورة جديدة، والعمل على مناقشة الموضوعات الحساسة بطريقة لا تؤذي المشاعر، لأن الغرض الأساسي توعية الجمهور، وطرح أفكار درامية جديدة من خلال الأحداث المحيطة».

رغم نجاح المنصّات وجمهورها الكبير.. الفضائيات تتصدر الموسم الرمضاني في المشاهدات

المنصّات تجذب الجيل الأصغر

ويرى المنتج جمال العدل، الذي عرض له خلال الموسم الأخير مسلسل «عتبات البهجة» للنجم يحيى الفخراني، أن وجود المنصات أمر إيجابي لصناعة الدراما، وللمنتجين، وللمشاهدين، وللشركات القائمة على المنصات، وأن هذا الأمر لا شك في أنه يعود بالنفع الاقتصادي على جميع الأطراف، غير أنه يعتقد أن المنصات تجذب الجيل الأصغر سناً أكثر من الكبار، وهذا ما تؤكده تقارير المشاهدة.

ويوضح «لا اعتقد طبعاً أن المنصات ستسحب البساط من تحت القنوات التلفزيونية، أو حتى السينما، لأن لكل من شاشة السينما أو التلفزيون، بريقها وسحرها الخاص، الذي يجعلها تستمر، ولا تختفي، والعديد من فئات المجتمع المختلفة دائماً ما تفضل متابعة مسلسلاتها المفضلة عن طريق شاشة التلفزيون، ضمن مواعيد محددة، حتى لو تخللتها الإعلانات، لأن المشاهد أصبح يدرك أن الإعلانات هي مصدر إنتاج هذه الأعمال، والدليل على ذلك أن موسم رمضان 2024 على الفضائيات تمتع بالتنوع في الدراما بين أشكال وأنماط مختلفة، ومتنوعة بين التاريخي، والاجتماعي، والكوميدي، والحركة، وحققت الفضائيات نسب مشاهدة مرتفعة جداً، تفوق المنصّات، لكن هذا لا ينفي نجاح المنصات وفرض وجودها بين قطاع كبير من الشباب».

حتى سنوات قليلة مضت، كان موسم الدراما خلال شهر رمضان، يعدّ الأهمّ، والأكثر سخونة في المنافسة بين الفضائيات، وبعضها بعضاً، غير أنه خلال العقد الأخير انتقلت المعركة من بين الفضائيات، وبعضها، إلى الفضائيات مع المنصات الإلكترونية، خاصة بعد ظهور عدد كبير منها لتنافس بشكل قوي، للدرجة التي أصبح لكل منها إنتاجها «الأصلي» الخاص بها.

* القاهرة: نورا حسن

 

مقالات ذات صلة