لُقبت رغم صغر سنها بالكاتبة الموهوبة، ليس هذا فحسب، بل ساعدتها قدرتها على الإلقاء والتقديم لأن تكون مذيعة ناجحة، لديها نهم بالقراءة، وشغف بتلقّي العلم والمعرفة. طموحها عالٍ، وأهدافها كبيرة، حققت منها الكثير، ولا يزال في جعبتها ما تسعى إلى تحقيقه، على حد قولها..
هي الطالبة حصة حسن (13 عاماً) الفائزة بالمركز الثاني عن إمارة دبي في تحدّي القراءة العربي، في موسمه الخامس، نقدمها كنموذج ملهم لأبناء جيلها في مناسبة يوم الطفل الإماراتي، الذي يصادف الخامس عشر من شهر مارس كل عام.
الطالبة حصة حسن، تقول «لديّ شغف بالقراءة منذ أن كان عمري 6 سنوات، وقد خصصت لي أسرتي وقتاً ثابتاً يومياً للقراءة، التي تنوعت بعد ذلك بين الروايات التاريخية والعالمية، والكتب التاريخية عن العالم العربي والإسلامي، بجانب قصص الأنبياء والرسل، وغيرها.
أما في الصغر فكانت مطالعاتي مقتصرة على الحكايات والقصص البسيطة، إلا أنها تركت أثراً كبيراً في داخلي، ربما لم أترجمه حينها، لكنه ساعد على تكوين شخصيتي، وكان أول كتاب طالعته عن المواهب والقدرات، وأتذكّر شخصياته، وكيف كان لكل واحدة منها هدف تسعى إليه، فمن يطمح إلى أن يكون رياضياً يصل إلى حلمه، ومن رغب في دراسة الهندسة وصل إلى حلمه بالجد والاجتهاد، وهكذا.
كل ذلك ساعدني على أن أدرك قيمة مهمة، وهي عندما يؤمن الإنسان بقدراته لابد أن يصل إلى هدفه، وبدأت أفكّر مبكراً ماذا أريد أن أكون، وبقيت هكذا حتى بدت الأمور تتّضح، فعندما كنت أذهب للحفلات الرسمية، أو معارض الكتب، كنت التقي بشخصيات عدة، وكانت جميعها تثني على موهبتي في الإلقاء، عندما أحكي قصة لمن هم في مثل سني تتضمن رسالة هادفة، ودائماً ما كان تتردد على مسامعي مقولة (سيكون لك مستقبل باهر وواعد في المستقبل بإذن الله)».
حلم الطفولة.. هل يتحوّل إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع؟
تكمل الموهوبة حصة حسن «ربما ينظر إليّ البعض بأنني ما زلت في مرحلة عدم ثبات وقدرة على تحديد الهدف لصغر سني، إلا أنني استطعت أن أحصل على ألقاب عدة، منها لقب كاتبة بعد أن نُشر إصداري الأول في إكسبو 2020 دبي، وأعدّ حالياً إصداراً آخر لي أقدمه في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، إضافة إلى قدرتي على الإلقاء والتقديم، التي ساعدتني لأن أحدث نفسي: هل يمكن أن أكون مذيعة ناجحة في المستقبل؟ وهل الإمساك بالميكروفون سيكون صعباً؟ وهل سأخشى رهبة الوقوف أمام الجمهور؟ ليتوقف كل هذا الصراع داخلي بعد أن أتيحت لي الفرصة على أرض الواقع، ونجحت كمذيعة ومراسلة في تقديم برامج بهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وأشارك في تقديم برنامج «معاً أصدقاء»، و«أطفالنا والكتاب» على تلفزيون الشارقة».
أقرأ كل عام نحو 100 كتاب ما ساعدني على أن أشارك في منافسات عدة
تشير حصة حسن «أقرأ كل عام نحو مئة كتاب، ما ساعدني على أن أشارك في منافسات عدة، منها «تحدي القراءة العربي»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، إذ فزت في الموسم الخامس بالمركز الثاني عن إمارة دبي، وفي الموسم السابع بالمركز العاشر عن إمارة عجمان، ولم تكن مشاركتي قاصرة على الفوز، بل ساهم حبي للإلقاء والتقديم في أن أقدم الحفل الختامي لـ«تحدي القراءة العربي» في الموسم السابق، كما قدمت فقرة «ملهم الجيل القرائي» وكان ضمن الحفل، بجانب مشاركتي في تقديم حفل سفراء الأمان التابع لشرطة دبي، وكان لي الشرف لأن أمثل الإمارات مع وفد رسمي من الدولة والهلال الأحمر في إحدى المناسبات لنشر روح السلام والمحبة بين الشعوب».
وتكمل حصة حسن «كي يبني الإنسان نفسه لابد أن تتعدد اهتماماته في الحياة، ولا تكون قاصرة على أمور تعود بالنفع عليه فقط، كالعمل مثلاً، فأنا أحب العمل التطوعي، ولديّ العديد من المشاركات التي تضفي البهجة على الآخرين، فلديّ مشاركة مع مجلس الهلال الأحمر الطلابي في مدرستي، إذ قمنا بجمع التبرعات لصندوق الهلال الأحمر أثناء فعالية اليوم العالمي للثقافات، من خلال بيع إكسسوارات بأعلام الدول لتبادل ونشر الثقافات، وذهب ريعها للهلال الأحمر، كما شاركت أيضاً في فعالية تنظيف شاطئ الزوراء، وفي فعالية مركز سعادة كبار المواطنين بعجمان بمناسبة قدوم رمضان، وقضينا وقتاً ممتعاً مع الجدّات والأجداد لإدخال الفرحة والسرور عليهم، كما أشارك في يوم الطفل الإماراتي مع فريق الهلال الأحمر الطلابي بتقديم الإذاعة المدرسية لتوعية الطلاب بحقوقهم وواجباتهم في المدرسة، وتعريفهم بقانون وديمة أيضاً، والقادم مملوء بالفعاليات التي سأكون جزءاً منها إن شاء الله».
لا توجد كلمة مستحيل في قاموسنا الإماراتي
تضيف حصة حسن موجهة كلمة لبنات وأبناء جيلها في يوم الطفل الإماراتي «لا سقف لأحلامنا، ولا توجد كلمة مستحيل في قاموسنا الإماراتي، هذه الدولة التي تُعد أرض السلام والمحبة والخير والإنجاز، فاجعلوا أحلامكم تلامس السماء، ونجوم الفضاء، وتأكدوا أن دولتنا ستنمّي وتطوّر من مواهبنا وقدراتنا طالما لدينا ما نقدمه لها، فطموحاتي كبيرة وأحلامي كثيرة، منها دراسة تخصص (علوم سياسية وعلاقات دولية)، وأن أنال بعدها درجة الدكتوراه في هذا التخصص، ثم أصبح وزيرة، فأن أؤمن بأن العلم والمعرفة هما مفتاح النجاح، وأن الشباب هم الوسيلة في النجاح والتميّز لدولتنا».