11 فبراير 2024

بسبب 2.5 درهم.. شجار وإصابات وخسائر بآلاف الدراهم

فريق كل الأسرة

بسبب 2.5 درهم.. شجار وإصابات وخسائر بآلاف الدراهم

تسبب خلاف على ثمن عُلبة مشروب غازي قيمتها درهمان ونصف الدرهم فقط، بحدوث مُشادة كلامية في أحد المطاعم، تطوّرت إلى مُشاجرة أدت إلى تعرض طرفيها إلى إصابات مُتعددة، فيما تعرض المطعم لخسائر قُدرت بـ23 ألف درهم.

طرفا المُشاجرة، التي لم تَحتكم إلى العقل والمنطق منذ بدايتها، انتهى بهما المطاف مُتهمّين في قضيتين أمام القضاء.

بدأت تفاصيل القضية التي اطّلعت «كل الأسرة» عليها من الحكم القضائي، بعد أن تلقت الجهات الشرطية بلاغاً عن وجود شجار في أحد المطاعم، فتوجهت إلى المكان، وتبيّن أن هناك خلافاً تطور إلى مُشاجرة بين طرفين، الأول يضم مدير مطعم، وعدداً من العاملين فيه، فيما يضم الطرف الثاني مجموعة من الأصدقاء.

بداية المشادة.. مشروب غازي

وحول ما حدث، قدّم مدير المطعم والعاملون فيه روايتهم، حيث ذكروا أن اثنين من الطرف الثاني حضرا إلى المطعم، وقاما بأخذ مشروب غازي «سفن آب»، بقيمة درهمين ونصف الدرهم، ورغبا في المغادرة من دون أن يدفعا ثمن المشروب.

وبيّن الطرف الأول أن مُشادة كلامية حدثت بين مدير المطعم والاثنين بسبب عدم قيامهما بدفع قيمة المشروب الغازي، ومن ثم إقدامهما على سبّ المدير بعبارات نابية، وألفاظ بذيئة، وبعد ذلك غادرا المطعم من دون وقوع مشاجرة.

ويؤكد الطرف الأول أن الرجلين، وبعد نحو عشر دقائق، عادا مرة أخرى إلى المطعم ومعهما عدد من أصدقائهما، وكانوا جميعاً يحملون في أيديهم عصيّاً خشبية وحجارة، «طابوق».

وأضاف هذا الطرف، أن أفراد الطرف الثاني قاموا بالاعتداء عليهم بالضرب، فتعرض مدير المطعم لإصابات في وجهه، ورأسه، شُفي منها في غضون أسبوعين، مشيراً إلى أن المطعم تعرّض إلى أضرار جراء الاعتداء والتكسير، وصلت قيمتها إلى 23 ألف درهم.

رواية الطرف الثاني: سبّ والدتي

أما الطرف الثاني في المشاجرة، فكان له رواية أخرى، حيث ذكر الاثنان اللذان دخلا إلى المطعم في البداية، بأنهما توجها لشراء مشروب غازي، وعند قيام أحدهما بدفع قيمة المشروب، فوجئ ببائع في المطعم يسبّ والدته ما أدى لحدوث مُشادة كلامية.

ويدّعي الاثنان أن مدير المطعم والعاملين معه، أقدموا، في أعقاب المشادة، على إحضار عدد من الأشخاص فاعتدوا بالضرب عليهما داخل المطعم بواسطة أنابيب حديدية.

يقول الرجل الأول إنه «تعرض للضرب على صدره، ويديه، اليمنى واليسرى، وعلى ظهره»، فيما يؤكد الثاني «إن مدير المطعم ومن معه اعتدوا عليه بواسطة سكين، حيث قام أحدهم بضربه ضربتين على رأسه بالسكين، فسقط على الأرض، ثم ضربوه بواسطة قطعة حديدية على أنحاء متفرقة من جسده».

وفقاً للرواية، فقد تمكن الاثنان من الهرب إلى خارج المطعم، واستنجدا بأصدقائهما الذين حضروا وتشاجروا مع مدير المطعم، والعاملين فيه.

رواية الأصدقاء: جئنا لحل الخلاف فضربونا

يروي أحد الأصدقاء «إن صديقيه اللذين كانا في المطعم اتصلا به، وأبلغاه أن هناك خلافاً مع مدير المطعم، فتوجه فوراً إلى هناك لحل الخلاف، لكن عند دخوله المطعم فوجئ بالمدير والعاملين يعتدون عليه، ما عرّضه إلى إصابات برأسه، وكسر في يده اليمنى، والآم في ظهره، ورجله اليسرى».

أما صديق آخر تورط في المشاجرة، فقال «إنه سمع صوت مشاجرة بين أشخاص، وتبيّن له أن المشاجرة كانت بين زملائه وأصدقائه في السكن، وعمال مطعم»، مبيّناً أنه «تدخل في المشاجرة، وتعرّض إلى إصابات في يده، ورأسه».

وأكد باقي الأصدقاء المتشاجرين في القضية أنهم تدخلوا في المشاجرة بعد مشاهدة أصدقائهم يتشاجرون مع مدير المطعم، والعاملين فيه، فيما تعرّض بعضهم إلى إصابات جراء ما حدث من واقعة.

ووفقاً لتفاصيل القضية، فقد تمكنت الشرطة بعد حضورها من إلقاء القبض على 4 من الطرف الأول في المشاجرة «مدير المطعم و3 من العاملين معه»، و13 من الأصدقاء المتورطين من الطرف الثاني.

لائحتا اتهام ضد طرفي الشجار

ورفعت النيابة العامة في دبي، لائحتَي اتهام إلى المحكمة الابتدائية في دبي بحق كل طرف بتهمة «كونهم عصابة اعتدوا على سلامة جسم بعضهم بعضاً ما تسبب بتعرضهم إلى إصابات المذكورة في التقارير الطبية».

وطالبت النيابة العامة في كل لائحة بمعاقبة المتورطين بالحبس والغرامة، عملاً بالمادة 392 من المرسوم بقانون مكافحة الجرائم والعقوبات رقم 31 لسنة 2021، إلى جانب المطالبة بإبعادهم عن الدولة عملاً بالمادة 126 من القانون ذاته.

المحكمة: حبس وإبعاد للجميع

ودانت المحكمة الابتدائية طرفي الشجار في التهمة الموجهة لكليهما، وقضت بعقوبات الحبس لمدة 3 أشهر، وغرامة مالية، والإبعاد عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم في السجن.

النهاية بالصلح بعد الاستئناف

استئنف الطرفان الحكم بعد صدور قرار حبسهما، وهذه المرة بعد أن تصالحا، وقدما سنداً بالتصالح للهيئة القضائية في محكمة الاستئناف، ما ساهم في تعديل حكم المحكمة الابتدائية بحقهم، حيث قضت محكمة الاستئناف بانقضاء الدعوى بين الطرفين للتصالح في قضية لو غلّب فيها الطرفان الحِكمة لما وصلت إلى القضاء، وتعرّض فيها الطرفان إلى إصابات متعددة، وخسائر.