أكد زوار معرض «عالم القهوة 2024»، الذي اختتمت فعالياته، اليوم، في مركز دبي التجاري العالمي، بالتعاون مع «جمعية القهوة المختصّة»، أن القهوة ليست مجرد مشروب منبّه، أو يساعد على ضبط الحالة المزاجية، بل هي خلاصة عملية كاملة ومتقنة، تبدأ من اختبار نوع البُن والأدوات التي يتم إعداد القهوة بها، حتى المكان، والزمان الذي يتسلم الشخص كوب قهوة معدّاً خصيصاً من أجله.
هذه الحالة رصدتها «كل الأسرة»، خلال فعاليات وأنشطة معرض «عالم القهوة 2024» الذي استقطب الزوّار والمهتمّين بالقهوة، ومنتجاتها، وصناعتها وتجارتها، حيث برزت قصص نجاح العارضين الشباب في مجال صناعة القهوة، الأمر الذي عكس النشاط والتطور في مجال القهوة بين رواد صناعتها، وعشاقها، ومقتني أدوات تحضيرها، إذ استضاف المعرض أكثر من 1,650 شركة وعلامة تجارية، عالمية وإقليميّة ومحلّيّة، عرضت منتجاتها وخدماتها المتعلّقة بالصناعة، من حبوب البن الخضراء والمحمّصة، إلى أجهزة تحضير مشروباتها الغنية والمتنوعة، وصولاً إلى مقدّمي خدمات التحميص وإضافة المنكِّهات والتعبئة والتغليف. وشملت قائمة المشاركين 60 شركة وعلامة تجاريّة متواجدة في دولة الإمارات.
وبالحديث عن الأدوات الحديثة أو التقليدية التي تستخدم في تحضير القهوة، قال وسام بن رحيم، من تونس، «الاهتمام بماكينات القهوة الحديثة يكاد ينسينا نحن العرب ثقافتنا وعاداتنا في إعداد القهوة، لذلك أحرص على أن أنشر ثقافتنا من خلال تقديم القهوة المعدّة في «الجزوة»، كما نسميها في تونس، وأبيعها في ألمانيا البلد الذي أقيم فيه، وتجذب الكثير من الأجانب الذين أفخر باستعراض ثقافتنا، ونوع القهوة المفضلة لدينا أمامهم، فالقهوة حالة مرتبطة بطبيعة الشعوب، وطقوسها المتأصلة فيها».
كذلك شرحت سارة سين، من إثيوبيا، سبب وجود أطباق «الفشار» بجانب جلسة تناول القهوة، وبيّنت «طرق إعداد القهوة الإثيوبية تبدأ بفرش نبات أخضر، يعكس الطبيعة الإثيوبية الخضراء، حيث نحرص على وضع الزهور والنباتات في مجلس القهوة، لتعطي روائح جيدة ومنعشة، وتقدم مع نوع من البذور (الغولو)، أو (الفشار) الذي يصنع من الذرة الشامية وبعض البقوليات، وتؤكل قبل شرب القهوة، والتي تعطر أجواءها رائحة البخور والعود وأنواع مختلفة من العطور التي تعطر جلسة القهوة ومن دون هذه الأشياء لا تكتمل الجلسة».
وإلى جانب استعراض عادات وتقاليد تقديم القهوة لدى الشعوب المختلفة، استعرض الشباب المشاركون تجاربهم الناجحة في عالم صناعة القهوة، فقد نجح مكتوم الشريفي في تطوير هوايته، بالعمل في مجال القهوة لتأسيس محمصة «ريفل للقهوة المختصة» في مدينة العين «بدأت عملي في القهوة بالتدريج حتى توسعت لتصبح لدي واحدة من أكبر المحامص في مدينة العين، واليوم استعرض تجربتي في المعرض الذي يعد منصة تجمع المصنعين والموردين والهواة، من أجل إرضاء الأذواق المختلفة لعشاق القهوة، محلياً وعالمياً».
من جهته، تحدث عبد الرحمن الأنصاري عن أعمالهم في محمصة «ثري» التي ترفع شعار «شغل دبي»، وعن أهمية المعرض في توسيع نطاق وصولهم إلى السوق، «وجود منتجاتنا في المعرض يعزز علاقاتنا مع شركات القهوة المختلفة، من خلال التعريف بأعمالنا وتذوّق نكهات القهوة عالية الجودة المتوفرة لدينا، وتقديم المعلومات المتعلقة بالقهوة لكل من يريد اقتحام المجال من الشباب، فسوق القهوة كبير ويستوعب العديد من الأفكار المبتكرة».
أما تركي الفايفي، فقد لفت إلى ضرورة اهتمام صناع القهوة في الشركات الناشئة بكل ما يخص القهوة، حتى طريقة تذوّقها «يتيح المعرض فرصة تذوّق القهوة، المعروف «بالكبنج»، حيث نتذوق عينّات القهوة ونقيّمها بناءً على سمات محددة، مثل القوام والحلاوة والحموضة والنكهة والمذاق، من خلال عدد من الخطوات، وهي الشم، شرب رشفات كبيرة، وتحديد المكان، والوصف، والمهم هو الرائحة، إذ يجب شم القهوة بعمق».
وخلال الحديث مع هاوية القهوة آيات نزار، أشارت إلى صناعة المحتوى المتعلق بالقهوة، وكيف قادتها للتفكير في تأسيس مشروع مقهى على سبيل المثال «الاهتمام بإعداد القهوة المختصة علّمني العديد من الأمور المتعلقة بالقهوة كصناعة، وأنا من جهتي أقدم للمتابعين كل هذه المعلومات والتفاصيل من خلال الـ«سوشيال ميديا»، خصوصاً مرحلة اختيار القهوة والأدوات المستخدمة، فالجميع يتفق على أن القهوة تستحضر حالة كاملة من الأجواء المصاحبة لشربها، وقد شاركت في المعرض كي أتعلم أكثر، خصوصاً أن الجميع لاحظ التطور والنمو في سوق القهوة وتزايد الإقبال عليها».
وقد شمل المعرض «بطولة الإمارات الوطنية للباريستا»، حيث يُمنح كلّ متنافس 15 دقيقة لتقديم عرض حماسي مميّز على أنغام الموسيقى لإبهار لجنة التحكيم بمشروبات القهوة التي تلائم جميع الأذواق، بما في ذلك الإيسبريسو، والقهوة الأصلية، والقهوة بالحليب؛ وتتولى لجنة التحكيم تقييم المشاركات وفقاً لقواعد ولوائح ومعايير التحكيم الخاصة بـ«بطولة العالم للباريستا».
وتعليقاً على البطولة، قال خالد الملا، رئيس مجلس إدارة جمعية القهوة المختصّة في الإمارات «أقيمت «البطولة الوطنية لفن اللاتيه» التي تبرز القدرات الفنية والإبداعية للباريستا في إعداد اللاتيه؛ وتتولى لجنة تحكيم تقييم المشاركات بناء على السمات البصريّة والإبداعية، مع التركيز على التباين في الأنماط والأداء العام؛ وتعتمد هذه البطولة الوطنية قواعد ولوائح ومعايير التحكيم الخاصة المتّبعة في فعاليات القهوة العالمية، ويسرّنا تنظيم هاتين البطولتين ضمن النسخة الثالثة لمعرض عالم القهوة 2024، ما يؤكد التزامنا بتكريم أصحاب المهارات والمبدعين، وحرصنا على زيادة التنافسية والتبادل الثقافي بين «الباريستا». كما تعكس هذه البطولات والمسابقات رؤيتنا لتعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي للابتكار والتميّز في صناعة القهوة، وتوفير منصة مهمّة للموهوبين لإبراز مهاراتهم وإبداعاتهم في هذا المجال، فضلاً عن تحسين أساليب ومهارات «الباريستا»، وتعزيز تجربة عشّاق القهوة».