الأرض في خطر. المجرّة التي يعيش في حضنها هذا الكوكب في خطر كبير. لكن لا تخفْ... لديك أبطال يذودون عنك لقاء12 دولاراً فقط، ثمن التذكرة. هذا جانب من ملخص فيلم «أكوامان والمملكة المفقودة» الجديد، من إخراج جيمس وان، الولايات المتحدة 2023
من تلك الأعمال المائية أيضاً، يخرج رجل الماء «أكوامان»، من حين لآخر ليطمئنّ على أن الدنيا ما زالت بخير. في كل مرّة يجدها مهددة بالدمار. ليس من غودزيللا (فهو لم يسمع به) بل- دوماً- من عدو غامض، ساهر على الانقضاض على العالم الذي نعيش فيه، وتدميره، بما في ذلك المملكة الخفية لأكوامان، «أتلانتيس».
لا ريب في أنها مسؤولية كبيرة على رجل واحد (حتى ولو كان بعضلات جاسون موموا، الذي يؤدي الدور)، أن يحمي إمبراطوريّته المخفية تحت سطح البحر، والدفاع عن الكوكب الذي نعيش فوقه في وقت واحد. لكن إذا لم يفعل ذلك فمن سيتصدّى للأشرار؟ السوبرهيروز الآخرون مشغولون بمغامراتهم التي تقع (للغرابة) فوق هذا الكوكب نفسه، ضد أولئك الراغبين في تدمير الأرض أيضاً. هذا وحده غريب، لأنه على مدى عقود من النجاحات في إنقاذ الأرض من أعدائها، كان لابدّ أن يكون الوضع استتب، وانتهى بانتصار الأرض (فوق الماء أو تحته)، وانتهى الأمر.
لكن لحظة... حتى لا نحكم على «أكوامان والمملكة المفقودة» جزافاً، نجد أن عدوّه اللدود بلاك مانتا (يؤديه يحيى عبد المتين) ما زال يريد الانتقام من أكوامان لقتله والده في الجزء السابق (2018). ما لم ينفع في الفيلم السابق لن ينفع في الفيلم الحالي. بلاك مانتا لا يستعجل دمار الأرض، هذه سيتم تدميرها تلقائياً بمجرد نجاحه في القضاء على أكوامان، وكل من يحبهم.
إنها الملهاة ذاتها، والخزعبلات التي لا تنضب، مزوّدة بتلك المؤثرات التي من شدّة تكرارها في الفيلم الواحد (وفي الأفلام ذات النوع المشابه جميعها) باتت مدعاة للسخرية.
إجمالاً، لا شيء هنا يفيد المشاهد الباحث عن سبب، أو عن إضافة جديدة على ما سبق. التمثيل فاشل حتى المستوى الآلي الذي هو عليه..
المشكلة الأخرى، أن الفيلم يريد أن يكون كل شيء في وقت واحد: أكشن. مغامرات. فانتازيا، وليس لديه المقومات الجيدة لمثل هذا الغرض، وبالتالي، لا ينفع في أيّ من هذه التصنيفات، فتبدو مفتعلة، ومحشورة ضمن قصّة باهتة.