من أجل تعزيز تمكين الشباب، وتعزيز الابتكار وقيادة مستقبل الأعمال لديهم، انطلقت، مؤخراً، قمة فوربس الشرق الأوسط Under30، في نسختها الثانية في الجونة، على ساحل البحر الأحمر، في مصر، بمشاركة أكثر من 1500 ضيف للاحتفال ودعم روح ريادة الأعمال والالتزام بالابتكار بين الشباب تحت سن الثلاثين، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حضرت «كل الأسرة» فعاليات القمة التي شملت العديد من المناقشات والمقابلات لبناء قادة الغد، وركزت على طرق للاستثمار في جيل الشباب، خصوصاً من المبتكرين الذين التقينا بعدد منهم خلال حضورهم الجلسات التي تحفزهم على التفكير التصميمي، ورواية القصص لدعم العلامات التجارية التي أسّسوها، وتعليمهم طرق بناء شركات ناشئة مستدامة من أجل عالم أفضل، ودور التكنولوجيا في تطوير المنتجات بصورة فائقة، وتعزيز الصحة العقلية، والتنوع، والشمول.
أنس بوخش
دعوة لتغيير أسلوب حياتنا
في بداية الفعاليات رحّب رئيس قمة Under 30 رائد الأعمال والمحاور الإماراتي، أنس بوخش، بالحضور، ولفت إلى أهمية القمة في التواصل والتعلّم، والإجابة عن بعض الأسئلة التي تشغل الشباب في مجال ريادة الأعمال، وقال «عندما كنت أدرس الهندسة، كنت أشعر بالتقييد، وكان هذا الشعور يضايقني، وبأن لديّ موهبة. كثير من البشر تقيّدهم ظروف وتخصصات معينة، لكنني اتبعت شغفي، وأشبعت فضولي الذي نتراجع عنه عادة عندما نكبر. فأنا أرى أننا لا بد أن نغيّر أسلوب تفكيرنا إلى «لم لا؟».. لنزور بلداناً جديدة، أو نحاول تغيير الوظيفة التي نعمل فيها، والأهم ممارسة هواية جديدة، فإذا دمجنا فضولنا، وغيّرنا أسلوب التفكير إلى «لماذا لا؟»، سنستمتع بحياتنا، ونشعر بأنها سباق طويل، وممتع».
د. فاطمة الملا
حافز للاستمرار والتعلّم
كما التقينا بشباب إماراتيين ممن تم اختيارهم ضمن القائمة المكرّمة في قمة فوربس 30 أندر 30، منهم الدكتورة فاطمة الملا، أول إماراتية تطوّر لقاحاً من بلازميد الحامض الوراثي، وتُبيّن «هذا التكريم هو ترجمة لدعم وتشجيع قادة دولة الإمارات للشباب، وإعطاؤهم الفرص للتعلّم وكسب الخبرات المختلفة، فقد تمكنت من تطوير لقاح بلازميد الحامض الوراثي بنسبة 90%، ما يفوق النسبة التي تشترطها منظمة الصحة العالمية، ولديّ العديد من الأعمال والدراسات التي أقوم بها في هذا المجال، وحصولي على الجائزة حافز للاستمرار من أجل خدمة البشرية».
علي مكي
فرصة لتبادل الخبرات
أما رائد الأعمال الإماراتي علي مكي، فقد تم تكريمه لمشروعه عن الطاقة المتجددة «مشروعي يعزز التوجه لمستقبل الطاقة النظيفة في المنطقة، وحول العالم، حيث يعمل مشروعي (Kilimanjaro Energy ) على تعزيز الاستدامة من أجل إنتاج الطاقة المتجددة، وإدارة المشاريع التي تتركز بشكل رئيسي في أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، والعديد من الدول الأخرى، وقد شعرت بالفخر لوجود أسمي ومشروعي بين قائمة المكرمين تحت 30 عاماً، ولكن الأهم إن وجودي في القمة كشف لي مدى الاهتمام بتعزيز البيئة الريادية للشباب، حيث أتيحت لنا الفرصة لتبادل الخبرات، والتعاون مع رواد الأعمال من مختلف دول العالم، خصوصاً في مصر التي فاجأني حجم الشباب المبتكر والمبدع لديها».
هبة المسعود
كسب ثقة العملاء
تم تكريم هبة المسعود من الإمارات، صاحبة مشروع (Sauce Capital) المتخصصة في تكنولوجيا الغذاء عام 2020، وتشرح «مشروعي عبارة عن تطبيق اسمه «CHEW»، ولدينا 40 علامة تجارية لمطاعم مختلفة تابعة لنا، ونتيح لعملائنا اختيار ما يحلو لهم من تلك المطاعم بالطلب من أكثر من مطعم، من خلال طلب واحد مع مندوب توصيل واحد. ونرسلها إليهم بكلفة أقل من الطلب من تلك المطاعم، كل على حدة، ولدينا أكثر من 19 ألف مستخدم، ونحرص على التطور في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد حصولي على الجائزة التي ستزيد من ثقة العملاء والمستثمرين الذين نتعامل معهم».
«قمّة فوربس» تختصر طريق كسب الثقة
أما الدكتورة دانة السليماني، من السعودية، فقد تم تكريمها لتطويرها منصة إبرة مجهرية وظيفية مغلفة بالهيدروجيل، تساعد على أخذ عيّنات سريعة وغير جراحية، واكتشاف المؤشرات الحيوية الخاصة بالسرطان من النسيج الخلالي للجلد، وتقول «لقد حصلت على براءة اختراع أمريكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أثناء دراستي للدكتوراه، وما بعد الدكتوراه. كما تم تسجيل براءتَي اختراع أمريكيتين بشكل مؤقت، وسعادتي بالتكريم مضاعفة، لأنها أعطتني الأمل في الثقة بنا كشباب، نخدم القطاع الصحي، ونكرس أبحاثنا لإنقاذ البشرية، خصوصاً أن قمة فوربس لتحت الثلاثين، تختصر الطريق أمامنا لاجتياز مرحلة كسب الثقة بما نقدمه من أبحاث وابتكارات».
الاهتمام بمشاريع تعزز الاستدامة
ومن مصر، يقول علي مجدي، صاحب مشروع «سيفو» للصناعة البحرية، «وصولنا لقمة فوربس جاء بترشيحات متعددة، أكدت نجاح ما نقوم به، خصوصاً إننا نفيد البشرية في قطاعات مختلفة، ونترك أثراً إيجابياً على الأرض. مشروعي مختص في كل ما يفيد القطاع البحري، في الصناعة والسياحة البحرية، وقد أنتجنا مركبات بحرية ذاتية القيادة، وهي مركبات صديقة للبيئة تعزز الاستدامة، وتقلل الانبعاثات الكربونية المضرّة بالبيئة».
لما العريمان
الإيمان بقدرات الشباب
شاركت لما العريمان، من الكويت، في تأسيس (Ignition LLC) كأول شركة كويتية لبحوث واستكشاف الفضاء، وهي المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية في «BLUDOT»، وتُبيّن «يركز مشروعنا على توفير كل ما يتعلق بالفضاء، يأخذ العميل من البيت إلى الفضاء، نوفر في التطبيق كل ما يخص الباحث والطالب، وحتى السائح، المهتمين بعلم الفضاء، ويوفر كل الأدوات والخدمات المطلوبة لتحقيق الهدف الذي يريده. كما أنشأنا بيئة مناظرة لبيئة المريخ الطبيعية في الكويت، وأعمل كنقطة الاتصال الوطنية لدولة الكويت في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء، والمنسق الوطني لجمعية الأسبوع العالمي للفضاء في عام 2019. وحصولي على التكريم سيعزز هذه المسيرة، بحصولنا على الدعم من المستثمرين المؤمنين بقدرات الشباب».
«فوربس Under 30».. تشجيع الشباب وبناء مستقبل
شجعت الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحرير «فوربس الشرق الأوسط»، خلود العميان، جميع الحاضرين على دعم مجتمع الشباب تحت سن الثلاثين Under 30، لتغيير العالم، وقالت «هذا المجتمع فريد تماماً، إنه يكتشف مواهب شابة لا تُقدر بثمن بإمكانات لا حصر لها، ويبني صلات تحفز الأفكار الجديدة التي من شأنها التأثير في مستقبل الجميع. ويسعدنا تقديم هذه المنصة الداعمة، ونتطلع إلى رؤية النتائج الإيجابية، والنمو الذي تحققه».
من جانبه، قال محمد عامر، الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة «لطالما ارتبط اسم الجونة بالفعاليات الثقافية والرياضية والفنية وريادة الأعمال. في العام الماضي، استضفنا أكثر من 50 حدثاً، ومع ذلك، ما زال هذا الحدث هو المفضّل بالنسبة إلي، لأننا نرى أن جزءاً من مهمتنا يتمثل في توفير منصة يمكن للأشخاص من خلالها التواصل وتبادل المعرفة، وتوفير الفرص لجيل الشباب، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً. ونحن ملتزمون بجعل هذه التجربة استثنائية».
وأوضحت رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب في مصر «هناك فرصة في قلب كل تحدٍّ، خاصة بعد أن أظهرت قمة Under 30 بوضوح، أن التطور التقني السريع يسير بخطى ثابتة. وتحظى منطقتنا بأغلبية من الشباب، وهي ميزة لا تقدّر بثمن، إذ يُعد رأس المال البشري كنزاً. ولهذا، يجب أن تتماشى مشاريعك وتطبيقاتك مع الثورة الصناعية الخامسة، خاصة بعد أن ثبُت أنها تتمحور حول الإنسان، مع استهداف أغلبيتها محور الاستدامة. كما توفر هذه القمة فرصة للتجمع، والتواصل، وتبادل الخبرات».
اقرأ أيضاً: فاطمة الملا.. أول إماراتية تطور لقاحاً من بلازميد الحامض الوراثي