28 ديسمبر 2023

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

بعد أن تفردت فرنسا بصناعة العطور لحقبة طويلة من الزمن، تتصدر الإمارات اليوم المشهد كوجهة رئيسية لعشاق العطور حيث يتم تصنيع وتوزيع العديد من العطور الفاخرة والفريدة.

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

تعمل شركات صناعة العطور في دولة الإمارات جاهدة على تحقيق التميز والابتكار، بالعمل على استخدام المواد الطبيعية النقية وتقنيات التكنولوجيا المتقدمة لتطوير روائح فريدة تتميز بتنوع مكوناتها العطرية التي تجمع ما بين الزهور النادرة، والتوابل الفاخرة، والأخشاب العطرية الفاخرة.

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

يتوقف شيبي ثامبي، مالك مجموعة كورال للعطور، عند أهم تحديات العمل، بعد أن وجد الفرصة في الإمارات لتحقيق شغفه، ودخل سوق المنافسة في هذا المجال «في ظل وجود مصانع وشركات تملك سمعة كبيرة، مثل الرصاصي، وأجمل، والحرمين، أصبحت الإمارات سوقاً مفتوحة لأوروبا وأمريكا، ونحن كشركات ناشئة نشهد نمواً متسارعاً في العمل نتيجة الطلب الكبير. بدأت العمل في دبي عام 2012، وفي عام 2014 افتتحت أول معرض، واليوم نمتلك 17 معرضاً في الإمارات، وعمان، والهند، والمملكة المتحدة، و7 مخازن نصنع 120 نوعاً بمعدل إنتاج 20 ألف عبوة يومياً، تصدر لـ 30 دولة حول العالم. ويوضح ثامبي أبعاد سوق المنافسة «تشهد سوق العطور رواجاً كبيراً في الإمارات ودول الخليج لكننا نواجه تحدي وجود شركات منافسة تنتج أنواعاً بجودة وسعر أقلّ مما يصعب على المستهلك اكتشاف الشركات الرائدة في هذا المجال».

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

برزت دولة الإمارات كأحد أهم محاور التجارة العالمية، حيث اتفاقات التجارة الحرة. وسهولة الوصول للأسواق العالمية والتسهيلات التجارية الداخلية جذب عبد الرزاق كاسكار قبل أكثر من 42 عاماً لافتتاح مصنعه «الرصاصي» على مساحة 16 ألف متر مربع في منطقة جبل علي، في دبي، ليزدهر العمل ويتطور ويفتتح بعد ذلك مصنع «الرذاذ» بمساحة 5 الآف متر مربع، وبذلك يصبح لدى المجموعة خط إنتاج متكامل، يبدأ من مرحلة خلط التركيبات العطرية حتى ملء العبوات، والطباعة، ومن ثم التغليف والتخزين.

تنتج المجموعة حتى هذا الوقت أكثر من 400 منتج رئيسي، تتنوع بين العطور الشرقية والغربية، والعطور المركّزة، إضافة إلى العود والبخور التي تحاكي رغبات المستهلكين المحليين، وتمتلك أكثر من 160 محل عرض في دول مجلس التعاون الخليجي، وأكثر من 60 دولة حول العالم، وهي تسعى إلى الحفاظ على جودة منتجاتها وتطوير إنتاجها لتلبية متطلبات السوق المحلية.

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

وفي موازاة ذلك، اختارت مجموعة طيف الإمارات لصناعة العطور أن تكون الإمارات بداية لها للانطلاق والتوسع باتجاه دول الخليج، في سعيها للوصول للأسواق العالمية.. يقول هيثم عبد الباقي، المدير التنفيذي للمجموعة «شهرة الإمارات في مجال صناعة العطور عالمياً، وما تشهده من تطور متسارع في الصناعة والابتكار، شجعنا على اختيارها نقطة لانطلاقنا».

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

وعن آلية العمل وأهم المنتجات، يوضح عبد الباقي «في صناعة البخور والعود نعتمد على العمل الحرفي، بينما تعتمد خطوط الإنتاج الأخرى، مثل تصنيع الزجاجات والتغليف، على مكائن حديثة ومتطورة. نركز في إنتاج عطورنا العربية على المسك، والعنبر، والعود المستورد من أكثر من ثلاثين دولة في العالم، إلى جانب تشكيلة كبيرة من المنتجات التي تناسب مختلف الأذواق والثقافات الأخرى، ما مكّننا من امتلاك أكثر من 25 فرعاً في دبي فقط».

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

على الرغم مما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال صناعة العطور، لا يزال هناك من يتمسك بإنتاج عطور تعتمد على المكونات الطبيعية، والصناعة الحرفية اليدوية التي يمكن أن نطلق عليها استثنائية. ويوضح بشير أبو بكر، صاحب مصنع عود الهادي في دبي «مع ما تشهده الإمارات من تطوّر في مجال صناعة العطور، قررت أن يكون لي اتجاه خاص في صناعة عطور استثنائية، بالاعتماد على منتجات أكثر كفاءة واستدامة».

صناعة العطور في الإمارات.. "روائح" تحكي قصص النجاح والابتكار

ويشرح أبو بكر «تلعب صناعة العطور في الإمارات دوراً كبيراً في الترويج للسياحة العطرية في البلاد، حيث تجذب مصانع العطور السياح الراغبين في تجربة ثقافة صناعة العطور الغنية في المنطقة، ونحن كمختصين في مجال الصناعات الطبيعية، نحرص على استيراد خاماتنا الطبيعية من بلدان مختلفة، مثل تايلند، وإندونيسيا، والهند، لإنتاج أكثر من رائحة توزع على فروعنا في أكثر من 40 دولة حول العالم».

* تصوير: السيد رمضان ومن المصدر

 

مقالات ذات صلة