12 ديسمبر 2023

محمد رُضا يكتب: سنوات ضوئية

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رُضا يكتب: سنوات ضوئية

الباع طويل بين حال السينما العربية والسينمات الأكثر رواجاً ونشاطاً حول العالم، وبعض دولها لا ينتج أكثر من هذا العدد مطلقاً. هي سنوات ضوئية فاصلة بين كيف يعملون وكيف نعمل نحن. كيف يفكّرون وكيف نفكر نحن. كيف يحاولون الاستفادة من كل أسلوب ومدرسة، وكيف نوهم أنفسنا بأننا نفهم اللعبة ونمارسها على نحو صحيح.

توجه العديد من الأفلام العربية صوب التمويل الأجنبي ليس نجاحاً، بقدر ما هو دليل ضعف السينما العربية ذاتها. ليس دليل قدرة على استحواذ اهتمام الغرب، بل دليل على أننا فشلنا في خلق صناعة سينمائية عربية على نطاق محلي، أو إقليمي، أو عربي شامل.

هذه السوق الكبيرة (نحو 400 مليون نسمة أكثر من نصفهم تحت سن الأربعين) لم تُستنفد إلا بمقدار محدد. معظم الأفلام العربية التي نراها تموت بعد عروضها المهرجاناتية، وربما تستمتع بعرض محلي في بلدها الأم. وإذا ما كانت محظوظة فبضعة عروض أوروبية لم تعد تجن الإيرادات المتوسطة، إلا فيما ندر.

كل ما ننتجه حالياً يذهب في وجهتين: مهرجانات معظمها صغير لا ينفع، وأسواق محلية لا تربح. وفي غياب أي دور حقيقي وفاعل للمحطات التلفزيونية العربية، التي تغرف عادة أفلاماً قديمة، أو يقوم بعضها بقرصنة الأفلام وبثها، فإن الناتج دوران السينما العربية حول نفسها.

نعم هناك أفلام عربية تشق الطريق. من بين 150 فيلماً ربما خمسة. لكن حتى ولو كانت عشرة، أو عشرين، فإن المسافات بعيدة جداً عنا، وعن تحقيق التكامل الصناعي والاقتصادي لهذه السينما.

 

مقالات ذات صلة