بدأ العد التنازلي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ينطلق تاريخ 30 نوفمبر الحالي ويستمر حتى 12 ديسمبر 2023.
تندرج استضافة الدولة لهذا المؤتمر ضمن الجهود الدولية لمواجهة التحديات المناخية والسعي لإيجاد الحلول والبدائل للمشكلات التي تؤثر في خريطة التغير المناخي العالمي، مع أهمية الأخذ بالاعتبار آليات التوافق بين الدول الكبرى والأطراف الفاعلة في رسم خريطة عادلة مناخياً، والسعي إلى تغيير ملموس وحقيقي، حيث أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لـ«كوب 28» الدكتور سلطان الجابر، «COP28 سيكون مؤتمراً استثنائياً ومحطة حاسمة لنتحد ونعمل وننجز من أجل مستقبلنا المشترك».
"COP27" في شرم الشيخ
تاريخ مؤتمرات COP
انبثقت بدايات هذا المؤتمر لمواجهة قضية التغير المناخي، وشكلّت قمة الأرض التي عقدت في البرازيل عام 1992 الحدث الأبرز للمباشرة بإيلاء الاهتمام بقضايا البيئة وقضايا تغير المناخ.
بدأ انعقاد المؤتمر في منتصف التسعينيات، وهو يعدّ الاجتماع الرسمي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (مؤتمر الأطراف، كوب) لتقييم التقدم المحرز في التعامل مع التغير المناخي.
بلدان استضافت «كوب»
كل مؤتمرات التغير المناخي ركزت على تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى 1،5 درجة مئوية.
وهنا، نستعرض سنوات وتواريخ انعقاد كوب على مدى 28 عاماً:
- «كوب 1»: أول مؤتمر للأمم المتحدة حول التغير المناخي.. برلين - ألمانيا 1995
- «كوب 2»: جنيف - سويسرا 1996
- «كوب 3»: كيوتو- اليابان 1997.. حيث اعتُمدت اتفاقية كيوتو بعد مفاوضات مكثفة، والتي حددت الالتزام بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لبلدان المرفق الأول، إلى جانب ما أصبح يعرف بآليات كيوتو مثل الاتجار بالانبعاثات وآلية التنمية النظيفة والتنفيذ المشترك.
- «كوب 4»: الأرجنتين 1998.. لصعوبة عدم التوصل لاتفاق، اعتمدت الأطراف في هذا المؤتمر «خطة عمل السنتين» لتعزيز الجهود واستنباط آليات لتنفيذ اتفاقية كيوتو، على أن تكتمل بحلول عام 2000.
- «كوب 5»: بون- ألمانيا 1999.. لم يتم التوصل فيه إلى نتائج رئيسية.
- «كوب 6»: لاهاي - هولندا – عام 2000.. شابه جدل كبير وخلافات حول النتائج المترتبة على عدم الامتثال من قبل البلدان التي لم تحقق أهدافها لخفض الانبعاثات، والصعوبات في حصول البلدان النامية على المساعدة المالية للتعامل مع الآثار الضارة للتغير المناخي، والوفاء بالتزاماتها، وانهارت المحادثات.
- «كوب 7»: بون - ألمانيا عام 2001: حصل تقدم طفيف في المفاوضات وتوصلت الأطراف إلى اتفاق بشأن الآليات المرنة ومصرّفات الكربون وإجراءات الامتثال وآلياتها وتم الاتفاق على إنشاء ثلاثة صناديق للتمويل الاحتياجات المرتبطة بالتغير المناخي.
"كوب22"خلال انعقاده في المغرب
- «كوب 7»: مراكش- المغرب2001
- «كوب 8»: نيودلهي - الهند 2002
- «كوب 9»: ميلان- إيطاليا 2003
- «كوب 10»: بوينس آيرس- الارجنتين 2004
- «كوب 11»: مونتريال- كندا 2005
- «كوب 12»: نيروبي- كينيا 2006
- «كوب 13»: بالي- إندونيسيا 2007
- «كوب 14»: بوزنان- بولندا 2008
- «كوب 15»: كوبنهاغن- الدنمارك 2009
- «كوب 16»: كانكون- المكسيك 2010
- «كوب 17»: ديربان- جنوب أفريقيا2011
- «كوب18»: الدوحة- قطر 2012
- «كوب 19»: وارسو- بولندا 2013
- «كوب 20»: ليما- بيرو 2014
- «كوب 21»: باريس- فرنسا 2015
- «كوب 22»: مراكش- المغرب 2016
- «كوب 23»: بون-ألمانيا 2017
- «كوب 24»: بولندا 2018
- «كوب 25»: مدريد- اسبانيا 2019
- «كوب 26»: غلاسكو -اسكتلندا 2020
- «كوب 27»: شرم الشيخ -مصر 2022
أجندة حافلة لـ «كوب 28» والسعي لـ «تغيير ملموس»
وفي دورته الـ28 في الإمارات العربية المتحدة في إكسبو دبي، يواكب مؤتمر الأطراف التحديات القائمة، ونتوقف عند أبعاد عدة يتسم بها الحدث:
- شعار المؤتمر: جاء على شكل كرة باللونين الأخضر الداكن والفاتح ومستوحى من مفهوم «عالم واحد»، ومكوناته البصرية تترجم العلاقة بين الإنسانية والطبيعة والتكنولوجيا والابتكار. ويحمل تصميم الشعار دعوة إلى تكاتف الجهود وتوحيدها لاتخاذ إجراءات مناخية عاجلة والوفاء بالالتزامات المناخية العالمية في جو يسوده التعاون والشراكة.
- الحضور: أكثر من 70 ألف مشارك بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلين عن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب، وهم عنصر أساسي في هذا الحدث وتراهن عليهم الإمارات في لعب دور محوري في الحد من التغير المناخي والانطلاق إلى آفاق من الاستدامة.
أنماط زراعية مستدامة في الدولة
- الملفات المطروحة: أربعة ملفات إلى جانب قضايا أخرى ترتكز على خطة طموحة للمؤتمر أعلن عنها الرئيس المعين لمؤتمر «كوب 28» الدكتور سلطان الجابر، من بروكسل، وهي:
- تركيز جهود الحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسبل العيش.
- تمكين تحقيق انتقال مسؤول ومنطقي وعملي وعادل في قطاع الطاقة عبر التركيز على بناء منظومة طاقة مستقبلية خالية من الوقود الأحفوري مع تسريع خفض انبعاثات الطاقة.
- تطوير آليات التمويل المناخي.
- احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
- يوم الشعوب الأصيلة: لمشاركة الشعوب الأصلية في «كوب 28» رمزية وأبعاد خاصة تنبثق من كون هذه الشعوب هي عنصر رئيسي في الحفاظ على التنوع البيولوجي مع أهمية إشراكهم في بناء الحلول المناخية. هذا ما أكدت رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ في «كوب 28» في كلمتها أمام منتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية بنيويورك، مشددة على «أهمية الاستفادة من تعزيز ثقافة وقيم الشعوب الأصلية من أجل تحقيق التنمية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي وأهمية دعم مشاركتهم الكاملة في تطوير السياسات المتعلقة بتغير المناخ».
- موضوعات متخصصة: يخصص COP28 يوماً للصحة والإغاثة والتعافي والسلام لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، ويهدف لاستكشاف مسارات جديدة لتوفير الإغاثة للمتضررين وتعزيز مرونة المجتمعات ودعم استقرارها.