ميرة أحمد جاسم بوعصيبة، حاصلة على بكالوريوس في الإعلام التطبيقي، وتعمل رئيس قسم الاتصال الداخلي في إحدى وزارات الدولة، وهي أصغر مرشحة في انتخابات المجلس الوطني عن إمارة أم القيوين، الإمارة ذات التاريخ العريق، الأهل الطيبون، التقاليد الأصيلة والتكامل والتنوع الفريد في صفاتها وإمكاناتها التي تتميز قبل أي شيء بشخصية المواطن والمواطنة المحافظة بشدة على آداب السنع، والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ما شعورك تجاه إمارة أم القيوين التي تمثلينها كأصغر مرشحة للانتخابات فيها؟
في البداية أرسل تحية إلى كل فرد في مجتمع الإمارة، وإلى مجتمعنا الكبير دولة الإمارات العظيمة، وأقول لهم «عليكم أن تؤمنوا بوجود شباب وشابات منكم قادرين على السعي بوعي وإيمان خلف آمالكم ومطالبكم حتى تتحقق بإذن الله، خصوصاً أننا في دولة لديها قيادة رشيدة تستثمر في حاضر الشباب ومستقبلهم، ولا تبخل علينا أبداً، بل تعطي لشعبها أكثر مما يتوقع».
ميرة، مؤمنة بقدرتها على صنع شيء ينفع الناس من خلال عضوية المجلس الوطني الاتحادي، ليس فقط على مستوى إمارة أم القيوين، وإنما على مستوى دولة الإمارات التي تستحق الكثير.
ما الدافع وراء ترشحك في الانتخابات؟
لترشحي في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي قصة ملهمة، كان الفضل فيها لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، عندما تحدث مع الشباب في «مجلس زايد» في أبوظبي، منذ عام تقريباً، وخصوصاً حين قال سموه للشباب «أنتم خيرة أبنائنا، أنتم أبناء زايد، أبناء هذا البلد الأصيل ومستقبله، ومن سيحمل مسؤوليته ويقوده، أنتم خير من يمثل وطننا في مختلف المحافل بكل كفاءة واقتدار».
أشعلت هذه الكلمات حينها بداخلي شعور الامتنان، ودفعتني طوال عام كامل بعدها لإعداد نفسي للانتخابات، كيف لا ولدينا مثل هذا الدعم والتمكين والرعاية. ويعد ترشحي في انتخابات المجلس الوطني نتيجة منطقية لهذا الدافع القوي والملهم، وهذه الثقة التي أشعر بها، والتي في يقيني يشعر بها كل شاب في دولة الإمارات، ثقة تجعلني أستشعر مسؤولية كبيرة تجاه وطني ومجتمعي الذي أفخر بالانتماء إليه، وأرغب من خلال موقعي في المجلس بإذن الله بأن أكون صوت الناس، وهمزة الوصل مع الحكومة، لما فيه مصلحة وطني ورفاهيته وتقدمه، والذي نشعر جميعاً أننا مدينون له بالفضل حتى النهاية.
هل ترين أن عامل السن والخبرة مهم للدخول في المنافسات السياسية؟
بالتأكيد، فلدى فئة الشباب دور فعال في تعزيز المشاركة السياسية تحت مظلة التمكين التي تدعمها قيادتنا الرشيدة، فالشباب لديهم القدرة على مواصلة مسيرة النجاحات والإنجازات والمساهمة في التنمية الوطنية، وأكثر ما يميزهم أنهم يحظون بدعم ورعاية مستمرة في مجتمع متلاحم ومترابط، أو يمكن تحديده بأنه مجتمع يشرك الكبير فيه الصغير، ويعلمه المبادئ والثقافة والمشاعر الإيجابية، فأنا وجيلي من الشباب أبناء هذا المجتمع الفريد، ونحمد الله على وجودنا وسط كل هذا العطف.
وبالعودة لعنصر السن، يتضح خلال انتخابات 2023 وجود 36 مرشحاً من الشباب من الفئة العمرية من 25 إلى 35 عاماً يشكلون نسبة 11.65% من إجمالي المرشحين، وهي الفئة التي أنتمي إليها بالمناسبة، حيث أبلغ من العمر 34 عاماً، وهذا أمر إيجابي للغاية، رغم أننا كشباب قد نواجه بعض التحديات في الوصول المرن إلى بعض الناخبين، لكن علينا السعي، وهو ما أفعله بالتواصل المستمر وطرح برنامجي الانتخابي على الجمهور، وعقد الندوات وحلقات النقاش، ليسمعني الناس ويطلعوا على رؤيتي البرلمانية، وأعيد التأكيد على أننا طاقة إبداعية وجاهزة للانطلاق، ونحتاج فقط إلى دعم المجتمع لنا.
هل الوصول للمجلس الوطني كان أحد أحلامك؟ أم أن هناك عوامل أخرى دفعتك لترشيح نفسك؟
نعم، كان ذلك أحد أحلامي منذ كان عمري 21 عاماً، فقد كنت أشعر في داخلي أنني أستطيع تمثيل المجتمع بصدق وأمانة تحت قبة البرلمان، مدفوعة بشعور كبير أننا كشباب مدينون بالفضل لهذا الوطن المعطاء، ونبحث لأنفسنا عن فرصة لرد الجميل لهذا المجتمع الكريم الذي نشأت فيه، وآمنت بالناس الطيبين الذين أفخر بانتمائي لهم، وأسعى منذ صغري كي أكون وسيلة يفتح الله بها باباً لأسعى لهم في الخير، وأعمل مخلصة من أجلهم، لمستقبلنا ورفاهيتنا.
تدفعني الرغبة باستمرار لأن أكون صوتاً إماراتياً نزيهاً، وأن أستثمر الفرصة الذهبية التي أتاحتها قيادتنا الرشيدة لجيل جديد من الإماراتيين، يحلمون لوطنهم بالأفضل دائماً، ويسعون في خدمة الناس، وأنا عازمة على المشاركة في تجربتنا الانتخابية بكل جد وإصرار ودأب، فما أؤمن به حكمة عربية أصيلة تقول: «من صح فكره أتاه الإلهام، ومن دام اجتهاده أتاه التوفيق»، وأسأل الله التوفيق.
من هم الداعمون لك؟ وما آلية تواصلك مع الجمهور؟
أعترف هنا بأنني فتاة إماراتية محظوظة بأهلها وعائلتها وقبيلتها، وأهلي هم أكبر الداعمين لي في ترشحي للانتخابات في المجلس الوطني الاتحادي، وأبي وأمي هما مصدر إلهامي الأول، وبنصائحهما أمضي فخورة بين أهلي ومجتمعي، وعائلتي الكبيرة هي عزوتي ومصدر طاقتي وطموحي، وهي هويتي وسندي في هذه الحياة.
غير أنني أعلم، أن قنوات التواصل ينبغي أن تتنوع، فبالإضافة إلى الندوات والجلسات التعريفية المباشرة مع المجتمع، أطلقت حملة موازية على منصات التواصل الاجتماعي، طرحت فيها برنامجي الانتخابي، وخططي وأهدافي، وأحرص باستمرار على تحديث صفحاتي بالمحتوى، وتغذيتها بمعلومات وتفاصيل بشكل شبه يومي، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. وهنا أشكر الله على ما أتلقاه بشكل يومي من ردود أفعال كثيرة، ويتواصل معي الناس من مختلف الفئات والأعمار باستمرار منذ إطلاق الحملة، أناقشهم وأستمع إليهم، وأشاركهم محاور البرنامج للحصول على مقترحات تحسينية تلبي تطلعاتهم، وهذا فضل من الله أن يضع القبول في الشخص بين أهليه وذويه.
كيف وجدت ردود الأفعال بعد خبر ترشحك؟
مثلما ذكرت، تحظى ابنة الإمارات بدعم سخي من قيادتنا الرشيدة، وقد بلغت نسبة مشاركة السيدات في الدورة البرلمانية الماضية 50%، الأمر الذي جعل دولة الإمارات صاحبة السبق في ذلك. وعلى مستوى حملتي الانتخابية، على الرغم من ضراوة المنافسة، لكنني استقبلت ردود أفعال مجتمعية في غاية الإيجابية والدعم، فأنا مثلما ذكرت ابنة وفية من بنات إمارة أم القيوين، فلمست فيهم التأييد وعبارات التحفيز على منصات التواصل الاجتماعي، ومنهم من وثق بي وبقدراتي على تمثيل مصالحهم بشكل فعال، وآخرون أعربوا عن تفاؤلهم بترشحي وببرنامجي الانتخابي الشامل، وهناك عشرات المكالمات أتتني لتبارك ترشيحي وتدعمني، لكن أكثر الأحداث تأثيراً في كانت عندما تلقيت اتصالاً من إحدى كبار السن من المواطنات تطلب رقم ترشيحي وتحفزني مثل جدة تنصح حفيدتها. كان وقع هذه المكالمة علي كبيراً.. وشعرت أنني جزء من حلم البعض، وهو ما يعد بالنسبة لي مصدراً كبيراً للفخر والاعتزاز.
هل ترين أنك قادرة على إحداث تغيير ملموس من خلال عضويتك في المجلس؟
بالفعل، أريد أن أترك بصمة إيجابية كوني شابة تنافس في الحياة البرلمانية مع مجموعة من المخضرمين ممن لهم باع طويل في الحياة العلمية والعملية، لكن رهاني على الشباب كبير، لأني أفهم لغتهم، وأعرف مطالبهم، وأحتاج إلى هذه الفرصة لأثبت أن دور الشباب يشكل إضافة نوعية في تعزيز ثقافة المشاركة السياسية على نطاق أوسع للمساهمة في بناء تجربة برلمانية تقوم على المشاركة الفاعلة، وتسهم في صناعة مستقبل مشرق لدولتنا، ووضعت شعار حملتي الانتخابية «مسؤوليتنا مشتركة.. وهدفنا واحد» ومحاورها تمكين الشباب، والمرأة، وتعزيز منظومة التأمين الصحي، والاستفادة من خبرات المتقاعدين، وتأمين المستقبل بنظام متقدم للادخار، ووعدي لهم أنني سأمنحهم وقتي وجهدي بإخلاص ودأب.. وأتمنى التوفيق لجميع المرشحين.