17 سبتمبر 2023

طلبة مبتعثون يحملون معهم القهوة والعود ليتذكروا رائحة الوطن

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

طلبة مبتعثون يحملون معهم القهوة والعود ليتذكروا رائحة الوطن

يستعد الطلبة المبتعثون للعودة إلى الخارج، حيث اختاروا أن يستكملوا تخصصهم الجامعي، وإذا كان الطالب المقيم في وطنه يشعر بمعاناة التأقلم عند العودة للدراسة مع الانتظام والاستيقاظ المبكر، فإن شعوره لن يكون حتماً كالطالب المبتعث الذي يستعد للابتعاد عن الوطن في طريق سعيه للعلم وطلبه.

حرصت «كل الأسرة» على مشاركة طلبة مبتعثين للدراسة في لندن، حيث توجد أكبر جالية من الطلبة الإماراتيين، طقوس الاستعداد للدراسة، خصوصاً أنهم يعيشون بمفردهم، وهم من يصنعون الحدث لأنفسهم وللطلبة الجدد الذين تركوا وطنهم ولحقوا بهم:

خليفة الظاهري

نساعد بعضنا بعضاً لتجاوز إحساس الغربة

يتخصص الطالب خليفة الظاهري في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كوين ميري في لندن، «ألتزم بالدراسة والحضور في بداية العام الدراسي، فأنا أعيش مع أمي التي ضحت من أجلي وقررت أن تتغرب عن أهلها وبلدها كي لا تتركني بمفردي. ونحن نحرص على وضع الزي الوطني في حقيبة السفر، والعطور والبخور العربية، والأعشاب الدوائية، وبعض من الأكلات الإماراتية مثل الخبز الرقاق، وقبل كل ذلك كتاب الله القرآن الكريم. وفي الجامعة نحرص على التجمع في بداية العام الدراسي، لنستقبل الطلبة الجدد بالترحيب ونقف معهم ليتلاشى إحساسهم بالغربة ونكون أهلاً لبعضنا بعضاً، فنتحدث باللهجة الإماراتية ونتجمع في المناسبات، وننصحهم بالتحلي بأخلاق الإسلام والحفاظ على الهوية الوطنية، التي نفتخر بها، حتى إن الزملاء الأجانب يطلبون منا الزي الوطني كهدية تذكارية في بداية العام».

حنان كاظم

اجتماع لتعارف الطلبة

تدرس حنان كاظم للحصول على الدكتوراه في التعليم والقيادة، كلية لندن الجامعية، وتركز على تعليم الأطفال حقوقهم، «اخترت بريطانيا لعدم توفر برنامج شبيه في الدولة، ونظام الدكتوراه مختلف نوعاً ما، لأن العمل على بحث الدكتوراه شبيه بالدوام الرسمي، بحيث لا يكون هناك إجازات على مدار العام كإجازة الصيف، أو إجازة الربيع لكن بإمكاني الحصول على إجازة من رصيد الإجازات السنوية. أعيش في سكن مستقل لا يتبع للجامعة، وبصفتي رئيسة الجمعية الإماراتية للطلبة في الكلية، فإننا نعقد في بداية كل عام اجتماعاً للطلبة للتعارف وتبادل النصائح، نحمل معنا قيم التسامح والانفتاح للتعرف إلى الثقافات المختلفة، فمثلاً في المجتمع الإماراتي نرحب بالطلبة غير الإماراتيين في مناسباتنا لخلق بيئة مناسبة للتحاور. ونسعى دائماً للاحتفال بالمناسبات الإماراتية، كيوم العلم واليوم الوطني، من خلال إقامة احتفالات للطلبة، و نحرص على أن تكون بقية الفعاليات على مدار السنة بطابع إماراتي يعكس الثقافة الإماراتية».

جلسات تواصل وتعارف

لقاءات ترحيبية للطلبة الجدد والعائدين

أما محمد اليوسفي، فيدرس تخصص الاقتصاد، ويشغل منصب رئيس جمعية الإمارات بجامعة «كنجز كوليدج» لندن، ويقول «اخترت أن أدرس الاقتصاد في جامعة «كنجز كوليدج» لندن لأنه كان لدي شغف دائم بالأرقام، وأطمح لدخول عالم التمويل بعد التخرج. وبالنسبة للاستعداد للعام الجديد، فأنا أسافر مبكراً قبل بداية العام الدراسي ببضعة أسابيع كي أتمكن من ترتيب أغراضي وأجهز ما ينقصني في السكن، و أرتب الأشياء التي أحضرها معي من الإمارات، كالبخور، دهن العود والقهوة العربية، لتذكرني بمنزل العائلة في أبوظبي، ما دون ذلك، لا أفتقد الكثير من الأجواء العربية، ففي لندن مطاعم عربية نستمتع بالذهاب إليها عندما نشعر بالحنين لأكلاتنا في الإمارات، ولدينا مجتمع إماراتي كبير جدًا في لندن، وجمعيات مختلفة لكل جامعة. ويتمثل دوري كرئيس جمعية الإمارات في «كنجز كوليدج» لندن، بتنظيم لقاءات ترحيبية كل عام للطلبة الجدد والعائدين، وفعاليات أسبوعية، فهم كأسرتي بعيداً عن الوطن. كما أتواصل مع عائلتي يومياً عبر الرسائل النصية وربما مرة واحدة كل ثلاثة أيام عبر مكالمة فيديو».

طلبة مبتعثون يحملون معهم القهوة والعود ليتذكروا رائحة الوطن

المدخن والعود والأكلات الشعبية

يلتزم الطالب أحمد إبراهيم الموسى، من جامعة «كوين ماري» لندن، بالالتزام بالسفر في بداية العام الدراسي من دون تأخير، «قررت دراسة المحاسبة في الخارج لأعتمد على نفسي في الغربة، أعيش بمفردي، وأستعد في هذا الوقت من كل عام بترتيب حقيبة السفر التي أضع فيها الزي الإماراتي للمناسبات الرسمية، وبعض أنواع الأكلات غير المتوفرة في لندن، وأيضاً المدخن والعود، أما الأهل فيصرون على أن آخذ الأدوية الشعبية مثل الخيلة والمرة، والزعتر، وأكلات مثل الخنين والعيش والرقاق، بالإضافة للهدايا التذكارية للزملاء الأجانب، كالمجسمات لمعالم دولة الإمارات. وهناك وفي بداية العام الدراسي نقوم بجولة تثقيفية للطلبة المبتعثين حديثاً ونعلمهم بالأرقام الهاتفية المهمة للتواصل في حال وجود أي مشكلة، وننصحهم بالالتزام بالعادات والتقاليد والحذر من الأغراب وعدم البقاء خارج مكان السكن لوقت متأخر، وندعوهم للتجمع لصلاة الجمعة.. كل هذه الأمور تساعدنا على التأقلم سريعاً خصوصاً في البداية».

طلبة مبتعثون يحملون معهم القهوة والعود ليتذكروا رائحة الوطن

أكشاك إماراتية للتعارف

تعيش عهد بخيت في شقة مستقلة ‏في ‏وسط لندن قريبة من الأماكن التي تهمها وتحتاج لها مثل المكتبة وبعض الأسواق، «بالرغم من زيارتي إلى لندن عدة مرات في السنوات السابقة لقضاء العطلة الصيفية مع عائلتي، إلا أن الإقامة للدراسة مختلفة، وقد أكسبتني الاستقلالية وتحمل المسؤولية، فأنا ألتزم بالسفر قبل بدء الدراسة، لضمان استفادتي الكاملة من تعليمي، في مجال السياسة والعلاقات الدولية، وتساعدني الدراسة في الخارج على الانخراط في السياقات الثقافية والاجتماعية المختلفة التي توفرها الجامعات العالمية. وعند السفر آخذ معي سجادة وملابس الصلاة، وقائمة من عناوين الأشخاص في حالة الحاجة للمساعدة، وأيضاً التمر الإماراتي لشهر رمضان، وفي «أسبوع المبتدئين» نعرف الطلبة بالمبنى والمرافق، وهناك أكشاك يمكن من خلالها لمجتمعات الجامعة أن تقدم نفسها للطلبة الجدد، ونستمر في الإعلان عن وجود المجتمع الإماراتي في الفصول الدراسية أو في أي مكان نلتقي فيه زملاءنا الإماراتيين، لنتشارك عاداتنا وتقاليدنا، مثل يوم الجمعة».

 

مقالات ذات صلة