ريم أبوسمرة على الغلاف الرقمي لمجلة "كل الأسرة"
تتمتع خبيرة المظهر والمؤثرة ريم أبوسمرة بشخصية ملهمة لنساء كثيرات، ومن مختلف الفئات العمرية، خصوصاً أن متابعيها عبر موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» تجاوز عددهم الأربعة ملايين، لما تتمتع به من حضور ومشوار نجاح على الصعيدين العملي والشخصي، خصوصاً وأن لديها دائرة علاقات اجتماعية واسعة، أكسبتها الخبرة في مجالات مختلفة أبرزها العناية بالمظهر والسفر والسياحة، إذ لديها شغف كبير باختيار الأماكن المتنوعة لزيارتها خصوصاً خلال فترة الصيف.
حاورت زميلتنا "هويدا عثمان" سيدة المجتمع ريم أبوسمرة للتعرف إلى أسلوبها في إلهام المتابعين والقراء للاستمتاع خلال العطلة الصيفية، وكيفية الاستفادة من علاقاتهم لتحسين حياتهم إلى الأفضل:
مع حلول فصل الصيف ، رغبنا أولاً أن نعرف من ريم أبو سمرة كيف تستغل هذه الفترة خاصة مع كثرة مهامها اليومية باعتبارها سيدة مجتمع وأم في نفس الوقت، فأوضحت لنا «في البداية التخطيط أهم خطوة في كل شيء، والإجازة الصيفية كغيرها من الأنشطة بحاجة إلى دراسة وتخطيط مسبق لتكون ممتعة، وأنا أفضل أن يتم تحديد الواجهة والميزانية الخاصة بالسفر بوقت مبكر وألا يتم الموضوع فجأة، بل في كل مرة يجب أن نحدد هدفاً لزيارة هذا المكان أو ذاك، وقد تكون رؤية العائلة والاستمتاع بالوقت معهم هدفاً أساسياً للسفر».
توكد ريم أنها طوال مرحلة التخطيط للإجازة وحتى أثناء السفر تظل على تواصل مع متابعيها من خلال الصور والفيديوهات، وتحرص على أن يكون كل شيء حقيقي وغير مضلل ودون الانجرار وراء الربح ، بل محتوى هادف فقط «أركز في كل مرة أسافر فيها على اكتساب ثقافة أو استرجاع ذكرى لمكان قد زرته سابقاً، وأحرص على تزويد المتابعين بصور وفيديوهات قصيرة ومعبرة دون تعليقات كلامية، فالصورة دائماً أبلغ في التعبير من الكلام والفيديو أكثر واقعية كونه يحمل المتابعين إلى مكان ويشعرهم بجمال المكان. فأنا بشكل عام أفضل التقيد بالمحتوى الهادف وعدم الانجرار وراء الربح والإعلانات التجارية فقط دون أي رسالة أو هدف اجتماعي للتأثير، حتى لا أخلق حالة من عدم الرضا لدى المتابعين على اعتبار أنهم يشاهدون أنماط حياة لا تشبه حياتهم، بل تتفوق عليها بكثير من ناحية الملابس والمجوهرات والمطاعم والفنادق والسيارات الفارهة، وهذا ما يسبب لهم الإحباط، لأنهم لا يدركون في الغالب أن ما يشاهدونه سيناريو معد بشكل جيد ومدفوع ثمنه، وليس نمطاً طبيعياً للحياة، فهناك فهم خطأ لمعنى التأثير، خاصة لدى جيل الشباب نظراً لتعرضهم إلى كم هائل من الصور المزيفة للواقع، التي يتابعونها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، فليس كل ما نشاهده قابلاً للتصديق على أنه نمط من أنماط الحياة».
كما حرصنا من خلال حوارنا الشيق مع ريم أبوسمرة أن نعرف منها الإطلالات الصيفية المناسبة لهذا العام ، خاصة من ناحية المظهر و «الميك اب»، فشرحت لنا «الإطلالة المريحة عنوان الإطلالات الصيفية إلا إذا كنا نفكر في حضور مناسبة، أسعى دوماً وأنصح باختيار الألبسة المريحة مع مراعاة طبيعة المكان الذي نزوره، وهذا لا يعني أن تكون جميع الإطلالات بسيطة و«كاجوال»، لأننا قد نتلقى دعوات لسهرات أو حضور حفلات زفاف أثناء السفر، والمهم في المجمل أن تكون الأزياء مريحة وأنيقة منوعة وملونة، فالألوان تضفي طابعاً من الفرح.
كما يفضل أن نستخدم مكياجاً خفيفاً أو ما يعرف بدون مكياج ونركز على الواقي الشمسي وترطيب البشرة وشرب الماء لنحافظ على رونق إطلالتنا وألا نبالغ بوضع مساحيق التجميل خاصة في الأجواء الحارة، ويمكن اعتماد الرموش شبه الدائمة حتى نتفادى وضع الماسكارا أثناء فترة الصيف».
لست أبداً مع فكرة أخذ استراحة طويلة خلال العطلة الصيفية
البعض يفضل الاستراحة من كل شيء في فصل الصيف، فهل تؤيد ريم هذه الفكرة؟ «لست أبداً مع فكرة أخذ استراحة طويلة خلال العطلة الصيفية دون متابعة أي عمل، فالصيف يمكن أن يكون توقيتاً مناسباً لمتابعة أعمال من نوع مختلف تخرج عن إطار العمل التقليدية، ويجب استغلال هذه الفترة للتواصل العائلي لزيارة أماكن جديدة لتنمية هواية معينة أو ممارسة رياضة جديدة وكل ذلك ينصب في إطار تطوير الذات».
تؤكد ريم أبوسمرة أن دولة الإمارات غنية بالكثير من الخيارات المناسبة للاستمتاع بإجازة الصيف، وتطرح مثالاً على ذلك عدد من الوجهات المفضلة التي تنصح بزيارتها «لدى الأشخاص الذين يقضون إجازة الصيف داخل دولة الإمارات خيارات كثيرة يمكنهم الاستمتاع بها من خلال خوض تجارب فريدة لا يتسنى لهم اكتشافها بسبب الانشغال والعمل، مثل الغوص في حوض الأكواريوم، والقفز والتسلق في رأس الخيمة أو الاستمتاع برحلة بحرية وزيارة أماكن مثل متحف المستقبل وسي ورد في أبو ظبي، وهناك أجندة مزدحمة بالأماكن الرائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة».
تؤيد ريم واقع أن العطلة الصيفية اليوم ليست مثلما كانت عليه في الماضي، وتشرح لنا الأسباب «بين الماضي والحاضر تختلف طرق تفكيرنا وتتطور خبرتنا وتتغير ميولنا فيصبح الوقت أكثر أهمية بالنسبة لنا واستثماره بالطرق المناسبة هدفاً دائماً، صحيح أن خياراتنا اليوم أوسع وأكثر تنوع في مجال السفر إلا أنا ما يحكمها هو ميولنا، والذي نحبه، وبناء عليه نختار وجهات سفرنا، وفي المجمل نلاحظ بأن المقيمين خارج بلدانهم يرغبون بزيارة وطنهم الأم والاستمتاع بأوقاتهم طالما اعتادوا عليها مع مجموعة من الأصدقاء المقربين أو العائلة».
وهنا أردنا استكشاف جانب شخصي من ريم أبوسمرة ، نتعرف من خلاله على أحلى الذكريات التي تتذكرها عن إجازة الصيف والسفر «ماذا أحمل من ذكريات السفر؟ في كل مرة أزور مكاناً جديداً يترك وقعاً مختلفاً في داخلي وأحمل منه ذكرى تتعلق بطبيعة المكان ومناخه أو الطعام أو الناس وأحرص لتوثيق اللحظات، الذكريات في كل الأماكن التي أزورها، ولكن قديماً واليوم، أحب أن أكون مع عائلتي في الإجازة الصيفية ومع الأصدقاء».
من واقع تجاربها ، تقدم ريم بعض النصائح المهمة لكل امرأة عاملة خلال عطلة الصيف لتعويض انشغالها وغيابها عن المنزل طول العام «يجب على كل امرأة أن توازن بين مختلف جوانب حياتها، وألا تلغي أي جانب من جوانبها حتى لو كانت عاملة خارج المنزل تستطيع أن تحدث توازناً وأن تعطي الوقت الكافي لعائلتها».
أما هن أهم نصيحة توجهها إلى السيدات في السفر ، فتقول «أن تستمتع بالمكان ولا تقتل لحظاتها بكيف يجب أن تظهر على صفحات التواصل الاجتماعي، فالتصوير مهم ولكنه ليس الهدف الأساسي، ولكن عليها أن تركز على كل التفاصيل، واستكشاف ثقافة جديدة، وأن تجرب أطباقاً لم تجربها من قبل وتعيش مغامرات مختلفة، وأن تحاول الاندماج مع السكان الأصليين للمكان للتعرف إليهم أكثر».
تبين ريم أن الإيجابية والتأقلم مع الظروف هما أهم شرطين للاستمتاع بالسفر ، ومن دونهما سنفسد كل متعة «من المهم أن نتحلى بطاقة إيجابية في السفر وأن نتأقلم مع كافة الظروف فالهدف هو الاستمتاع والتعرف إلى أشياء جديدة، قد نضطر للتنقل بطرق مختلفة، منها المشي أحياناً، وقد نواجه ظروفاً مناخية صعبة لم نحسب لها حساباً، في المحصلة يجب أن نحدد هدفنا الأول والأخير وهو الاستمتاع والاستكشاف والاطلاع على ثقافات مختلفة».
وأخيراً، تتمتع ريم أبوسمرة بعلاقات واسعة ومتعددة في مجالات مختلفة، تحدثنا عن كيفية تكوينها لهذه العلاقات في مسيرتها المهنية، وكيف ساعدتها في حياتها، خاصة أنها تركز على العلاقات الإيجابية «كونت علاقاتي من خلال مسيرة عملي الطويلة وتواصلي المستمر مع الأصدقاء وهي دائرة تتسع يوماً عن يوم خاصة أن قطاع عملي في مجموعة صالونات «لالوج» على تماس مباشر مع الناس العاديين والفنانين والمشاهير، وأنا أهتم دائماً ببناء علاقات إيجابية وأشارك باستمرار بالمناسبات الاجتماعية وأحضر المهم من الأحداث، ولا أتردد بالتفاعل المستمر والدائم مع المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي لأنهم جزء حقيقي من عملية التواصل اليوم. إذ بعض العلاقات تفيد في توسيع قطاع أعمالك وتحقيق مزيد من الانتشار، فالعلاقات الإيجابية شرط من شروط الاستمرار وهذا لا ينطبق على قطاع الأعمال فحسب بل إن العلاقات الإنسانية الصادقة تساعدنا في أن نتعافى من الصدمات ومن الإخفاقات ومن مصاعب الحياة وأن نواجه بشكل أقوى، وأركز على العلاقات الإيجابية الخالية من الحقد والحسد وأبحث عن الأشخاص السعداء المبتسمين لأن الفرح معدٍ».