كانت أول مواطنة تستلم إدارة التمريض في هيئة الصحة بدبي سابقاً، حيث زودها هذا المنصب بمهام ومسؤوليات كثيرة بعد أن خاضت غمار العمل الميداني.
هند محمد سلطان اجتبي، هي اليوم مديرة إدارة التمريض في قطاع الرعاية الصحية الأولية بمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، منحها هذا المجال بالعديد من البصمات الإنسانية وجعلها على تماس مع الكثير من الفئات سواء كبار السن وأصحاب الهمم وأهلها إلى أن تكون حلقة الوصل بين هذه الفئات والمؤسسات الطبية.
في لقائها مع «كل الأسرة»، تعرفنا هند محمد سلطان اجتبي بدوافع اختيار مهنة المريض وهذا المجال الذي يتسم بالبعد الإنساني الأشمل، كما خفايا القصة وراء هذا التخصص ودور والدتها في إرساء نجاح مسيرتها وموازنتها بين عملها وأمومتها.. إلى الكثير من المواقف والبصمات الإنسانية التي طبعتها في تلك المسيرة:
كنت أول مواطنة تستلمين إدارة التمريض في هيئة الصحة بدبي سابقاً، إلى توليك اليوم إدارة قطاع التمريض في قطاع الرعاية الصحية الأولية بمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية.. بماذا تشعرك تلك المسؤوليات؟
كوني أول مواطنة أستلم هذه المسؤولية كمديرة تمريض، أشعر بالكثير من الفخر بتسلمي هذه المهام التي تعتبر إضافة كبيرة إلى مسيرتي وبصمة يفخر بها أهلي وعائلتي. وهذه المسؤوليات التي أوكلت لي هي تجسيد لقدرتي على الإنجاز والمتابعة، وهي إن دلت على شيء فهي تؤشر إلى حرصي على العمل بكافة جوانبه وعلى اهتمامي بالمرضى ومتابعة أحوالهم الصحية.
نعود إلى البداية، لماذا اخترت مجال التمريض؟
اخترت مجال التمريض لأن والدي كان مريض كلى. ارتأيت اختيار هذا المجال والتعمق في دراسته لأجد منفذاً لمساعدة والدي، رحمه الله، وتزويده بسبل العناية الكافية والشاملة. كان والدي دافعاً قوياً لهذا الخيار المهني وكانت والدتي هي سر نجاح مسيرتي وحافزي الأساس نحو خوض هذا الميدان بكل قوتي.
مسؤولياتي تتفرع من خدمة الرعاية المنزلية إلى إدارة الحالات المرضية وإعداد دراسات الجدوى التي تتناسب مع الاستراتيجيات القائمة
حصلت على شهادة الماجستير التنفيذي في إدارة الرعاية الصحية والاقتصاد، ما الأبعاد التي تزودها الدراسة لمجالك ميدانياً؟
كمديرة إدارة التمريض في الرعاية الصحية الأولية، أحببت مجال إدارة الرعاية الصحية لما له من تأثير كبير في مساري المهني الذي له علاقة بالتواصل مع الأفراد ضمن دائرة تخصصي، كما أن الاقتصاد جزء أساسي من عملي كمديرة تمريض حيث يتطلب مني إعداد دراسات جدوى لتحديد الأولويات وبالأخص تماشيا مع متطلبات الاستراتيجيات وما ينبثق منه من مشاريع تتطلب إعداد الخطط الاقتصادية للاستخدام الأمثل.
هناك تماس مع الكثير من الحالات سواء من كبار السن وأصحاب الهمم، ماذا تحدثيننا عن التجربة، وكيف تحاولين القفز فوق عواطفك في التعامل مع تلك الحالات؟
خلال فترة دراستي الجامعية، تم تدريبي على كيفية التعامل مع حالات كبار السن وأصحاب الهمم والحمد الله، وجودي في هذا المنصب أتاح لي الفرصة والتحفيز لتقديم أفضل السبل التي تضمن الرعاية الصحية الشاملة لكبار السن وأصحاب الهمم وإدارة الحالات. ومن منطلق تماسي مع تلك الحالات، أسعى دوماً أن أسهل لهم الخدمة حتى عتبات منازلهم، بما لا يتعارض مع قوانين مؤسسة دبي الصحية الاكاديمية وسهولة الحصول على المستلزمات الطبية والأدوية وتبسيط رحلة المتعامل في سياق إدارة الحالات.
ما أصعب الحالات التي مرت عليك خلال مسيرتك التمريضية؟
أصعب الحالات هي حالات كبار السن القاطنين في منازلهم بمفردهم. فمن خلال عملي، أسعى لتوصيل مثل هذه الفئات إلى مؤسسات تتعامل معهم كحالات إنسانية أو لتحويلهم لهيئة تنمية المجتمع حيث يتواجد لديهم برنامج «وليف» الذي يخدم هذه الفئة. ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين نوعية وجودة حياة المسنين من مواطني إمارة دبي، ممن يعيشون بمفردهم وتقديم الرعاية المنزلية لهم وفقاً لأفضل الممارسات، وتتنوع خدمات البرنامج وبرامج الرعاية المقدمة تبعا لكل حالة وظروفها.
عملت كممرضة في مواجهة فيروس «كورونا» واعتبرت من الممرضات البطلات، ماذا تحدثنا هند اجتبي عن عملها الميدان في خط الدفاع الأمامي؟
الحمد لله والتوفيق من الله، كان لي الفخر أن أكون ضمن خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية خلال فترة جائحة «كورونا» من خلال التعامل المباشر مع الحالات وتصنيفها وتقديم الدعم النفسي لها. وتركز عملي سواء في إجلاء الفئات المساعدة أو في خدمة المرضى في المراكز الصحية.كانت تجربة مهنية وإنسانية مثمرة أطلت بي على عوالم إنسانية مختلفة.
هند اجتبي مع طفليها علي وخليفة
تزاوجين بين الأمومة والدراسة. أخبرينا عن أبنائك وعلاقتك بهم وكيف توازنين بين كل تلك التحديات؟
أحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقني إلى تحقيق توازن عادل بين أسرتي ودوامي. أنا أم لأربعة أبناء هم أحمد، خليفة، علي وخالد، وأعتبر نفسي منصفة بين أعبائي المهنية ودوري مع الأسرة والأبناء، حيث أخصص وقتاً لدراستهم والقيام بأنشطة مشتركة. ثمة وقت مخصص ومحدد لمهنتي ولأسرتي. علاقتي بأبنائي قائمة على أسس من الاحترام حيث أنهم فخورون بي وبمسيرتي العملية ولا أخفي وجود بعض التحديات لكن تفهم زوجي وأسرتي ساعدني في أن أعدل كفة العطاء بين المجالين: مجال عملي الذي أحبه وأسرتي التي أعتبرها مصدر قوة لي.
من خلال عملك، ما البصمة التي تعتبرين أنك طبعتها في مجالك وما الذي تدينين فيه لمجال التمريض؟
هذا المجال زودني بالكثير والعديد من البصمات الإنسانية، وبحكم وظيفتي كممرضة، مكنني من سهولة التعامل والمرونة مع كافة الفئات. كما أن هذا المجال أطل بي على مهارات عدة أهمها أني بت أكثر تفهماً وتلمساً لاحتياجات المجتمع كما أنني حلقة وصل بين المؤسسات الطبية والمجتمع، وهذا ما ضاعف إحساسي بالمسؤولية وبأهمية الإنجاز.
كيف تقيمين واقع الوجود النسوي الإماراتي في مجال التمريض، وما الرسالة التي توجهينها لتعزيز انخراط بنات الإمارات أكثر في هذا المجال؟
سابقاً، كانت النظرة للممرضة المواطنة جد سلبية. في واقعنا الحالي ومع وجود كادر من الممرضات المواطنات، تغيرت النظرة للممرضة المواطنة إلى نظرة إيجابية ومشجعة ومحفزة للبنات المواطنات. ولا يمكننا إغفال الدعم الحكومي لهذا المجال عبر تسهيل كافة أنواع الدعم في المنح الدراسية وتسهيل الحصول على الوظيفة في المؤسسات والدوائر الحكومية. ومن هنا، أدعو بنات دولتي إلى الانخراط في هذا الميدان الإنساني.
أثناء حفل تكريم
كرمت في أكثر من محطة، ما التكريم الأقرب إلى قلبك؟
حصول الاعتماد الدولي للزيارات المنزلية هو التكريم الأقرب إلى قلبي. فهذه الخدمة تعتبر نوعية وتقود إلى معايشة الكثير من الفئات الاجتماعية، مع تقديم خدمة ذات جودة عالية باستخدام أجهزة تشمل أجهزة لرسم القلب الكهربائي ومراقبة ضغط الدم ومراقبة الجلوكوز في الدم وسماعة لاسلكية وقياس درجة الحرارة، إلى تقنيات كثيرة توفر خدمات علاجية عالية الجودة.
* تصوير: السيد رمضان