يواكب الحديث عن كسوة الكعبة الشريفة الكثير من الروحانيات ويستعيد تاريخ صناعة الكسوة على أيدي أمهر النساجين حيث كانت الكعبة تكتسي بالقباطي المصرية منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) مع استخدام أقمشة من دول مختلفة، إلى أن تسلمت المملكة العربية السعودية هذه المهمة الجليلة، إثر إنشاء الملك عبد العزيز داراً خاصة بصناعة الكسوة.
تعود أول كسوة للكعبة تصنع في مكة المكرمة إلى عام 1346 هجري (ما بين 1927 و1928 ميلادي)، حيث يلفت وكيل الرئيس العام المساعد لشؤون المعارض والمتاحف سطام المطرفي إلى دور مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة كجزء من أعمال رئاسة شؤون الحرمين، إذ إن كسوة الكعبة يتم إنجازها في المجمع على أيدي نساجين سعوديين يخضعون لدورات تدريبية مكثفة.
مراحل صناعة الكسوة
ثمة مراسم خاصة تتم سنوياً لتغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة، ويتحدث المطرفي عن صناعة كسوة الكعبة، قائلاً «عملية حياكة كسوة الكعبة المشرفة هي من الشرف العظيم التي يفخر بها كل مواطن سعودي، وهي تمّر بعدة مراحل:
قطعة مميزة من كسوة الكعبة الشريفة
تحتوي كسوة الكعبة المشرفة على 600 كيلوجرام من الحرير و120 كيلوجراماً من المذهبات (أسلاك الذهب) و100 كيلوجرام من الفضة المطلية بماء الذهب، وتبلغ ميزانيتها التقديرية من 20 إلى 25 مليون ريال سعودي سنوياً، وتهدى إلى الكعبة المشرفة من قبل خادم الحرمين الشريفين كما هي العادة السنوية، وتغير في الأول من شهر محرم باحتفالية خاصة تواكب تغييرها حيث «تخرج من مجمع الملك عبدالعزيز في سيارة خاصة بموكب خاص وتتجه إلى الحرم ويتم تعليقها وتركيبها على الكعبة وقد حققنا، العام الماضي، رقماً قياسياً في وقت تبديل الثوب».
رمزية صناعة الكسوة بأيدي سعودية
يتوقف المطرفي عند رمزية صناعة كسوة الكعبة المشرفة بأيدي حرفيين سعوديين «بدأت صناعة كسوة الكعبة المشرفة في المملكة العربية السعودية منذ دخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة، وكانت أول أوامره رحمه الله هو إنشاء مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة لتنطلق مذاك حياكة كسوة الكعبة المشرفة، وفي عهد الملك فيصل، أمر الملك فيصل بإنشاء مصنع أكبر لحياكة الكعبة، وهو الموجود في حي أم الجود بمكة المكرمة. ويحتوي مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة على 210 صناع سعوديين، حيث تتم حياكة الكسوة بشكل سنوي وتستغرق من 8 إلى 9 أشهر وتختلف المدة الزمنية من قطعة إلى أخرى».
يضيف المطرفي «بعض القطع تسمى «قناديل» نظراً لصغر حجمها (مربعة الشكل وصغيرة) تستغرق حياكتها من 4 إلى 6 أسابيع، في حين بعض القطع الكبيرة مثل ستارة الباب والحزام تستغرق من 3 إلى 4 أشهر».
وفي هذا السياق , يخضع النساجون لدورات تدريبية «ثمة اتفاقية مع المعهد المهني لمن يرغب بالتقدم والعمل في مصنع الكسوة كصانع، حيث يخضع لدورة في المعهد تقارب العام الهجري ويتم تدريبه على جانبين النظري والعملي، الجانب النظري يتم عبر الكتب، أما الجانب العملي فيتم على أيدي الصنّاع القدامى لتنتقل الخبرة من جيل إلى آخر وتستمر، ولله الحمد لدينا مجموعة من الشباب الذين يقومون بحياكة كسوة الكعبة المشرفة ويتسمون بقدر كبير من المسؤولية والكفاءة والمهنية والمهارة».