8 أبريل 2023

محمد رضا يكتب: أسئلة مجازة حول الفيلم التسجيلي

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رضا يكتب: أسئلة مجازة حول الفيلم التسجيلي
مشهد من فيلم subject

دأبت السينما التسجيلية، ومنذ سنوات بعيدة، على تقديم أعمال تدور حول شخصيات حقيقية ما زالت تعيش بيننا. لا أحد يسأل كيف تؤثر تلك الأفلام في «مواضيعها» أو إذا ما كانت حياتهم بعد ظهورهم كمواضيع سينمائية تتأثر سلباً أو إيجاباً. هذا بعض ما تبحث فيه المخرجتان جنيفر تيكسييرا، كاميلا هول المنصرفتان لتحليل وضع لم يطاله فيلم آخر من قبل، في فيلم Subject.

هو سؤال مهم تتفرع عنه أسئلة عديدة من بينها: هل أدرك من دار الفيلم عنه ما سيتركه الفيلم عليه من تأثير؟ هل تغيرت حياته تبعاً لما قام به حين وافق على أن يكون موضوع الفيلم؟ ماذا حدث معه بعد ذلك؟ هل ترك الفيلم تأثيراً نفسياً أو اجتماعياً عليه؟ ثم هل من الصحة بمكان أن يقبض الشخص الذي يدور الفيلم حوله أجراً لقاء عمله؟ وماذا لو أن «الشخص- الموضوع» لم يوافق، حين شاهد الفيلم بعد المونتاج، على رسالة الفيلم أو على الطريقة التي صور فيها الفيلم ذلك الشخص?

محمد رضا يكتب: أسئلة مجازة حول الفيلم التسجيلي

يطرح الفيلم الأسئلة المذكورة ويجيب عن معظمها، لكن أهم من الطرح والجواب أنه يثير مسائل قبلناها من دون كثير تفكير من قبل. جل ما كنا نهتم به أما إذا ما كان الفيلم مثيراً كموضوع أو إذا ما كانت هناك قيمة فنية استطاع الاشتغال عليها؟

في سبيل استعراض كل هذه التفاصيل تقوم المخرجتان هول وتيكسييرا بدراسة خمسة أفلام تسجيلية سبق إنتاجها ودارت حول شخصيات فعلية محددة.

هذه الأفلام هي Hoop Dreams لستيف جونز (1994) وThe Square لجيهان نجيم وWolfpack لكرستل مونسيل وCapturing the Friedmans لأندرو جاريكي وحلقات من المسلسل التلفزيوني البريطاني The Staircase الذي بث لسنوات طويلة ملاحقاً شخصيات من كافة نماذج المجتمع وشرائحه.

الفكرة ليست وحدها الجديدة؛ بل كذلك طريقة صياغة الفيلم؛ إذ طلبت المخرجتان من خمس شخصيات دارت حولها تلك الأفلام الظهور من جديد أمام الكاميرا كتفعيل لتجاربهم. ما يجمع بعض الشخصيات التي نتعرف إليها هنا وهي تتحدث عن تجربتها خلال وبعد «تفليم» حياتها على شاشات تلك الأفلام، هو التمني لو أنها لم تشترك في أي من هذه الأفلام أساساً كونها وجدت نفسها «موضوعاً» لا يخلو من الاستغلال. للفيلم أسلوب بحثي جيد وإن كان مسترسلاً في وصفه تلك الحالات.

- تفاصيل: تم عرض الفيلم في 6 مهرجانات دولية من بينها «بالم سبرينغز» (الولايات المتحدة)، ترايبيكا (الولايات المتحدة)، كالغاري (فرنسا).

 

مقالات ذات صلة