تمكن المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون» على مدى مواسمه الماضية من تحقيق النجاح المتواصل والمحافظة على تسلسله ضمن قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة في شهر رمضان بطرحه لظواهر مجتمعية وقضايا تلامس واقع الشارع الخليجي والإماراتي تقدمها شخصيات كرتونية بإطار كوميدي ساخر ليبقى المسلسل ضمن المواد المميزة المرتبطة بشاشة قناة «سما دبي» والحديث الأبرز على مائدة الأسرة خلال الشهر الفضيل.
في حوار «كل الأسرة»، مع مخرج المسلسل حيدر محمد كشف عن أهم القضايا الاجتماعية التي ستعالجها «شعبية الكرتون» في موسمها الـ17 ومدى ملامستها لواقع الأسرة الإماراتية والعربية وأهم التغييرات التي ستطرأ على حلقات الموسم:
للتعرف إلى أهم ما تحمله حلقات «شعبية الكرتون» التي تحظى بخصوصية لمتابعي برامج شهر رمضان الكريم في موسمها الـ17، أوضح حيدر محمد «بعد أن كنا نبحث في شعبية الكرتون وعلى مدى سنوات طويلة عن هوية وطابع خاص تمكنا من الوصول للشكل الذي نرغب في الظهور به، لذلك لن يكون هناك أي تغيير في تقنياتنا وما سنعمل على استبداله في موسمنا الـ 17 فقط هو أغنية المقدمة وفقاً لما اعتدنا على العمل به وبشكل روتيني كل 3 أو 4 أعوام، وبالتأكيد حرصنا على مواكبة السلسلة لمجموعة على تقديم أفكار وموضوعات جديدة وحرصها على طرح القضايا الاجتماعية اليومية التي تشغل المجتمع بأسلوب كوميدي مرح».
السلسلة لهذا العام قضايا اجتماعية بطريقة الكاريكتير الممزوج بالكارتون فتصبح «كاري كارتون»
وحول أهم المواضيع والقضايا التي تتناولها السلسلة في هذا العام، كشف مخرج المسلسل «كما أشرت سابقاً ستتناول السلسلة لهذا العام قضايا اجتماعية بطريقة الكاريكتير الممزوج بالكارتون فتصبح «كاري كارتون» منها على سبيل المثال تحديات التك توك وقضايا السوشيال ميديا واللايف ستايل واللياقة البدنية التي سيكون لها نصيب من الحلقات، وأثر عمليات التجميل والأطعمة غير الصحية وعدم ممارسة الرياضة، كما ستكون هناك حلقات تتناول موضوع تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال وأخرى خاصة بالمغامرين من مطاردي الأعاصير ومتسلقي الجبال والوديان، وحلقة عن «السنكل»، الأشخاص الرافضين لفكرة الزواج وهي من القضايا الطارئة والخطِرة على مجتمعاتنا، وأهمية وعي الأشخاص بالإجازة الأسبوعية وكيفية قضائه، وحلقات «بومهير» الشخصية المتمسكة بأصولها البدوية ومغامراتها مع الصقور والإبل، وبعض الحلقات المخصصة للفكاهة والترفيه «الضحك من أجل الضحك».
على الرغم من اعتراض البعض على الحلقات لعدم وجود هدف محدد لها وكأن واقع لسان حالهم يقول «من المهم أن تتبنى كل حلقة هدف أو قضية»، يوضح حيدر«ونحن نخضع اليوم لضغوط مستمرة، فإن قضاء وقت ممتع لربع أو نصف الساعة يصبح هدفاً سامياً، فالأعمال المعدة لغرض الضحك أصبحت لها مدارس مستقلة بذاتها مثل «توم وجيري، مستر بن، بن بارتنر» وغيرها من الأفلام التي تهدف إلى إدخال البهجة والسرور في قلب الآخر».
وحول مدى ملامسة المسلسل لواقع الأسرة خصوصاً بعد التغيرات التي طرأت على المجتمع خلال السنوات القليلة الماضية، يشير «لا شك في أننا لم نغفل ولو لفترة قصيرة عن مسايرة التغيرات التي طرأت على المجتمع والأفراد والقضايا المستجدة التي تطرأ وهذا هو سر استمرار شعبية الكرتون لـ17 موسماً، نجتهد أن نبقى قريبين منهم وطرح القضايا التي تلامس حياتهم بطريقة كاري كارتونية».
وبشأن إمكانية إضافة شخصيات جديدة للموسم الحالي، يوضح حيدر «عمل فريق شعبية الكرتون على مدى مواسمه السابقة لابتكار شخصيات جديدة تستهدف فئات معينة، منحت المسلسل روحاً وأحدثت تغييراً إيجابياً في المجتمع مثل شخصية «شامبيه» التي ضيفها الفنان الإماراتي محمد بن فاضل إلى شخصياته «بوعنبر» و«سبتوه» و«كوتي»، إضافة إلى شخصيات «الشعبية» الأخرى «عفاري» و«زينبوه» و«علي شاكوه» و«عتوقه»، و«بومهير»، لكن بعد مرور كل هذه السنوات أصبح لدينا الكثير من الكاركترات «الشخصيات» التي تمنعنا من إضافة الجديد؛ بل على العكس نعمل على تقليصها».
ليس للترجمة أي علاقة بانتشار شعبية الكرتون لا من قريب ولا من بعيد
وعند سؤاله عن فرضية أن تكون الترجمة سبباً من أسباب انتشار المسلسل، أجاب «بالتأكيد ليس للترجمة أي علاقة بانتشار شعبية الكرتون لا من قريب ولا من بعيد، وما أصدر من ديفيديات لـ 4 أو 5 مواسم ليس له علاقة بالأمر والدليل أن المسلسل وعلى مدى مواسمه الـ 16 تم عرضه على قنوات عربية دون أي ترجمة تذكر، لكن ذلك لا يمنع التفكير مستقبلاً في ترجمة العمل لزيادة قاعدة متابعي المسلسل لتشمل الجنسيات الناطقة بغير العربية».
وبخصوص تفرد قناة «سما دبي» في عرض مسلسل شعبية الكرتون على مدى فترات طويلة، ووجود خطة لتوسعة عرضه على قنوات أخرى، يوضح المخرج الشاب «حصلنا في السنوات الماضية على عروض لعرض حلقات المسلسل من منصات عالمية جميعها رفضت من قبل مؤسسة دبي للإعلام التي فضلت اقتصار عرضه على قناة «سما دبي» كونها المالك الوحيد لجميع حقوق بث الحلقات الخاصة بينما نمتلك نحن في فنر برودكشن حقوق العمل 100%».
أما بخصوص وجود فكرة لتحويل المسلسل إلى فيلم كرتوني، أجاب حيدر «لم نفكر نحن في فنر برودكشن في الوقت الحاضر بهذا الأمر على الرغم من امتلاكنا القدرة، إلا إذا توفر من يدعم العمل ويتحمل ميزانية إنتاج الفيلم كاملة، لعدم وجود المقومات الكافية خاصة في الإمارات، فالإنتاج السينمائي له شروط ومعايير تختلف كثيراً عن معايير إنتاج المسلسل كونها تعتمد بالدرجة الأساس على الكثافة السكانية، وبالتالي تحقيق عوائد مالية عالية، وهذا ما يمكن تلمسه في النجاح الذي يلاقيه هذا النوع من الإنتاج في أمريكا والهند ومصر من المنطقة العربية، إضافة إلى أن إنتاج عمل سينمائي في مجال الكارتون يحتاج إلى ميزانية عالية تفوق كلفة إنتاج فيلم عادي وفيه الكثير من المغامرة».
تصوير: السيد رمضان ومن المصدر