باتت تدريبات المشاة، استخدام الأسلحة، الرماية والعديد من المهارات الميدانية والقيادية، بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، من أولويات المؤسسة الاتحادية للشباب، بغية تعزيز الوعي الثقافي، العسكري والبدني لدى شابات الإمارات، ولصقل قدراتهن الشخصية الميدانية، وذلك من خلال مبادرة «شابات فخر».. كيف نجحت المبادرة في تحقيق أهدافها؟ وما المهارات التي اكتسبتها الشابات الإماراتيات من التجربة؟
قدمت الدورة الأولى من مبادرة «شابات فخر» لنحو 74 شابة إماراتية من مختلف إمارات الدولة، فرصة محاكاة تجربة الخدمة الوطنية لمدة يوم واحد في المعسكر التدريبي في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، وشملت الدورة موضوعات تركز على تعزيز الوعي الثقافي العسكري والبدني لشابات الإمارات في الفئة العمرية من 18 إلى 35 سنة، عبر العديد من المهارات الميدانية والقيادية وتدريبات اللياقة البدنية، فضلاً عن جلسة حوارية للتعريف بدور المرأة في القوات المسلحة من خلال تقديم تجارب واقعية ملهمة، تحدثت عنها شابات من المشاركات في التجربة استطلعنا رأيهن فيها.
تقول آمنة إبراهيم «هذه أول مشاركة عسكرية بالنسبة لي؛ فقد تقدمت بالمشاركة في مبادرة شابات فخر الهادفة، كي يكون الفخر بالتضحية والعطاء للوطن هوية الشباب الإماراتي، والتي قد تحققت مع معايشة التدريبات العسكرية، وقد حوت مبادرة «شابات فخر» تدريبات لتحقيق أهداف عديدة على الصعيد الشخصي؛ مثل التدرّب على الرماية الذي كَسَر حاجز الخوف لديّ من الإقدام على حمل السلاح، فضلًا عن فعالية رياضة الرماية التي تساعد على تقويم سلوك الفرد فتمده بالقوة العقلية كالتركيز والدقة، وبالقوة البدنية كالاتزان والانضباط والتحكم.
أما على الصعيد المجتمعي، فقد سعت المبادرة إلى تنمية قيم طاعة ولي الأمر وحب الوطن وبذل الغالي والنفيس لحمايته. ومن جهتي، أنصح كل شاب وشابة ألاّ يتوانوا عن خوض تجربة التجنيد في الخدمة الوطنية، فهي تجربة رائعة يتعرفون من خلالها على مكامن قوتهم، وينمون بها حب الوطن، ويتدربون على رياضات مختلفة تعود بالنفع عليهم عقلياً وبدنياً، وما إن تتحقق هذه الأهداف فهنيئاً لدولتنا على شبابٍ أمثالكم».
أما خديجة الغافري، فقد شاركت في المبادرة برغبة شخصية منها، «أحب تجربة كل ما هو جديد، لكن المجال العسكري لم يكن له أي وجود في حياتي سواء التطوعية أو حتى المهنية، وهذه الفرصة وضعتني في حالة من الفضول، وكنت أسأل نفسي، ما الذي سيحدث إذا أصبحت خديجة فتاة عسكرية؟ هل ستغير التجربة في حياتها؟ وهل هذا المجال صعب أم سهل؟ والعديد من الأسئلة التي دفعتني لخوض التجربة والإجابة عنها بنفسي. وما وجدته فاق التوقعات.
ففي بداية ذلك اليوم تعرفت إلى خديجة أكثر، وعرفت أنني قادرة على اكتشاف الشغف لدي، هذا إضافة إلى العلاقات التي كونتها خلال يوم واحد، خصوصاً الشخصيات الرائعة التي قدمت لنا المحاضرات في الجلسة النقاشية، فقد منحوني دروساً مختلفة في الحياة، من خلال المشي العسكري، الانضباط والعمل الجماعي، وقد لاحظت بعد التجربة مباشرة، أن أفكاري بدأت تتسع، بسبب المعلومات الجديدة التي اكتسبتها حول المجال العسكري، فقد أعطتني التجربة حافزاً كبيراً، وأدرت أنه بإمكاني خوضها مرة ثانية وثالثة ورابعة. وعلى النطاق الشخصي، فقد بدأت أعطي لكل شيء في حياتي وقتاً وانضباطاً وقيمة».
شاركت ريم الكعبي في تجربة «شابات فخر» بعد رؤية منشور الإعلان عن التسجيل على حساب وزيرة الشباب شما المزروعي، «دائماً أردت الانتساب لبرنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية، وقد كان هذا هو السبب الرئيسي لرغبتي في المشاركة فور علمي بالمبادرة، فالتزامي بدراستي البكالوريوس والماجستير منعاني من الانتساب لبرنامج الخدمة الوطنية للإناث وخوض مثل هذه التجربة المشرّفة سابقاً.
وبعد مشاركتي في مبادرة «شابات فخر» أؤكد أن يوم المبادرة كان قصيراً، لكنّه كان ثرياً جداً. أيضاً، أستطيع أن أجزم أن شعور المجنّدات لم يكن ليصل إلي لو لم أكن على أرض الميدان ذاتها، ولم أكن لأحظى بالتدرب على مثل الأنشطة العسكرية المختلفة مع ذات المدربين والطاقم المنشود. فيوم المبادرة كان مملوءاً بالحماس والتفاعل مع المدرّبين والمجنّدات. وبرأيي أتاحت المبادرة فرصة المشاركة لغير القادرين على الانخراط في السلك العسكري، كما كانت تعزيزاً لروح الهوية الوطنية والانتماء، وقد نجحت المبادرة في تحقيق أهدافها، كما شجّعتني على التعرّف إلى زميلات أتواصل معهن إلى الآن، وجعلتني أعيد النظر في تخصيص وقت في المستقبل للمشاركة في برنامج الخدمة الوطنية».
منذ طفولتها، ترى شيماء الجسمي، أن الجندي هو المثال الحي للتضحية من أجل الوطن، «كنت أسعى في صغري إلى الالتحاق بالعسكرية، لكنني التحقت بتخصص الهندسة، فقد حاولت مراراً وتكراراً أن التحق بالجندية، حتى مع تعارض العديد من الأمور في أن أحقق حلمي، أبرزها معارضة عائلتي، لذلك شعرت بسعادة غامرة عند قبولي في برنامج «شابات فخر»، خصوصاً أنها محاكاة حقيقية لحياة المجندين.
وأخيراً وجدت نفسي داخل المعسكر وهو شيء صعب للغاية لعدم المصرح لهم بالدخول، فقد كان كل شيء حقيقياً، تخليت عن هاتفي لمدة 12 ساعة بإرادتي، فقد قررت الالتزام ومشاركة المجندات في مشاعرهن وسلوكهن اليومي، حتى إننا تخلينا عن مساحيق التجميل، والعديد من الأمور المحظورة في المعسكر، وقد لاحظت أن هذا الانضباط انعكس على حياتي الشخصية، فأصبحت أقلل من فترة استخدامي للهاتف، والـ «سوشيال ميديا»، وأستمتع أكثر بتفاصيل يومي، وكذلك في حياتي العملية، فأنا أشعر بأنني شخص جديد، مختلف كلياً عما كنت عليه قبل خوض هذه التجربة، حتى إنني أردد العبارات الحماسية الوطنية التي كنا نرددها في التدريبات، أثناء عملي المكتبي، فهي تدور في ذهني طوال اليوم».