على الرغم من أن خبرتها العملية لا تتجاوز أربع سنوات، استطاعت عفراء لوتاه خلال هذه الفترة القصيرة من إثبات ذاتها ضمن واحد من أضخم الكيانات الاقتصادية المساهمة في صنع دبي مدينة الأعمال والسياحة والفرص من خلال إلهام الموظفين، بشكل خاص دعم دور المرأة الإماراتية العاملة ومنحها أدواراً تمكنها من التحليق في فضاء الإبداع والتفكير خارج الصندوق لتقديم أفكار مبتكرة وغير مسبوقة تساهم في صنع مستقبل وتاريخ دولتها.
نسلط الضوء في حوارنا مع عفراء على إنجازاتها كمساعد أول الحملات التسويقية في مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وخبرتها التي رسمت لها طريق المستقبل الواعد لمهنة العمر التي لا ترى عملاً آخر يتناسب مع طموحاتها إلا من خلالها:
كيف ساهمت دراستك في تمكينك من تأدية مهامك الوظيفية؟
تخرجت في جامعة زايد بشهادة البكالوريوس تخصص الاتصال والإعلام الاستراتيجي من كلية علوم الاتصال والإعلام، كما ساهم التحاقي بعدد من الدورات والبرامج التدريبية في تمكيني من إدارة العلاقات العامة وحملات التسويق والإعلان، مما أدى إلى تطوير مهاراتي وفهمي للصناعة من منظور الشغف بالعمل والتعلم الشخصي والتوجه بالإعلان للأسواق العالمية الكبرى.
شاركت في العديد من المشاريع والتحديات التي سمحت لي بالتطور واكتساب المهارات
كيف تصفين هذه التجربة؟ وما هي أبرز الخبرات التي اكتسبتها ضمن هذا القطاع؟
أتممت هذا العام أربع سنوات من العمل مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي. وأود أن أصف تجربتي في الدائرة بأنها فريدة من نوعها، حيث تعلمت الكثير من المهارات في وقت قياسي، وشاركت في العديد من المشاريع والتحديات التي سمحت لي بالتطور واكتساب المهارات من فريق العمل العالمي. كما أود أن أذكر أن أحد المشاريع المثيرة للاهتمام هو حملة تسويقية عالمية قمنا بإطلاقها أثناء جائحة «كوفيد- 19» وذلك في فترة التعافي التدريجي وبدء عودة الأنشطة والأعمال إلى مدينة دبي، وقد كانت الحملة تحت شعار «جاهزين لاستقبالكم» والتي تعرض دبي كواحدة من أوائل المدن العالمية في جاهزيتها لاستقبال الزوار الدوليين، كما استطعت وخلال سنوات خبرتي القليلة أن أعمل على العديد من المشاريع الضخمة التي حققت لدبي نجاحات باهرة منها على سبيل المثال الحملة التسويقية العالمية.
هل يحتاج إطلاق الحملات التسويقية العالمية إلى الإبداع في الأفكار؟
بالتأكيد، تتطلب الحملات التسويقية العالمية التي تطلقها دبي فهماً عميقاً لما تحتويه وتقدمه لجمهورها، خاصة وضع الحملات وفقاً للأسواق والجمهور المستهدف، مع الأخذ بعين الاعتبار التواصل المستمر مع الجمهور عبر قنوات مختلفة منها وسائل التواصل الاجتماعي. خاصة إذا كان الحديث عن مدينة دائمة النمو، وتشهد تطورات متسارعة باستمرار، فإنها تتيح لنا نقل تجارب جديدة وغير مسبوقة على مدار العام.
ما هي العوامل المؤثرة في استمرار الموظف في وظيفته؟
المرونة وبيئة العمل والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد، وأيضاً ثقافة الوعي باحتياجات الموظفين، منها ساعات العمل المرنة، بالإضافة إلى العمل عن بعد، وهي من العوامل الرئيسية المهمة في خلق بيئة صحية للموظف. كما أنّ هذه المميزات التي تقدّمها جهة العمل هي بالتأكيد سبب في تخطي العديد من التحديات بما فيها عامل ساعات العمل الطويلة وكسر الروتين.
هل تعتقدين أن المرأة الإماراتية حصلت على الدعم الذي تستحقه مساواة بالرجل؟
نعم بالتأكيد، خاصة في دولتنا الغالية، حيث تولي حكومتنا الرشيدة المرأة الإماراتية الثقة من خلال منحها العديد من الفرص التي تسمح لها بالتطور في وظيفتها وشغفها بالعمل. وعلى مستوى الدولة لدينا العديد من النماذج النسائية ضمن مناصب قيادية مشرفة مما يجعلني فخورة بكوني قادرة على العمل مع قادة ملهمين في هذا القطاع.
أنا فخورة لما وصلت إليه في التسويق الرقمي حتى الآن
كيف تصفين الدور الكبير والجهود التي توليها الحكومة لإيجاد فرص عمل مناسبة وحلول لتوطين العديد من المهن؟
تولي حكومتنا الرشيدة التوطين أهمية كبيرة، الأمر الذي يسمح للإماراتيين بدخول سوق العمل وهم خريجون جدد. أود أن أقول إن قيادتنا داعمة جداً لشبابها وتطويرهم، وتؤمن بإمكاناتهم المتميزة، وتشجعهم على الاستفادة من هذه الفرص والمبادرات الاستباقية في مجال التوطين. وأنا بدوري أشجعهم على خوض التجربة العملية ضمن هذه المبادرات التي ستساهم في فتح آفاق جديدة واكتساب الخبرة في أي من القطاعات الحيوية سواء ضمن القطاع العام أو الخاص.
كما أن لكل جهة عمل حرية مطلقة في إدارة الشؤون الداخلية لموظفيها، بما يتوافق مع مصلحة العمل ويأتي ذلك من خلال خلق التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية، إذ يحتل هذا الجانب جزءاً كبيراً من اهتماماتها، الأمر الذي يؤثر بدوره في الإنتاجية والولاء والتقدير لبيئة العمل.
ما هي تطلّعاتك المستقبلية بخصوص الوظيفة والتطوّر المهني؟
لا أزال في بداية الطريق، ومع ذلك فأنا فخورة لما وصلت إليه في التسويق الرقمي حتى الآن. وأعتقد بأنني في مرحلة التعلم المستمر لمختلف المهارات في هذا المجال، خاصة المساهمة في وضع الخطط الاستراتيجية ضمن فريق عملي الذي لا يتوقف عن ضخ الأفكار المبدعة ومنها ربط جميع الإدارات ذات الصلة في الحملات العالمية، والتي تستطيع أن تزيد من حجم جهودنا التي نبذلها على نطاق توطيد العلاقات مع الشركاء الرئيسيين، الأمر الذي من شأنه تعزيز مكانة دبي العالمية وتكون في المراكز الأولى التي نطمح إليها دائماً.