لقبت بسيدة الصيرفة الإسلامية، استطاعت في غضون سنوات قليلة إثبات ذاتها ووضع بصمتها في الحكومة الإلكترونية، ثم انتقلت بعدها للقطاع الخاص لتحقق مزيد من النجاحات، وتصبح أول امرأة على مستوى العالم تحصل على شهادة احترافية في الصيرفة الإسلامية، وتنجح في أن تقدم نموذجاً يحتذى يستحق تسليط الضوء عليه.
هي الإماراتية رحاب لوتاه، نائب الرئيس التنفيذي في شركة الصكوك الوطنية، التقيناها لنتعرف من خلالها إلى قيمة الادخار وطرق الإنفاق:
استطعت في غضون سنوات قليلة تحقيق ذاتك في عدة قطاعات مختلفة، هل لك أن تشيرين إلى أهم ما اكتسبته من خبرات في كل محطة مررت بها؟
بدأت حياتي المهنية في مجال تقنية المعلومات وهو ما سهل علي العمل في الحكومة الإلكترونية، وشاركت في إدارة مشاريع التحول الإلكتروني في الدوائر الحكومية، وقمت بالتنسيق بين تلك الدوائر لتصل إلى أهدافها المنشودة من هذه المشاريع، وهذا أفادني كثيراً إذ ساعدني في إنجاز أعمالي بشكل أفضل من خلال تحليل المعطيات، ثم انتقلت من القطاع الحكومي إلى الخاص وعملت بمجال التمويل، وبدأت في تعلم ودراسة القطاع المصرفي وأردت التميز فيه، فحصلت على شهادات في التمويل الإسلامي، وهذا ساعدني في الانتقال من القطاع المصرفي إلى الاستثمار ودفعني إلى تأدية عملي بطريقة مبتكرة.
هل يمكن أن يدفعك حب التميز لإثبات مكانتك في مجال آخر بالمستقبل؟
أميل بشكل أكبر إلى مجال الاستثمار، وأطور من نفسي فيه من ناحية الادخار وأعتبر هذه رسالة يجب علي توصيلها بشكل جيد حتى أعمل على نشر المزيد من الوعي بين سكان الدولة حول هذا المجال للوصول إلى الاستقلال المالي.
قبل شراء المنتجات عبر المنصات الرقمية، يمكن البحث عن أكواد الخصم على شبكة الإنترنت للحصول على أسعار مخفضة وتعزيز القيمة مقابل السعر المدفوع
تطالبين دوماً الفتاة الإماراتية برسم طريقها نحو تشجيع الادخار، فما أسبابك؟
في ظل الجهود الحثيثة والدعم غير المحدود من قيادتنا الرشيدة، حققت الإماراتية تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات، لكنها تحتاج إلى تحقيق المزيد من التقدم فيما يتعلق بالادخار والاستثمار، فبحسب استطلاع رأي أجرته «الصكوك الوطنية»، شركة الادخار والاستثمار المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، مع مجموعة من مواطنات الدولة، فإن 52% من المشاركات أكدن أنهن لا يقمن بأي نوع من الاستثمار في الوقت الراهن، وهو أمر ينبغي على السيدات الاهتمام به بصورة أكبر لما له من فوائد متعددة.
فالاستثمار والادخار يمنحان المرأة الاستقلال المالي المطلوب لتحقيق جميع أحلامها، فهناك من بين السيدات اللاتي يدخرن من تسعى لشراء منزلها الخاص أو سيارة أحلامها أو حتى تأمين مستقبلها ومستقبل أطفالها المالي دون الحاجة إلى طلب المساعدة من أي شخص آخر ومن خلال الاعتماد الكامل على الأموال التي قامت بادخارها.
ما النصائح التي يجب أن تتبعها السيدات للبدء في الادخار؟
يمكن اتباع بعض النصائح، وهي، قبل شراء المنتجات عبر المنصات الرقمية، يمكن البحث عن أكواد الخصم على شبكة الإنترنت للحصول على أسعار مخفضة وتعزيز القيمة مقابل السعر المدفوع.
كما يجب على المرأة تفعيل الخصم التلقائي من الحساب الجاري والتحويل إلى حساب التوفير بمجرد الحصول على أي أموال في الحساب الجاري سواء من خلال الراتب أو أرباح عملها الخاص. وعليها تحديد ميزانيتها من خلال إدراك عادات الإنفاق الخاصة بها، والحصول على إيصال لكل ما تقوم بشرائه، ثم وضع تصنيف لهذه الإيصالات في فئات مختلفة مثل المطاعم والمتاجر والعناية الشخصية، ليساعدها على تحديد أوجه إنفاق أموالها بكل وضوح.
كما يمكن بدء الادخار على نطاق صغير وبهدف قصير المدى، فالأشخاص الذين يضعون أهدافاً قصيرة الأمد هم الذين يدخرون بشكل أكبر، وعليها التمهل فيما يتعلق باتخاذ قرار شراء المنتجات باهظة الثمن أو غير الضرورية. وبالنسبة للأخيرة فيمكن اختيار المنتج والانتظار لمدة 24 ساعة لاتخاذ قرار الشراء، وهذه القاعدة مثالية للتسوق عبر الإنترنت، ويجب أن يكون لديها هدف للادخار تسعى إلى تحقيقه. ولتنفيذ خطة الادخار، يمكن اختيار قاعدة 50-30-20 حيث يتم تخصيص 50% من الدخل للضروريات اليومية، و30% للاحتياجات الأخرى، و20% للادخار، وهناك طريقة جيدة لضمان الالتزام بخطة الادخار وهي مراقبة النفقات ومعرفة أين تذهب الأموال من خلال استخدام أداة للمراقبة، ناهيك عن استخدام المحفظة الادخارية.
هناك جانبان مهمان يجب أن يتحلى بهما القيادي الناجح، الأول هو العلم والثاني الأخلاق، وعلى الإنسان أن يعمل على تطويرهما
كيف يمكن استخدام المحفظة الادخارية؟
يمكن الاستفادة من الأموال التي يتم توفيرها من خلال وضعها في محفظة ادخارية تتيح للمرأة تحقيق أرباح مجزية بمخاطر منخفضة، إذ تم إطلاق «تجوري الإماراتيات»، وهو حساب الادخار الأول من نوعه والمصمم خصيصاً وحصرياً لمواطنات الدولة، وجاءت هذه المبادرة الفريدة من نوعها تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى تشجيع ثقافة الادخار بين مختلف فئات المجتمع وتحقيق مستقبل آمن ومستدام من الناحية المالية للجميع.
حصلت على شهادة احترافية في الصيرفة الإسلامية، حدثينا عنها.
أحب أن أكون متميزة وأن أتفرد في المجال الذي أتخصص به وأكون من السباقين فيه، فعندما التحقت بقطاع التمويل والمصارف أردت أن أتعلم، فكنت أجتهد للحصول على شهادات عالمية وأحصل عليها حتى تزيد من معرفتي وخبراتي، وتمكنت من أن أكون أول امرأة على مستوى العالم تحصل على شهادة احترافية في الصيرفة الإسلامية، فأنا مقتنعة أنه مهما وصلت بنا الحال إلى أي مستوى من المعرفة فلا نزال في حاجة إلى المزيد من العلم، وهذا يمكننا من فتح أبواب أكثر تتيح لنا إحداث تطوير في المجال الذي نعمل به.
تصفين الجانب المصرفي بالممتع، فما سبب اقتحامك لهذا المجال؟
العاملات في هذا المجال من الإماراتيات كثيرات والمنافسة بينهن كبيرة، وهذا ما جعلني أطور من نفسي دائماً فلا يمر أسبوع علي إلا وقد تعلمت فيه شيئاً جديداً، وهو ما انعكس على شخصيتي وعلى من يعمل معي في هذا المجال وأسلوبي في إدارة العمل مما يمكنني من أن أضيف دائماً الجديد لهذا المجال.
وأنا أرى أنه يجب على أي شخص يعمل في أي مجال أن يطور من نفسه حتى يحقق نجاحاً ويضيف الجديد لهذا المجال.
لقبت بالمرأة الإلكترونية وسيدة الصيرفة الإسلامية، فما وقع هذا عليك؟
اللقب تشريف وتكليف في نفس الوقت، ووقعه علي هو العمل بجد واجتهاد لتحقيق النجاحات المتتالية، فبمجرد الانتهاء من خطوة تلاحقها أخرى أكثر تميزاً وهكذا، فاللقب زادني رغبة في تطوير نفسي بما يفيدني ويفيد المجتمع ككل.
كونك الرئيس التنفيذي لجائزة «تميز وفالك طيب»، فما الهدف منها؟
تهدف الجائزة إلى دعم المواطنين المتميزين، الذين يجب تسليط الضوء عليهم وهم كثر، وهو ما لاحظته من المبادرات التي قمت بالإشراف عليها، إذ كنا نختار المتفوقين والمتميزين منهم ونقوم بتوظيفهم معنا، وهذا كله جزء من مسؤوليتنا تجاه المجتمع.
تتمتعين بالعديد من الصفات القيادية التي تجعلك إضافة إلى أي مؤسسة تريد تعزيز كوادرها المواطنة، فما أهمها؟
هناك جانبان مهمان يجب أن يتحلى بهما القيادي الناجح، الأول هو العلم والثاني الأخلاق، وعلى الإنسان أن يعمل على تطويرهما كي يضيف دائماً الجديد للمعلومات التي لديه، والتي يجب ألا يبخل بها عن الآخرين، وأن يقوم الشخص بتوصيل ما لديه من علم لمن يعملون معه، ليأخذوه قدوة لهم فيبتكرون ويطورون من أنفسهم فيكون هذا خدمة لأنفسهم ولمجتمعهم.