وجود مركز لتعليم النساء على ركوب الجمل والمشاركة في سباقات الهجن فكرة قد تثير استغراب الكثيرين، الذين ما زالوا يربطون كل ذلك بالرجال تحديداً، ففي دبي وعلى طريق العين تحديداً يقع مركز الصحراء العربية لركوب الجمال، أول مركز في الإمارات والشرق الأوسط تجد فيه الباحثات من النساء عن المتعة والترفيه والاستكشاف، والطامعات بتعلم ركوب الجمال للمشاركة في السباقات من جميع الأعمار والجنسيات، ملاذهن وغايتهن في الحصول على التدريبات على أيدي فريق نسائي متخصص حاصل على ميداليات مختلفة.
فكرة تأسيس أول مركز لتعليم النساء ركوب الجمل
انطلقت فكرة تأسيس المركز قبل أكثر من عام عندما أبدت فتاتان رغبتهما لمالك المركز عبيد بن صبيح الفلاسي بالحصول على تدريبات تؤهلهما للمشاركة في إحدى سباقات مركز حمدان لإحياء التراث.
يقول الفلاسي «إقبال الكثير من الفتيات وفرادة النشاط جميعها عوامل ساعدت على فكرة افتتاح المركز الذي حظي بدعم وتشجيع من جميع الجهات».
رغبة النساء في تعلم ركوب الجمال من المواطنات ومختلف الجنسيات في الإمارات فاقت أعداد الرجال بكثير
الفلاسي، صاحب «عزبة»، نشأ مع الجمال وعرفها بشكل جعله متفائلاً بنجاح المشروع إلا أنه لم يكن يتوقع أن يكون الإقبال بهذا الحجم «لا أنكر أنه لم يبدُ المنظر مألوفاً للكثيرين في البداية، لكن رغبة النساء في تعلم ركوب الجمال من المواطنات ومختلف الجنسيات العربية والأجنبية من جميع إمارات الدولة فاقت أعداد الرجال بكثير من طلاب المركز، ومن يأتي لخوض التجربة مرة تزداد لديه الرغبة للعودة عدة مرات».
يشير الفلاسي إلى أن المركز يضم 12 جملاً ومضمارين أحدهما للهواة والآخر للمتسابقين، ويستقبل هواة ركوب الجمال من جميع الأعمار ويقدم التدريبات للراغبين بخوض المنافسات ممن تجاوزوا السن القانونية، إضافة إلى إقامة رحلات على الجمال للمبيت في البر خلال فصل الشتاء وللبحر في فصل الصيف وإقامة سباقات ومشاركة فريق المركز المكون من 9 فتيات في الماراثونات المقامة داخل الدولة وخارجها.
يعزو الفلاسي سرعة انتشار المركز لدعم الطلاب والمقربين ورغبتهم الدائمة كإدارة في كسب ودّ الآخرين كأصدقاء، فهو لا يجده مشروعاً ربحياً بقدر ما يراه وسيلة للحفاظ على موروث تراثي مهم وأصيل.
التعرف إلى طبيعة الحياة مع الإبل والتدرب على ركوبها زاد من تعلقي بها لصبرها وقدرتها على التحمل واعتزازها بنفسها
تتحدث المدربة ليندا روكبيرجر، متسابقة تدربت على يد عبيد الفلاسي وفازت بالمركز الثالث في السباق الذي يقيمه مركز حمدان لإحياء التراث عام 2019 «جبت الصحراء كثيراً لكني لطالما كنت أحلم باكتشاف خباياها في رحلة من على ظهر جمل، التعرف إلى طبيعة الحياة مع الإبل والتدرب على ركوبها زاد من تعلقي بها لصبرها وقدرتها على التحمل واعتزازها بنفسها، بالإضافة إلى رغبتي في فهم الثقافة الإماراتية بشكل أفضل».
عن طبيعة العمل في مجال التدريب تتحدث «العمل كمدربة كشف لي الكثير مما لم أتعرف إليه وأنا طالبة أتلقى التدريبات، ووجود عبيد ساعدني على معرفة الكثير من المعلومات التي كنت أجهلها عن الجمال»
وتكشف «طبيعة البرامج المختلفة التي نطرحها في المركز تشجع الهواة من النساء والرجال، صغاراً وكباراً، مواطنين وعرباً وسائحين على زيارتنا لتجربتها».
تحديات العمل في التدريب
عن أهم تحديات العمل في التدريب، تبين «على المدرب أن يعي الاختلاف بين متدرب وآخر، أن يشارك المتدربين بعض المعلومات في كيفية التعامل مع الإبل، أن يكون شديد الانتباه والتركيز لأي فعل أو تصرف يمكن أن يثيرها، كما يجب أن يتمتع بالقدرة على التصرف في الوقت المناسب».
وعن مشاركة النساء لهذا النوع من الرياضات، تشير روكبيرجر «فرصة وجود مكان خاص منح النساء الشعور بالانتماء للمركز بالإضافة إلى قدرتهن على التواصل الجيد مع الإبل والإحساس بالسعادة عوامل شجعتهن على الاستمرار في تلقي التدريبات ومشاركة البرامج».
*تصوير: يوسف الأمير