يبدع الشباب في ابتكار طرق لتقديم الإهداءات بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، خصوصاً أن استعدادهم للعيد يبدأ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، سواء بتصوير الفيديوهات، أو إعداد محتوى بسيط ومبهج يضفي حالة من السعادة على الصغار والكبار، ولكن نوع المحتوى والفيديو الذي يمكن مشاركته، لا بد له من معايير تفرض حالة من البهجة، وتلهم الآخرين للفرحة واستقبال العيد بتبادل التهاني والتجارب السعيدة.
كيف حفزت الـ«سوشيال ميديا»، مستخدميها لتوظيف المواهب الإبداعية في استقبال عيد الأضحى؟
فرض العالم الافتراضي نفسه على مناسباتنا الاجتماعية والدينية، لتوثيقها بما يضمن انتقالها للأجيال المقبلة، كما انتقلت إلينا عادات التهنئة من الأجيال السابقة. وليس صناع المحتوى وحدهم هم من يسجلون الفيديوهات التي تتعلق بمناسبات معينة، فهناك شباب كثر يدمجون الأغاني السعيدة المخصصة للعيد بفيديوهات صوروها وهم يستقبلون العيد، وهناك من يقدم التهاني بكلمات معبرة ومختصرة، تعطي انطباعاً مرحاً وتبث السعادة بين متابعيهم، وتحفزهم لتبادل التهاني بطريقة عصرية، كما تحفزهم لمشاركة أوقاتهم في العيد وتلهم الآخرين لتقليدهم بطريقة إيجابية ومفرحة، وهم بالتالي يصنعون ذكريات جديدة تشبه تلك التي تتم صناعتها في الواقع والتي لا غنى لهم عنها بالتأكيد.
أجرت «كل الأسرة» استطلاعاً حول أساليب وطرق المعايدة المبتكرة التي يقوم الشباب بمشاركتها في دقائق قصيرة، ولكنها تترك أثراً طويلاً لدى من يشاهدها ويتابعها.
توظيف الزهور في فيديوهات العيدية
يعمل محمد محمود منسق ورود، ويستعد للعيد بفيديو لطريقة تنسيق الزهور والعيدية داخلها، «تنسيق الزهور يتطلب هواية ومهارة لا تتوفر في أي شخص، وقد ورثت هذه المهنة عن والدي، وأحب أن أشارك في عيد الأضحى طرق تنسيق الزهور على شكل خروف العيد على سبيل المثال، وأدس العيدية بين الزهور، خصوصاً أن المجتمع الإماراتي عاشق للمجاملات والهدايا، فهم لا يقدمون هداياهم وعيدياتهم من دون باقة أزهار منسقة بطريقة إبداعية تبهر من تهدى له، وقد ألهمني ذلك ابتكار طرق لتزيين الهدايا بالورد بحسب كل مناسبة، وهذا الأمر ساعد في انتشار فيديوهاتي خلال فترة الاستعداد للعيد، فتنسيق الزهور واحد من الهوايات الإبداعية التي تحفز المجاملات بين الناس، خاصة عندما تمارس في مجتمع يقدر قيمة الأزهار ومعانيها».
التحضير لأفكار تحفيزية
تفكر لينا قارة في إعداد فيديو تهديه لأقاربها على وجه التحديد، «مجموعات العائلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشهد انتعاشاً خلال فترة المناسبات والأعياد، لذلك إذا فكرت في إعداد فيديو للتهنئة بعيد الأضحى فسوف أتحدث فيه عن طلبات أود أن تتحقق في يوم العيد، ولكن بطريقة طريفة بحيث تثير حماس باقي أفراد العائلة على التجمع والاحتفال، فهذا أكثر ما يهمني وأفتقده في العيد، فسوف أتحدث في الفيديو عن فعاليات ومفاجآت سوف أنظمها للحضور، حتى أغريهم للتجمع في بيت العائلة».
استرجاع مواقف الطفولة مع خروف العيد
تتذكر دارين السراج مواقفها مع الأضحية، «عادة المحتوى الذي يتناسب مع العيد يجب أن يكون فكاهياً ومرحاً، و سوف أدعو متابعي لمشاركة ذكرياتهم في الطفولة مع خروف العيد، فأنا أتذكر أنني عندما كنت صغيرة أحضر أبي خروفاً ظل في البيت معنا يومين قبل العيد، وعندما حان وقت ذبحه غضبت وبكيت، فأخبرني أبي عن واجب تقديم أضحية في عيد الأضحى، وأرى أن دوري هو تعريف الأطفال بكيفية التعامل في هذا الموقف، والتعرف إلى قصة سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيل».
قصص قصيرة مصورة عن أجواء العيد
يسجل محمد رجب قصصاً قصيرة بصوته، ويعد فيديو للعيد يحكي قصة مبهجة تحفز متابعيه لاستقبال العيد بطريقة أبطال القصة، «أحب أن أحول المواقف التي أعيشها لقصص قصيرة وأسجلها وأشاركها بمناسبة عيد الأضحى، خصوصاً أنني أستخدم الحيوانات في القصص، وسوف أحكي قصة تشمل أجواء العيد، لا سيما وقت الذبح حتى لا يدس أحد أفكاراً سلبية في هذه العادات والتقاليد الإسلامية، لتكون قصة طريفة ومحببة لدى النشء».
الدعوة للخروج للطبيعة
أما راغب مرسل فقرر تذكير متابعيه بأوقات كان يقضيها في «الضيعة» احتفالاً بقدوم العيد المبارك، «في الحقيقة لا أحب ما وصلنا له من تبادل التهاني عبر الـ «سوشيال الميديا»، ولكن في حال قررت معايدة الأقارب والأصدقاء من خلال فيديو مصور، فسوف أسترجع صوراً وفيديوهات عن احتفالاتنا في الماضي، أثناء اجتماعنا في القرية في بيت العائلة الكبير، وسوف أدعو الأصدقاء والمتابعين لترك الهواتف وصناعة ذكريات حقيقية في الواقع».
طرق إعداد الحلوى في العيد
أما الأطفال، وهم أساس العيد، فلهم دورهم الإبداعي في صناعة محتوى يعكس طبيعة تبادلهم الإهداءات والمعايدات مع أصدقائهم، وتوظف مدية الطنيجي هوايتها في الطبخ، لتصوير فيديو عن إعداد الحلوى في العيد، «تعلمت هواية الطبخ في مركز الطفل بالذيد، وأحب أن أشارك أصدقائي أفكاراً لإعداد الأكل بأنفسهم، وفي العيد أصور فيديو لطريقة تزيين الحلوى، وإعداد مأكولات لذيذة وتقديمها للأطفال والمهنئين من الأقارب والأصدقاء».
أما الطفل خالد أحمد، من مركز الأطفال خورفكان، فيرى أن الرسم وسيلة رائعة للتعبير عن فرحة العيد التي سيشاركها عبر الـ «سوشيال ميديا»، «على شكل لوحات مبهجة تعبر عن سعادة الأطفال للعيد لدى استقبالهم، وسأقدمها في فيديو مع أغنية محببة للأطفال تعبر عن فرحتنا بالعيد».
تنسيق ملابس العيد
تشارك هدير إيهاب متابعيها طريقة تنسيق ملابس العيد بحيث تبدو متجددة ومبهجة، «أحب الأزياء وأرى أن أفضل معايدة مصورة هي مشاركة طريقة ارتداء الملابس وتنسيقها، حتى القديم منها، بحيث تبدو جديدة ومناسبة لأجواء العيد، وأحب أن أقدم هذه الفيديوهات بطريقة مرحة، وأن أعززها بمؤثرات موسيقية لأغاني العيد، حتى يشاركها الشباب».