حرص دولة الإمارات على بناء استراتيجيات وطنية قوية، دفع المؤسسة الاتحادية للشباب، بالتعاون مع مؤسسة «وطني الإمارات»، إلى إطلاق برنامج «البرلمانيون الشباب» لتعزيز دور الشباب خلال الخمسين عاماً المقبلة في العمل على تصميم استراتيجيات مبتكرة مرنة وطرحها في المجالس البرلمانية، الأمر الذي يسهم في نمو الدولة وتنافسيتها، لتحقيق رؤية الدولة بأن تكون الأكثر تميزاً والأفضل في جودة الحياة على مستوى العام.
من هم الشباب الذين يرغبون في الالتحاق بالعمل البرلماني؟ وكيف يتم إعدادهم وتوجيههم سياسياً؟
التأهيل البرلماني للشباب حاجة وطنية بالغة الأهمية
يوضح ضرار بالهول الفلاسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، أن «البرنامج يأتي في إطار دعم مؤسسة وطني الإمارات للشباب في مجال العمل البرلماني وتعزيز مهارات المشاركة السياسية لديهم، وتطوير قدراتهم للعمل في المؤسسة البرلمانية لأن التأهيل البرلماني للشباب هو حاجة وطنية بالغة الأهمية ليكونوا شركاء في صناعة المستقبل الذي لا ينهض إلا عبر تحفيز طاقة الشباب وتعزيز انتمائهم الوطني بتأصيل قيم المواطنة الصالحة التي تعزز فعلهم في الحاضر عبر تأصيل قيم الماضي فيهم، الأمر الذي يجعل رؤيتهم منسجمة مع حلم المستقبل. ويأتي التدريب لتنمية قدرات أطراف العمل البرلماني لمواكبة الأعباء المستجدة بسبب التوسع في الأنشطة وتطوير الأداء البرلماني بوجه عام وتمكين شباب دولة الإمارات بالمعلومات والمعارف والمهارات اللازمة في هذا المجال».
خلال إطلاق برنامج "البرلمانيون الشباب" في "إكسبو 2020" والتي تخللها جلسة حوارية بعنوان : تجربة الشباب في العمل البرلماني تحت محاور عدة@emiratesyouth pic.twitter.com/SmUJQypx3d
— Watani | وطني (@Watani) March 18, 2022
هدف برنامج «البرلمانيون الشباب»
وقد أكد سعيد النظري، المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب والرئيس التنفيذي للاستراتيجية لمركز الشباب العربي، أن هدف البرنامج تعزيز مهارات الشباب الراغبين بالتواجد في المجالس البرلمانية والمنصات الدبلوماسية مستقبلاً، وذلك من خلال دورات تدريبية مكثفة وجلسات استشارية واجتماعات توجيهية ومحاكاة عملية تزيد من معرفتهم في هذا المجال، وفي نهاية الدورة الأولى من البرنامج سيكون هناك 50 شاباً وشابة واعين بتجربة المجلس الوطني الاتحادي مدركين كافة مراحل العمل البرلماني ومطلعين على أهم المعطيات الواجب عليهم تناولها أثناء عملهم على الأرض وتمثيلهم للمجتمع الإماراتي محلياً ودولياً.
في مجلس شباب العين تمكنا من إيصال صوت شباب العين الذين يواجهون تحدياً في التوطين للحصول على وظائف كافية في مدينة العين
كونت فاطمة الحلامي خبرة واسعة من خلال توليها رئاسة مجلس شباب العين، وعضويتها في مجلس شباب التنمية المستدامة، وهي حاصلة على ماجستير في الدبلوماسية والشؤون الدولية، «لقد تسلحنا بالأدوات التي تمكننا من الوصول للمجلس الوطني الاتحادي، وتمثيل نسبة أكبر من فئات المجتمع المختلفة، وفي مجلس شباب العين تمكنا من إيصال صوت شباب العين الذين يواجهون تحدياً في التوطين للحصول على وظائف كافية في مدينة العين، وقد تم وضع خطة سريعة لتوظيفهم في إمارات الدولة المختلفة مع توفير الإمكانات المناسبة من حيث السكن والمواصلات».
نحن نوثق نجاحات الشباب ونعمل على إيصال صوتهم للقادة
وتبين نورة الزعابي، عضوة في مجلس شباب رأس الخيمة، «خضت تجربة مجالس الشباب وتمكنت من ملامسة أحلام وطموحات الشباب الإماراتي، فنحن نوثق نجاحات الشباب ونعمل على إيصال صوتهم للقادة، وهذه المسؤولية ذات قيمة كبيرة وتشعرنا بقدرتنا على التأثير، ولكن لا مانع من تعزيز خبرتنا من خلال برامج تدريبية وتأهيلية كي نعالج القضايا التي تهم المجتمع الإماراتي، وإيجاد سبل للفرص واغتنامها لتحقيق أقصى استفادة منها».
نصيحة للشباب الراغب في الانضمام للبرنامج
عضو المجلس الوطني محمد الكشف
يوجه عضو المجلس الوطني محمد الكشف، نصيحة للشباب الراغب في الانضمام للبرنامج لكسب ثقة أفراد المجتمع لدعمه في مرحلة لاحقه، «لابد أن يكون ممثل شعب دولة الإمارات متواجداً بين أفراد المجتمع، ويقوم بتقديم أعمال تطوعية أو تفاعلية تمهيداً لدخول المجال البرلماني، حتى يتمكن الناخب من التعرف إلى قدراته، سواء كانت طريقة التواصل في الواقع أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك أرى أن البرنامج سيعزز دور الشباب الإماراتي في عملية التنمية المجتمعية من أجل تعميق الوعي المعرفي والسياسي».
من خلال تجربتي أرى أن الناخب أصبح أكثر وعياً لاختيار المرشح المناسب، خصوصاً إذا كان المرشح متسلحاً بالأدوات المطلوبة لإقناع الناخبين
تقول أصغر عضو في المجلس الوطني حالياً، هند العليلي «بداية، يجب أن نوضح للشباب من هو المرشح ذو الخلفية السياسية أو المجتمعية، فحتى إن كان هناك دور جاذب للشباب المؤثرين والمشاهير الذين يرغبون في خوض العملية البرلمانية، لا مانع في أن يكونوا ضمن الانتخابات مع المرشحين ذوي الخلفية السياسية، ومن خلال تجربتي أرى أن الناخب أصبح أكثر وعياً لاختيار المرشح المناسب، خصوصاً إذا كان المرشح متسلحاً بالأدوات المطلوبة لإقناع الناخبين، وهذا ما يجب أن يحرص الشباب على تعلمه من خلال برنامج «البرلمانيون الشباب».
الشباب اليوم هم الممثل الأكثر رهاناً على الاستراتيجيات المستقبلية والأكثر تميزاً في تنفيذها، وهم الطاقة الخلاقة التي تهندس الآليات المبتكرة خلال الخمسين عاماً المقبلة
تقول شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، «انطلقنا للعمل على هذا البرنامج من مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ؛ «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة وفي بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا». فالشباب اليوم هم الممثل الأكثر رهاناً على الاستراتيجيات المستقبلية والأكثر تميزاً في تنفيذها، وهم الطاقة الخلاقة التي تهندس الآليات المبتكرة خلال الخمسين عاماً المقبلة خاصة في العمل البرلماني لما له من دور كبير في صياغة نجاحات المستقبل التي تعمل دولة الإمارات عليها من الآن لتكون في مقدمة دول العالم بريادتها ورؤاها المستقبلية في صناعة المستقبل».