زكريا صفاوي وبناته
لم يكن زكريا صفاوي، مختار بلدة أنصار اللبنانية الجنوبية، يصدق أن بناته الثلاث وأمهن، اختفين فجأة، وقتلن على يد خطيب ابنته الوسطى الذي عاد من إفريقيا إلى لبنان لينتقي عروسه من بين بنات قريته.
أعجب المجرم بالابنة الوسطى تالا، وصار يتردد منذ نحو سبعة أشهر إلى منزل عائلتها لتوطيد معرفتهما ببعض، وراح يغدق على عروسته المستقبلية بالكلام المعسول والورود والهدايا، ويرسم معها أحلام العمر التي ستتحقق بعد انتهائها من دراستها الجامعية خلال عام واقترانها به وسفرهما معاً.
الجريمة التي ارتكبها خطيب تالا وعريس المستقبل، المدعو حسين فياض، أصابت الناس بالذهول، فهم أمام أربع جرائم تمت عن سابق إصرار وتصور، بحق فتيات بريئات بعمر الزهور، كن يعشن بسلام في بلدتهن ويلتفتن لدراستهن، وفجأة اختفين بين ليلة وضحاها، وقتلن وتم دفنهن في مغارة مهجورة ونائية، وسكب فوق أجسادهن الندية الأسمنت كي لا تفوح رائحتهن، فيما استغرقت المحاولات الحثيثة لإيجادهن 25 يوماً من القلق المقيت الذي عاشه أهل الضحايا وكانت نهايته فاجعة كبرى مزقت روح الوالد المفجوع الذي قصدته «كل الأسرة» ليروي ويتحدث عن تفاصيل «جريمة العصر» وفق ما توافق الناس على تسميتها.
أوائل إبريل الجاري، قصدت «كل الأسرة» بلدة أنصار الجنوبية؛ حيث ما زالت تسودها حالة من الغليان جراء الجريمة البشعة التي تقشعر لها الأبدان، الناس مفجوعون وغير مصدقين، وقد ودعوا ضحايا بلدتهم إلى مثواهن الأخير عبر مشاهد وثقتها صور مؤلمة جداً وبخاصة للأب المفجوع في وداع بناته.
الأب زكريا صفاوي يتحدث لـ«كل الأسرة» عن يومياته قبل اكتشاف القاتل وفعلته:
الأب زكريا صفاوي
ووفقاً لتفاصيل القضية، فإن أربع جرائم في جريمة واحدة ارتكبت بحق باسمة عباس وبناتها منال وريما وتالا صفاوي، اللواتي قتلن من قبل حسين فياض وشريكه سوري الجنسية حسن غناش، الذي يعمل في بساتين تملكها عائلة فياض، المتهمين الأولين والمجرمين اللذين قتلا بدم بارد وارتكبا مجزرة كبرى وحاولا إخفاءها بصب خرسانة من الأسمنت على الجثث وإقفال المغارة.
وحتى الآن فإن القضاء، فضلاً عن والد الضحايا والأعمام والأخوال وأهالي البلدة عموماً والرأي العام، لم يحسم طبيعة الدوافع والأسباب لقتلهن.
يسأل الأب زكريا صفاوي وعيناه هائمتان «ما الدافع لهذه البشاعة؟ يكاد رأسي ينفجر، سمعت سيناريوهات كثيرة عن خطف وتجارة أعضاء، وثأر شخصي وخلافات عائلية، وأجهزة تنصت وعمالة مع إسرائيل وشبكة خروقات أمنية، لكنني أنتظر التحقيقات فقط لمعرفة الدوافع. أما العقاب «فالإعدام بحقهما قليل» لن نقبل إلا بإعدامهما في ساحة الضيعة».
عائلة فياض هددتني برفع شكوى رد اعتبار ضدي لاقتناعهم ببراءة ابنهم
يروي الأب ما جرى قائلاً «بناتي وطليقتي يعشن في منزل قريب من منزلي، نلتقي يومياً، ونتواصل عدة مرات في اليوم عبر «الواتس آب»، لكن بتاريخ 2/3/2022 تغيبت ابنتي الصغرى منال عن المدرسة، عرفت ذلك من ابنة خالتها وهي رفيقتها في ذات المدرسة، فسارعت للاتصال بها، فلم تُجب فاتصلت بأخواتها ريما وتالا ووالدتهن باسمة فوجدت هواتفهن مغلقة، ذهبت إلى منزلهن فلم أجدهن، قلقت كثيراً جداً، فهذا ليس من عادتهن، بدأت بالسؤال عنهن لدى الأقارب والجيران ليتكشف لدي أنهن ذهبن مساء بسيارة رباعية الدفع ذات زجاج داكن تشبه السيارة التي يملكها حسين فياض الذي تربطه علاقة عاطفية بابنتي تالا بنية الزواج بها، ذهبت إلى منزله للسؤال عنهن فلم أجده ليرسل إلي رداً مسائياً مع شقيقه بأنه «لم ير أمس اياً منهن».
ضحايا الجريمة
يكمل" بقيت ساهراً، لم تغمض جفوني وأنا أستجمع أحاديثنا قبل يوم من اختفائهن؛ حيث كنا جميعاً نتناول الغداء معاً في بيتي، وقلن لي إنهن تلقين دعوة حسين على العشاء في صور، هكذا من المفترض أنه آخر من رآهن. صباحاً تقدمت بشكوى أمام النيابة العامة في النبطية عن اختفاء أفراد عائلتي، ووجهت أصابع الاتهام صوبه، مستنداً إلى شهادة إحدى الجارات التي رأت سيارته تقل الأم مع البنات ليلة اختفائهن عند الساعة الثامنة مساء تقريباً».
يأخذ المختار نفساً عميقاً ويتابع «مع الأسف الشديد القوى الأمنية لم تتحرك، لم تستدعه ولم تداهم سيارته أو بيته على اعتبار أنهن خرجن معه بإرادتهن وأنهن راشدات (على الرغم من أن منال عمرها 15)، وعللوا بأنه لم يمر على غيابهن مدة 24 ساعة فلا يتم اعتبارهن في عداد المخطوفات.. خلال الأيام الأولى من البحث، والغليان النفسي الذي أعيشه، انتشرت الشائعات.. مثلاً إمكانية هروبهن من الضيعة لأن ابنتي تالا وبعد تعرفها إلى فياض مدة سبعة أشهر قالت إنها ستخبره رفضها الارتباط به، وأيضاً قيل إن والدتهن «طليقتي» هربت مع عشيقها بغية الزواج.. لم أصدق الشائعات، لكن مرت الأيام بدقائقها وساعاتها ثقيلة، موحشة، مؤلمة، وفي ذات الوقت كنت مكبلاً تماماً، ولا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل تجاه تقاعس المسؤولين، كما أن عائلة فياض هددتني برفع شكوى رد اعتبار ضدي لاقتناعهم ببراءة ابنهم بداية.
غرفة الجلوس في منزل الضحايا
وأخيراً.. مرت عشرة أيام وتم استدعاء فياض لسؤاله، تبعاً لتزامن «داتا» الاتصالات بين هاتفه وهواتفهن في منطقة صيدا وتبعاً لشكواي ضده، لكنه ببرودة أعصابه شتت الأجهزة الأمنية والنائبة العامة الاستئنافية في النبطية غادة أبو علوان، التي لم توقفه كمشتبه فيه؛ بل أخذت إفادته وأخلت سبيله لعدم توافر أدلة لاتهامه، وبعدها تم استدعائي لختم الملف فاستشاط غضبي، وانهارت أعصابي لتهاون التعامل الأمني مع قضيتي واعتبارها عائلية، فقررت الدخول عنوة إلى منزل بناتي مع أقرباء لنا ليتكشف لدينا زور وكذب كل الشائعات المرتبطة بهروبهن؛ حيث إن كل أوراقهن الثبوتية وأموالهن وممتلكاتهن الشخصية وجدت في البيت، وكان كل شيء يدل على أنهن خرجن بنيّة العودة.. محفظة النقود الخاصة بابنتي الصغرى على الطاولة في غرفة الجلوس، وكذلك شاحن الهاتف، حتى سلة الثياب المغسولة تؤكد خروجهن بنية رجوعهن.
زادت شكوكي بحدوث أمر كارثي، فانتقلت بشكواي إلى مخابرات الجيش اللبناني التي تحركت سريعاً لإلقاء القبض على فياض، واقتحام منزله، آخذة في الاعتبار دلائل «داتا» الاتصالات وشهادة الجيران، لكنه بدوره كان قد هرب خارج البلاد، وتحديداً إلى سوريا، مدعياً أمام عائلته أنه تلقى اتصالاً من خاطف للضحايا وأن الخاطف يريد 5 آلاف دولار نقداً ديّة لإرجاعهن، وأنه ذهب لحل القضية».
أوراق الضحايا الثبوتية مع المال في منزلهن
يبكي الوالد المفجوع ويتابع «قلت إن شاء الله خير.. بتنحل بالفدية، لكن المجرم فياض كان يحاول كسب الوقت وأنا تعلقت «بقشة».
في سوريا قال إنه تعرض لسرقة أوراقه الثبوتية وأمواله وهاتفين يملكهما، لكن مع تقصي شعبة المعلومات تبين أنه هرب وكذب بشأن الخاطف.
بدأت الشكوك به تنسل إلى أهله وبخاصة شقيقه الذي تعاون مع الجهات الرسمية لاستدراجه إلى لبنان؛ حيث تم القبض عليه، ومباشرة صرح بأنه ليس القاتل؛ بل شريكه السوري الغناش، عندها تم استدراج شريكه للتحقيق معهما بسرية.
هما الآن في عهدة القضاء لمواصلة التحقيقات وكشف الأدلة والدوافع، وأنا بانتظار إعدامهما».
أسأل نفسي عما عشنه قبل القتل، أي خوف..أي ظلم.. أي قهر؟!
ويواصل والد الضحايا سرد ما يعانيه «.. أنا لن أتكلم كوالد مفجوع فقط، لن أبكي، وألطم وجهي فقط على أربع عرائس بعمر الزهور، سرقت منهن أعمارهن؛ بل يؤرقني ويضيق علي السؤال: ما الذي عشنه قبل القتل، أي خوف، أي ظلم، أي قهر.. قيل لي أمس إن ابنتى الصغرى منال التي كانت قد أعدت القهوة للجميع قبل خروجهم من المنزل قد تلقت رصاصة في رأسها وأخرى في قدمها، أي إجرام بحقها، طفلتي الصغيرة، ابنتي، رفيقتي، محبوبة الجميع.. وكذلك قيل لي إن ريما وتالا كن يصرخن ويتوسلن الرحمة، وكذلك أمهم باسمة، وإن كانت طليقتي فما زالت رفيقتي ونعمل معاً في استوديو التصوير الخاص بنا.. وقيل لي أيضاً، إنه خلال اختفائهن مدة 25 يوماً تحللت جثثهن وفاحت رائحة الموت من المغارة. كل ذلك وأنا لن أحكي كوالد فقط وإنما كإنسان يقف أمام جريمة مهولة تم التخطيط لها وتنفيذها بدم بارد، أنا أطالب بإعدامهما في ساحة الضيعة وهذا مطلب كل أهالي بلدة أنصار وأهله وأعمامه الذين أصدروا بياناً بالتبرؤ منه وإعدامه. كما أصر على معرفة الأسباب والدوافع، فإن كان على خلاف مع تالا فلماذا أصر على اصطحابهن جميعاً وقتلهن جميعاً، أو لو كان ثأراً عاطفياً كما يدعي فقد كان أجرم بواحدة فقط.. كيف تمكن من ارتكاب مجزرة بهذه الفظاعة، هذا لم يحدث في تاريخ لبنان ولا الجنوب ولا أنصار، وكي لا يتكرر يجب إنزال أشد العقوبات بالمجرمين، لن نسكت على الظلم».
ريما وتالا في الصغر
قتل «الشريكان» الضحايا بسلاح حربي وقاما بدفنهن في مغارة مهجورة ونائية
بناء على مصادر التحقيق، الذي لم ينته رسمياً بعد، فقد تكشف أن حسين فياض اعترف بارتكاب الجريمة وأنه وشريكه حسن غناش قد تواطآ في جريمة خطف طليقة زكريا صفاوي، ابتسام عباس وبناتها الثلاث منال (15سنة) وتالا (20 سنة) وريما صفاوي (22 سنة).
وفي التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات في لبنان، فقد أقرّ حسين فياض بتفاصيل فعلته؛ إذ بدأ بالتخطيط لها قبل يوم من تنفيذها، وأدلى أنه توجه مع شريكه غناش، إلى المغارة قبل يوم من تنفيذ الجريمة، وحفر الشريكان قبوراً لأربعة أشخاص، استخدما فيها أدوات في ورشة قريبة، وجهزا سلاحين يملكهما فياض في منزله، وفي اليوم التالي دعا الأم وبناتها الثلاث إلى العشاء في مطعم في مدينة صور إلا أنه اصطحبهن من المنزل وتوجه بهن إلى المغارة؛ حيث كان حسن غناش ينتظره.
المتهم اللبناني حسين فياض
ووفق إفادته أمام فرع المعلومات أصرّ فياض على أنه لم ينفذ القتل بيديه؛ بل اصطحب الضحايا من المنزل، وعرج بهن إلى المغارة التي يملكها والده وعمه بحجة تسديده أموالاً يدين بها إلى غناش، وعند وصولهم إلى المغارة طلب من الضحايا الأربع استطلاع المغارة للتعرف إليها، وعند نزولهن من سيارته رباعية الدفع، دفع باثنتين من الضحايا إلى داخل المغارة، وساعده شريكه برمي ضحيتين من على درجها الداخلي.. صارت الضحايا على الدرج فصرخن وحوصرن داخل المغارة وأطلق غناش النار عليهن جميعاً بالبندقية التي جهزّاها سابقاً لارتكاب الجريمة وهي «بومب اكشن» مزودة بسبع طلقات، فيما بقي هو في الخارج في بستان قريب من المغارة.
صبّ المجرمان الأسمنت على الجثث وحاولا إقفال المغارة لإخفاء الجريمة
فياض أصر على أنه لم يطلق الرصاص؛ بل اختبأ في غرفة تابعة للبستان الذي يملكه عمه لأكثر من ساعتين، بينما كان شريكه يطمس آثار الجريمة داخل المغارة؛ حيث طمر ضحاياه بالأسمنت كي لا تفوح رائحتهن، ثم بدل غناش ملابسه وتوجه الاثنان إلى منطقة صيدا؛ حيث حطما هواتفهن ورمياها في البحر مع ملابس القاتل المتسخة بالدماء، وعادا إلى البلدة وكأن شيئاً لم يكن...
ختمت شعبة المعلومات التحقيق مع المشتبه فيهما حسين جميل فياض (لبناني الجنسية) وشريكه السوري حسن غناش، بارتكاب جريمة أنصار، وأحيل الملف إلى النيابة العامة الاستئنافية في النبطية قبل أيام قليلة، ويفترض أن يكون النائب العام بادر فور تسلّمه الملف إلى إحالته إلى قضاة التحقيق للتوسّع في التحقيق ابتداء من يوم الاثنين الموافق 5 إبريل الجاري.. وبحسب مصادر قضائية متابعة، فإن التحقيقات لا بد من أن تشمل حالات الإهمال التي سُجّلت لدى «الضابطة العدلية بداية»، كذلك، فإن المشتبه فيهما سيبقيان في عداد الموقوفين في انتظار الظنّ بهما، مع العلم بأن لا مهلة زمنية ملزمة للقاضي في مجال التوقيفات في قضايا الجرائم والقتل.
عرائس الجنوب... أنصار حزينة#الإعدام_لمرتكب_جريمة_أنصار#جريمه_انصار pic.twitter.com/15A8WKNkCv
— Ahmad najjar🇱🇧 (@Ahmadnajjar91) March 27, 2022
فيديو نشره الإعلامي أحمد نجار على حسابه الشخصي في " تويتر"
شهادات أهل البلدة
رئيس البلدية صلاح عاصي
نطالب بأن ينال فياض وشريكه العقاب الذي يستحقانه، وإن كانت القوى الأمنية استهترت في التعامل مع اختفائهن مدة 25 يوماً إلا أننا اليوم أمام جريمة كبرى تفرض العقاب الشديد
رئيس بلدية أنصار صلاح عاصي وصف الجريمة بأنها عمل شيطاني، وقال لـ«كل الأسرة» إنها «وقعت على أهل البلدة وقوع الصاعقة، مشيراً إلى أن الجاني هو شيطان في شخصية بني آدم، استحوذ عليه الشر فأنساه ذكر الله، قتل المجرم عائلة صفاوي، ودمر عائلته في ذات الوقت، أهله يشهد لهم بحسن الخلق، ولذا وافقت الصبية «الشهيدة» تالا على التعرف إليه، الوالد والأعمام مصدومون، تنكروا له ورفضوا فعلته، وأصدروا بياناً يطالبون فيه بإعدامه، والوالدة انهارت، مرضت، ونقلوها إلى المستشفى. نحن كبلدية نطالب بأن ينال فياض وشريكه العقاب الذي يستحقانه، وإن كانت القوى الأمنية استهترت في التعامل مع اختفائهن مدة 25 يوماً إلا أننا اليوم أمام جريمة كبرى تفرض العقاب الشديد كي لا يحدث فلتان أمني ويأخذ كل واحد ثأره بيده».
منى صفاوي، عمة الضحايا
لقد سلبنا القاتل فرحتنا مضافاً إليها إحساسنا بالأمان، كل أهل البلدة اليوم يتوجسون خيفة من مجرم ما يعيش بيننا
منى صفاوي عمة الضحايا قالت إنها «منذ اختفائهن وإطلاق الشائعات بأنهن هربن، وهذا ما يحدث عادة في المجتمعات الذكورية، كنت متأكدة بأنهن لم يهربن، أحسست بأن هناك قطبة مخفية ليس في اختفائهن وقتلهن فحسب؛ بل في الاستهتار في ترك الوحش متجولاً في البلدة بعد تقديمنا بلاغاً ضده».
وتضيف عمة الضحايا «في الحروب يحدث قصف وانفجارات وحوادث أمنية، لكن لا يحدث خطف وقتل مقصود بهذه الطريقة، ليس مقبولاً أن نعيش في هذه المزرعة، لقد سلبنا القاتل فرحتنا مضافاً إليها إحساسنا بالأمان، كل أهل البلدة اليوم يتوجسون خيفة من مجرم ما يعيش بيننا، يجب أن ينال أشد العقاب ليكون عبرة لغيرة».
يحدث أحيانا أن تقتل النساء وتمارس بحقهن جرائم العنف المؤدي إلى القتل لكن اليوم نحن أمام التخطيط للقتل، ونعيش الحزن والظلم والقهر والخوف
من جانبها تقول صديقة الفتيات سارة جرادي «لست مصدقة، كل هذه الوحشية في مقابل طيبة القلب والطهر والعفة، قال «المجرم» إنه يريد التعرف إلى تالا ليزفها عروساً له فزفها وأخوتها وأمها إلى القبر، وحشية الإجرام تكمن في التخطيط للقتل، يحدث أحيانا أن تقتل النساء وتمارس بحقهن جرائم العنف المؤدي إلى القتل لكن اليوم نحن أمام التخطيط للقتل، ونعيش الحزن والظلم والقهر والخوف.
أبشع ما في الجريمة أن مرتكبها فياض كان يمثّل دور المحب، كان يحضر الورود لتالا ويقول إنه يحب أن يدللها
أم محمد، صديقة الأم
أما صديقة الوالدة الضحية، باسمة، فقالت إنها «مصدومة لفراق رفيقتها الحنونة والرقيقة والاجتماعية والعاملة والأم التي كانت تعيش حلو الأيام مع بناتها وترسم لهم مستقبلاً مشعاً.. أبشع ما في الجريمة أن مرتكبها فياض كان يمثّل دور المحب، كان يحضر الورود لتالا ويقول إنه يحب أن يدللها لأنه يكبرها بـ 16 سنة، ويريد أن يكسب قلبها وثقتها، وكان يعامل الجميع بمودة لكسب محبتهم قبل أن تكشف حقيقته».
في المقابل فقد نقل عن التحقيقات ان السوري حسن غناش اعترف أنّ اللبناني حسين فياض هو من بادر إلى إطلاق النار من سلاح حربي على ضحاياه، بينما قام هو بالتأكد من وفاتهن، وقد تبيّن له أنّ إحداهنّ كانت لا تزال على قيد الحياة، فبادر إلى استعمال بندقية الصيد التي كان يحملها خلال تنفيذ المهمّة، وسارع إلى إطلاق النار عليهنّ لضمان الوفاة. وبذلك بات الشريكان متورّطين في القتل من خلال إطلاق النار على الضحايا، وليس في المشاركة والتخطيط والاستدراج والتنفيذ وحسب. ويسعى فرع المعلومات من خلال استكمال التحقيقات لمطابقة الاعترافات بالوقائع..