17 فبراير 2022

إنعام كجه جي تكتب: ما الذي أعجبها فيه؟

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: ما الذي أعجبها فيه؟
كيم كارداشيان وبيت دافيدسون

سؤال لابد وأننا طرحناه أو مرّ علينا في العديد من مواقف حياتنا.

نرى شابة وخطيبها أو نتعرف إلى زوجة ترافق زوجها فنتساءل عما أعجبها فيه.

ولابد أن السبب في طرح السؤال هو اتساع الهوّة بين الاثنين، سواء في الشكل أو العمر أو الشخصية أو المؤهلات.

ننسى أن الحياة المشتركة تقوم على التكامل لا على التطابق. وفي حالات أخرى يكون السؤال معكوساً: ما الذي أعجبه فيها؟

التكافؤ مطلوب. لكنه لا يتحقق دائماً. وقد قرأت روايات كثيرة وشاهدت أفلاماً أجنبية تقول فيها البطلة «أحببته لأنه يُضحكني».

هل تكفي القدرة على الإضحاك حجة لربط مصيرها بمصيره؟

كانت عمتي غزالة توصينا «اتبع من يبكيك ولا تتبع من يضحكك». لا شك أنها كانت تقصد أن من يُصدقك القول ويواجهك بأخطائك هو أكثر فائدة لك ممن يتملقك. لكنني لم ألتزم بنصيحتها، رحمها الله، لأنني ميّالة للوجوه البشوشة وأهرب من السحنات الشاكية الباكية. كيف نتغلب على دنيانا بدون ضحك؟ إن التجهم لا يحل المشكلات.

أمامي تقرير في مجلة أجنبية عن ممثل كوميدي يدعى بيت دافيدسون. والحقيقة أنني لم أتشرف بمعرفته، لا صغراً به وإنما عن جهل مني. لكنني أعرف صديقته الحالية كيم كارداشيان.

هناك من التضاريس البشرية ما يجعل من شهرة صاحبتها تطبق الآفاق. وأنتم تعرفون بالتأكيد ما أقصد، وقصدي شريف والله، وكلي عشم بمحرر المجلة الذي لن يحذف هذه العبارات.

يتساءل كاتب التقرير «ما الذي أعجب كيم في دافيدسون؟». وأفهم من التقرير أن هذا الممثل هو حالياً «محطم قلوب الفتيات» في هوليوود. فقبل كارداشيان، كان قد خطف قلب كايا جيربر، وفيبي دينيفر، وأريانا جراند.

وكلها أسماء لا تعني لي الكثير لأنني، كما يبدو، متخلفة في متابعة أخبارهن، لكنني لا أشك لحظة في أنهن بنات «أوادم» ونجمات حسناوات. فما الذي أعجبهن فيه؟

تقول والدة كيم كارداشيان أنهما لا يفترقان منذ أن تعارفا في مدينة للملاهي تقع جنوب كاليفورنيا. وهو لطيف والعائلة كلها معجبة به وتتمنى قضاء عطلة العيد معه.

في قصص الحب هناك دائماً «عذول». والعذول هذه المرة ليس غريباً بل هو المغني كاني، الزوج السابق لكيم كارداشيان والذي يسعى لاستعادتها. وهو أيضاً كان يعول على قضاء العطلة معها لكن قلبها طار إلى غصن آخر. هل تؤمنون بحكاية القلوب الطيّارة التي لا تستقر في مكان؟

وعودة إلى ما يعجبها فيه، فإن بيت دافيدسون بدأ الوقوف على المسارح منذ سن السادسة عشرة. كان يقدم وصلات فكاهية لاقت تعاطف الجمهور إلى أن أصبح وجهاً تلفزيونياً معروفاً ومحبوباً. كانت صراحته هي ميزته. إنه الشخص الذي يستطيع أن يبتسم ويسخر حتى وهو يروي أحداثاً مؤلمة، مثل مصرع أبيه الإطفائي في تفجير برجي التجارة في نيويورك.

مرة أخرى نسمع تلك العبارة الشهيرة: إن دافيدسون طريف ولماح وقد تعلقت به كيم لأنه يغرقها بالمديح ويطري جمالها ويعرف كيف يضحكها ويجعلها سعيدة.

يبدو أن وظيفة العاشق الذي لا يشقّ له غبار، في الزمن الحديث، هو أن يكون ضحّاكاً؟

علينا الاعتراف أن ليلى المعاصرة تفضل حبيباً ذا وجه بشوش على قيس بن الملوح، الشاعر الحزين الهائم في الصحاري والفلوات، يبكي ويملأ الدنيا ندباً وأشعاراً نائحة.

 

مقالات ذات صلة