مريم بن الشيخ على غلاف مجلة كل الأسرة
تتطلع من خلال عملها إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال واستدامة المشاريع النسوية في الشارقة، تسعى بكل طاقتها إلى إزالة أي تحديات تواجهها المرأة الراغبة بإقامة مشروع خاص بها، وبما يضمن تعزيز مكانتها كثروة اقتصادية تقوم بدور حيوي في دفع عجلة التنمية.
هي مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة بالإنابة، والتي تطمح إلى إنشاء جمعية خيرية لدعم أفراد المجتمع.
التقتها مروة محمد حسين لتحدثنا عن طبيعة عملها وما يقدمه المجلس من دور يدفع بنجاحات رائدات الأعمال في المجتمع:
تصوير: السيد رمضان
يسعى مجلس سيدات أعمال الشارقة منذ تأسيسه في عام 2002، تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إلى بناء بيئة محفزة لسيدات ورائدات الأعمال، تقول مريم بن الشيخ: استطاع المجلس على مدى عقدين دعم سيدات الأعمال في مراحل مختلفة من مشاريعهن، من خلال نهج شامل ومستدام يتضمن توفير الخبرة والإرشادات، التي تغطي جميع جوانب المشاريع التجارية وتقديم المساعدة اللازمة للسيدات الراغبات بإطلاق أعمالهن في الإمارات، فضلاً عن دعمهن من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة وخارجها، إلى جانب توفير الفرصة لهن للترويج لمشاريعهن في مختلف المنصات الاقتصادية والمهنية على المستويين المحلي والعالمي.
وتشرح "يعمل المجلس الذي يضم حالياً أكثر من 2000 عضوة من مختلف القطاعات من الدولة وجميع أنحاء العالم، على تحقيق جملة من الأهداف منها، دعم سيدات الأعمال وتطوير مهاراتهن ليكنّ أكثر قدرة على المنافسة، وتمكينهن من تحسين أدائهن والحفاظ على توسيع نطاق أعمالهن التجارية، إلى جانب دعم الشركات الناشئة. وهناك مجموعة من الأهداف الاستراتيجية للمجلس يعمل عليها خلال العام الجاري أهمها، تعزيز مكانته محلياً وعالمياً من خلال المشاركة في المعارض مثل «إكسبو 2020 دبي» ومعرض تورينو للأزياء، وتوفير بيئة مستدامة وممكنة لرائدات الأعمال، وتشجيع التنافس بين سيدات ورائدات الأعمال، وتحقيق التميز المؤسسي من خلال إطلاق مبادرات مثل برنامج الولاء والعضوية وتحديث تطبيق المجلس بخدمات جديدة ومن أبرزها «منصة الإرشاد».
تصوير: السيد رمضان
وعن إطلاق هوية بصرية جديدة، توضح "يعكس شعار المجلس الجديد والألوان الخمسة المستخدمة في الهوية البصرية، توجهاً ونقطة انطلاق لبدء مرحلة جديدة من النمو والتقدم، وحرصنا خلال تصميمه على التأكيد بأن المجلس يستهدف السيدات من مختلف الفئات العمرية والجنسيات في العالم، وملتزم بتمكين رائدات الأعمال الناشئات وصاحبات المشاريع القائمة في الدولة وخارجها، وإرشادهنّ خلال رحلتهن الريادية ومساعدتهنّ على تحقيق طموحاتهنّ المهنية والنجاح على المستوى العالمي، إلى جانب تعزيز دورهنّ في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعاتهنّ وبلدانهن.
كل لون من الألوان الخمسة المستخدمة في الهوية البصرية الجديدة يمثل ركيزة أساسية من ركائز استراتيجية المجلس الجديدة
وتضيف "جاء تصميم الشعار واختيار الألوان ليحمل دلالات معينة، يمثل كل لون من الألوان الخمسة المستخدمة في الهوية البصرية الجديدة ركيزة أساسية من ركائز استراتيجية المجلس الجديدة، وهي، الثقة ودلالتها تتجلى في اتخاذ الخطوة الأولى نحو النجاح، والاستدامة وتدل على تلبية احتياجات الحاضر مع مراعاة الأجيال القادمة، والازدهار ويعني تحويل التحديات إلى فرص ونقطة انطلاق، والإرث ويعني جوهر الهوية العربية، والتطور ويرمز إلى الدخول في جميع القطاعات التقليدية وغير التقليدية.
خلال منتدى المرأة في التكنولوجيا، عام 2020
يأتي على رأس مساعي المجلس دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي ترسخ مقومات الاقتصاد وتدعمه، تؤكد لنا مريم بن الشيخ "تشكل القطاعات الناشئة مدخلاً لرائدات الأعمال لیبدأن مشاریعھن في مجالات جديدة وواعدة مثل الزراعة التي تمثل واجباً اجتماعياً یھدف إلى تحقيق الأمن الغذائي على مدى المستقبل البعيد، ومن ضمن الأهداف الاستراتيجية للمجلس لهذا العام، تنظيم مبادرات لتوجيه السيدات نحو قطاعات الأعمال المختلفة من خلال عقد جلسات حوارية ونقاشية وورش عمل، وتنظيم حملات تثقيفية إلكترونية في مجالات مختلفة.
يقدم المجلس الدعم لرائدات الأعمال في مسيرتهنّ المهنية من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات الحكومة والهيئات الخاصة في الإمارات والشركات الدولية
وتردف "تأسس المجلس على مبدأ دعم المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، وتحفيزها على القيادة والتغيير وصناعة المستقبل، ويتضمن هذا تقديم الدعم لرائدات الأعمال في مسيرتهنّ المهنية من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات الحكومة والهيئات الخاصة في الإمارات والشركات الدولية، وتقديم مجموعة من البرامج والمبادرات كالمؤتمرات والندوات وورش العمل والأبحاث التي تدعم رائدات الأعمال الحاليين والراغبات بدخول سوق العمل، إلى جانب تقديم عدة خدمات منها التدريب، والاستشارات، ودعم إنشاء الأعمال التجارية الخاصة بعضوات المجلس التي من شأنها تسهيل الوصول إلى ريادة الأعمال وبناء فرص للتوسع وكذلك الحفاظ على الشركات القائمة".
خلال اجتماع مع وفد من الأمم المتحدة
أما عن أهم الإنجازات التي حققها المجلس في العامين الأخيرين، فتقول: في العام الماضي تم إطلاق حملة «سيدات من الشارقة»، بجانب 4 مبادرات إلكترونية لتقديم النصح والإرشاد لعضوات المجلس هي «نصائح المجلس»، «المجلس يقرأ»، «مصطلحات المجلس»، و«زيارات المجلس الإلكترونية»، وتم عقد 14 اجتماعاً مع عضوات المجلس ضمن مبادرة «زيارات المجلس الإلكترونية» لمساعدتهنّ على التعامل مع الصعوبات بسبب جائحة «كورونا»، وعقد 4 جلسات حوارية بهدف الاستفادة من تجارب المختصين في قطاعات الأعمال، وتنظيم 5 ورش عمل بهدف تعزيز خبرات العضوات بأسس التجارة الإلكترونية، واعتماد استراتيجيات التحول الرقمي لجميع خدمات المجلس، إلى جانب المشاركة في منتدى «المرأة في قطاع التكنولوجيا».
كما حقق المجلس مجموعة من الإنجازات في العام الجاري أهمها، إطلاق الهوية المرئية الجديدة للمجلس، إطلاق سلسة ورش «إعادة إنعاش المشاريع في مواجهة جائحة «كورونا»، وعقد 3 جلسات حوارية بهدف الاستفادة من تجارب المختصين في قطاعات الأعمال، إلى جانب استقبال وفد من سيدات أعمال صربيا، والمشاركة في منتدى «المرأة في قطاع التكنولوجيا».
وعن التحديات التي تواجهها النساء الراغبات بإقامة مشروعات تجارية أو صناعية، توضح "تتمثل التحديات في صعوبة الموازنة بين مقتضيات العمل وواجبات الحياة العائلية، إلى جانب محدودية التمويل أو عدم القدرة للوصول إلى التمويل، ونقص المعرفة والمهارة التي يتطلبها المشروع، وتعمل الحكومة على تذليل هذه التحديات سواء من خلال التشريعات أو السياسات التي تعتمدها لتهيئة المناخ المناسب لدعم وتمكين المرأة، من خلال تكريسها لمبدأ تكافؤ الفرص وإطلاق المبادرات التي ترتقي بدورها، ونحن في المجلس نتخذ تمكين المرأة كأسلوب حياة من خلال برامجنا ومبادراتنا انطلاقاً من إيماننا بأهمية تطوير مهارات جميع أفراد المجتمع وخاصة النساء.
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد 1459) بتاريخ 28 سبتمبر 2021