19 سبتمبر 2021

د. باسمة يونس تكتب: طبيب صالح

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية. أصدرت (10) مجموعة قصصية، (4) روايات،(12) نص مسرحي وعدة أعمال درامية وإذاعية .حاصلة على أكثر من( 22 ) جائزة في مجالات الرواية والقصة والمسرحية.

د. باسمة يونس تكتب: طبيب صالح

يقدم مسلسل «الطبيب الصالح» حكاية الدكتور «شون مورفي» المولود مصاباً بالتوحد، ورغم رفض الجراحين تعيينه زميلاً لهم، فرض نفسه جراحاً ناجحاً قادراً على حل المشكلات الطبية العميقة واستكشاف طرق علاجية غير مسبوقة.

ومع أن القصة متخيلة لكنها تحمل رسالة مهمة تجابه عدم الوعي بتشخيص التوحد والاعتقاد بأنه إصابة عقلية أو اضطراب في النطق ميؤوس منه ما يمنع من استكشاف قدرات المتوحدين الهائلة وإهمال عبقرية البعض.

وعندما تم تشخيص حالة جيك في سن الثانية، قيل لأمه كريستين بارنيت إنه قد لا يتمكن أبدًا من ربط حذائه لكنها تجاهلت الأطباء فهي تدرك أن ولدها قادر على القيام بأكثر مما قيل لها.

ومع مرور السنوات توصلت بارنيت إلى نتائج مذهلة ليس فقط من خلال قدرتها على التواصل مع طفلها المتوحد، بل وإثبات أن عقلها وقلبها كانا أكثر عبقرية من تحليلات المعالجين ودروسهم النظرية المطبقة على جميع المصابين بدون تفرقة. وقصة رحلة كريستين مع جيك أكثر من رائعة لأن عقله الاستثنائي كان على وشك الضياع بسبب مرض التوحد فلم يكن إعلان الأطباء إصابة «جيك» بمرض التوحد وبأنه لن يتكلم عندما كان في الثانية من عمره صدمة قادرة على تجريد الأم قواها، لكن بارنيت حولتها إلى دفعة قوية للتحدي وللقيام بما لم يتوقعه أحد. وبعد تجربة عدة برامج تربية خاصة، وطرق علاجية مختلفة لمعالجة حدود قدراته أرسلته إلى المدارس لكن المدرسين قالوا لها بأنه لا يوجد أمل من طفلها المريض ولا سبيل لتعليمه، فتمردت عليهم وصممت على الاعتماد على نفسها ونبذ آراء السلبيين المحطمين للأمل.

وبدأت «بارنيت» خطتها بعدم التركيز على حدود قدرات جيك، والاهتمام بهواياته وتشجيعها. وعندما بلغ من العمر 15 عامًا، كان قد خطا خطوات واسعة تجهزه للحصول على جائزة نوبل في مجال الفيزياء النظرية مستقبلاً. وحصل جيك على معدل ذكاء أعلى من معدل ذكاء أينشتاين مع ذاكرة فوتوغرافية، وتعلم حساب التفاضل والتكامل في غضون أسبوعين. كان جاكوب قد بدأ في التاسعة من عمره العمل على نظرية أصلية في الفيزياء الفلكية اعتقد الخبراء أنها قد تضعه في يوم من الأيام في صف المتقدمين للحصول على جائزة نوبل، وفي سن الثانية عشرة أصبح باحثًا مدفوع الأجر في فيزياء الكم.

وتقول بارنيت في كتابها «الشرارة: قصة الأم في التنشئة والعبقرية والتوحد» كان جيك يحب السلوكيات المتكررة، كان يلعب بالكوب وينظر إلى الضوء، ويقوم بعكس الضوء على الحائط لساعات متواصلة. وبدلاً من منعه أو إبعاده عما يقوم به كنت أعطيه 50 كوبًا مملوءاً بالمياه على مستويات مختلفة لأجعله يستكشف. وكنت أحيطه بكل ما يحبه وكلما مارست هذا الأمر كلما ازداد نجاح الموضوع. وفي إحدى الليالي تحدث جيك، لقد انساب صوته كالموسيقى في قلبي لأن الجميع قالوا إن هذا أمر مستحيل الحدوث.

وفي دولة عربية، قتلت أم طفلها المصاب بالتوحد بسبب قيامه بتصرفات أثارت غضبها. وكشفت الشرطة جريمة قتل الطفل البالغ من العمر أحد عشر عاماً من قبل والدته التي قامت بخنقه واعترفت بأنها ارتكبت هذه الجريمة نتيجة حالة الغضب والهستيريا التي انتابتها بسبب تعمد ولدها القيام بتصرفات أثارت غضبها!

 

مقالات ذات صلة