ناقد ومؤرخ سينمائي
ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف
هذه الشركات هي وورنر وباراماونت وديزني. والحاصل هو أن العقود المبرمة مع رهط كبير من الممثلين (بينهم على سبيل المثال دنزل واشنطن وروبرت داوني جونيور ورايان رينولدز وغال غادوت وسكارلت جوهانسن)، كانوا وقّعوا عقودهم على أساس أن الأفلام التي مثّلوها (وكان ذلك في الفترة السابقة للتصوير بطبيعة الحال) سوف تعرض في صالات السينما فقط. لكنهم فوجئوا بعد ذلك بقيام تلك الشركات بإجراء صفقات تجارية مع شركات إنترنت متخصصة بالعروض المنزلية.
وحسب تلك الصفقات فإن الأفلام المنتجة من قِبل تلك الشركات عليها أن تعرض على النت في الوقت ذاته الذي يتم عرضها في صالات السينما.
هذا الوضع يخلق فجوة كبيرة، حسب عدد كبير من الممثلين والمخرجين، بين أن يكون العقد المبرم معهم قائماً على مبدأ العروض السينمائية وبين أن يكون مبرماً لعقود سينمائية وتلفزيونية معاً. على هذا الأساس يطالب هؤلاء بحصّتهم من الصفقات المبرمة مع شركات العروض المنزلية.
أول من استجاب بالفعل لهذه الطلبات هي شركة وورنر التي كانت تعاقدت مع شركة HBO PLUS على عروض مزدوجة. رأت الشركة أنها لا تريد إقحام نفسها في إشكالات ومشاكل مع نجوم كبار، فسارعت إلى صرف تعويضات بلغت 250 مليون دولار.
لكن شركة ديزني تمانع الاعتراف بحق الممثلين في نيل مكافآت إضافية ما دفع الممثلة سكارلت جوهانسن لرفع دعوى قضائية ضد ديزني تطالبها فيها بخمسين مليون دولار كتعويض عن عرض فيلمها الأخير Black Widow على أثير ديزني بدءاً من يوم افتتاحه في الصالات.
في ردّها على الدعوى قالت ديزني إن العقد لا يذكر مطلقاً أن عرض الفيلم سيكون في الصالات وحدها، وإنها حرّة، كمنتج، في اختيار الطريقة التي ستعرض فيها الفيلم فهذا من اختصاصاتها المبدئية. وأوحت ديزني أن مطامع جوهانسن هي قبض أجر إضافي لا ترى الشركة أن الممثلة تستحقه قانونياً.
من ناحيتها، يتفهم البعض أن جوهانسن أصيبت بخيبة أمل لأن الفيلم الذي تمنّت بطولته، واندفعت للتعاقد معه بكل طموح لم ينجز الإيراد الذي كان من المفترض إنجازه. فالفيلم الذي كلف أكثر من 200 مليون دولار لم يسجل عالمياً أكثر من 320 مليون دولار، وهو الذي يحتاج إلى 500 مليون دولار قبل أن يدر أرباحاً.
نظرة جوهانسن للموضوع هي أن سبب عدم تحقيق الفيلم كامل النجاح المرصود له يعود إلى قيام ديزني ببث الفيلم للمشتركين وقبض الثمن مباشرة منهم. بذلك لا يكون الفيلم قد سقط من وجهة نظر ديزني، لكنه سقط من وجهة نظر صالات السينما ومن وجهة نظر جوهانسن بالطبع.
في فيلمها الأخير Black Widow
إذا ما ربحت سكارلت جوهانسن هذه الدعوى فإن المزيد من الممثلين سيهبون مطالبين بحقوقهم، إن لم تكن عن أفلام سابقة فعلى الأقل، وبالتأكيد، على أفلام مقبلة، ما يجعل ديزني مكبّلة اليدين بعقود وتكاليف أخرى.
أما إذا لم تربحها فسيجشع ذلك ديزني على المضي في منوالها، معتبرة أنها حرّة في التصرّف بالفيلم طالما أنها التزمت بالعروض السينمائية كما نصت عقودها. لكن المؤكد أن قرار سكارلت جوهانسن رفع الدعوى على أكبر شركة إنتاج في العالم (وأكثرها ربحاً) كان مفاجأة هزّت هوليوود بأسرها.
اقرأ أيضًا: ماريا بيللو: لابد لهوليوود من قرارات تنصف المرأة
