06 يونيو 2021

كل الأسرة تلتقي فريق عمل الفيلم الإماراتي الأول من نوعه «218»

محررة في مجلة كل الأسرة

كل الأسرة تلتقي فريق عمل الفيلم الإماراتي الأول من نوعه «218»

راهن شباب كثر على نجاح التجربة الفنية الإماراتية، كأول عمل من صنع الجمهور على مستوى الوطن العربي وكان باكورة إنتاجها فيلم 218 (خلف جدار الصمت)، الذي يؤكد إمكانية صناعة سينمائية فريدة ومتجددة تكون مرآة للمجتمع الإماراتي والعربي، وتخلق جيلاً جديداً من المهنيين السينمائيين وتوظيف أفكارهم الإبداعية والمبتكرة في إنتاج أفلام وأعمال فنية أخرى تعزز من مكانة دولة الإمارات الثقافية والحضارية أمام العالم.

أول فيلم من صنع الجمهور على مستوى العالم العربي

كل الأسرة تلتقي فريق عمل الفيلم الإماراتي الأول من نوعه «218»

تعزيز قطاع الإنتاج الفني والسينمائي في دولة الإمارات، بات من أبرز الأوليات لتعزيز الجهود الرامية إلى ترسيخ الأعمال الفنية لتكون إحدى أدوات القوى الناعمة لإمارة الشارقة ودولة الإمارات، بالإضافة لدعم الأهداف الاقتصادية من خلال بناء قطاع متكامل قائم على تقديم رؤى إبداعية للجمهور، من خلال "التجربة الإماراتية الفنية"، التي شهدت مؤخراً انطلاق نتاج جهد عام كامل، على الرغم من التحديات التي يواجها العالم بسبب تفشي فيروس "كورونا"، فقد اجتمع خلال تلك الفترة أكثر من 100 من أطقم التمثيل والإنتاج الشباب، لمدة ٣ أشهر تقريباً، من أجل تصوير مشاهد الفيلم السينمائي فيلم 218، الذي يأتي انطلاقاً من دور مدينة الشارقة للإعلام "شمس" الرائد في تعزيز الإنتاج الإعلامي والسينمائي في دولة الإمارات والمنطقة وخلق المزيد من الفرص أمام المبدعين والمبتكرين في هذا المجال، وقد انطلق العرض الخاص لفيلم "218"، ضمن مبادرة "التجربة الفنية الإماراتية" التي أطلقتها المدينة مطلع عام 2019، بالتعاون مع شركة "أرب فورمات لاب" لإنتاج أول عمل من صنع الجمهور على مستوى الوطن العربي، تجسيداً لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة الرامية إلى دعم المواهب الشابة والمبدعين وتأهيل الكوادر البشرية في مختلف القطاعات، لاسيما في مجالي الإعلام والإنتاج السينمائي، والمساهمة في تعزيز الابتكار والإبداع بين مختلف فئات المجتمع.

كل الأسرة تلتقي الأبطال الشباب

عبدالله بن حيدر وأمل بن محمد
عبدالله بن حيدر وأمل بن محمد خلال الاحتفال بالعرض الأول للفيلم

ولأن الفيلم من صناعة مواهب إماراتية شباب، فقد جاءت أحداثه من واقع معاناة هذا الجيل، فخلال حديث الأبطال الشباب "لكل الأسرة" لفتوا إلى العديد من القضايا التي تناولوها خلال الفيلم، باعتباره فرصة للتعبير عن القضايا التي تشغل الشباب، عبر دراما تشويقية إماراتية تدور قصتها حول ثلاث فتيات يواجهن ثلاث تجارب منفصلة، ولكنها مترابطة ببعضها البعض، حيث تسلط تلك التجارب الضوء على مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تتراوح بين العنف الأسري، والحنين إلى الماضي، والرغبة في الانتقام.

التجربة الإماراتية الفنية جذبت الشباب المتعطش لتعلم صناعة السينما من خلال الورش الفنية

لفت الفنان إبراهيم الهاشمي إلى دخول السينما الإماراتية مرحلة جديدة بعد نجاح التجربة الإماراتية الفنية، "بعد توقف مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين، ضعف مستوى السينما الإماراتية، وتوجهت الطاقات الشبابية الفنية لمواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، ومنهم من يقوم بإنتاج أفلام سينمائية قصيرة ويعرضونها أمام الجمهور، الأمر الذي أعطى صورة خطأ عن السينما الإماراتية، نظراً لجهود الشباب الفردية غير المنظمة، ولكن مع نجاح التجربة الإماراتية الفنية، خلق مجتمع فني متكامل، لاسيما وأنها حرصت على جذب الشباب المتعطش لتعلم صناعة السينما من خلال الورش الفنية، شارك بها العديد من المواهب الناشئة من مختلف الجنسيات العربية، فقد خلقت هذه التجربة إعادة لصياغة الواقع الذي نعيشه، وليس صناعة واقع جديد، لذلك يجب على من سيعمل في مجال السينما أن يكون مختصاً ودارساً وعلى دراية قوية بما يقدمه."

على الرغم من ظروف جائحة كورونا، إلا أن التجربة استمرت، وتوفرت لنا الإمكانات كافة لتصوير الفيلم

أمل بن محمد

من جهتها تحدثت الممثلة الشابة أمل محمد، عن التحديات التي تغلبت عليها من أجل نجاحها في التجربة، " في البداية أود أن أنوه للجهود الكبيرة التي قدمتها لنا مؤسسة الشارقة للإعلام كمواهب شابة، نخوض تجربة رائدة باسم دولة الإمارات، فعلى الرغم من ظروف جائحة كورونا، إلا أن التجربة استمرت، وتوفرت لنا الإمكانات كافة لتصوير الفيلم، الأمر الذي خلق لدينا رغبة في تقديم أقصى ما لدينا من مواهب تمثيلية كي نصل بالعمل إلى دور السينما الإماراتية والعربية بإذن الله، وبالنسبة لي فقد تمكنت من تجسيد شخصية مركبة، وهذا النوع من الشخصيات يتيح للمثل مزيداً من الإبداع، ويجعل المشاهد في حالة ترقب للأدوار المقبلة التي سوف أقدمها إن شاء الله."

وضعنا أنفسنا كفانين على بداية الطريق لصناعة سينما حقيقية تنافس إن شاء الله في المهرجانات العالمية

عبدالله بن حيدر

يرى الممثل الشاب عبد الله بن حيدر أن التجربة الإماراتية الفنية، تجربة متكاملة لتحويل الدراما لشكل سينمائي مهم، " مشاركتي في فيلم "218"، أعتبرها من أهم التجارب التي وظفت من خلالها موهبتي الفنية، وسلطت الضوء على واقع الحياة التي يعيشها الشباب في الإمارات، فقد جرت العادة أن الأفلام الإماراتية الشبابية إما كوميدية أو ذات حركة سريعة لا ترضي أذواق جميع المشاهدين، لكن في هذه التجربة حرصنا على أن نعطي جهدنا كي نصيغ القصة الاجتماعية التي تم توزيعها على الفرق المشاركة في التجربة الفنية الإماراتية، كي نكون على قدر المسؤولية التي وضعت على عاتقنا ككوادر شابة، حتى أن روح العمل بين أفراد الفرق كانت راقية جداً، وكانوا متعاونين للغاية، فقد كانت فرصة مهمة جداً لاحتضان مواهب الشباب، وقد وضعنا أنفسنا كفنانين على بداية الطريق لصناعة سينما حقيقية تنافس إن شاء الله في المهرجانات العالمية."

تقمصت الشخصية للغاية، وبكيت من شدة تأثري بالمشهد، وهذا يعكس أهمية العمل مع فريق عمل متخصص واحترافي

هيفاء العلي

بالنسبة لهيفا العلي، فهذه التجربة السينمائية الثانية، ولكنها تختلف عما قدمته من قبل،"من مميزات التجربة الفنية الإماراتية أنها تكتشف طاقتنا ومواهبنا التي لم نكتشفها من قبل، فأنا عادة أقوم بالأدوار الكوميدية المضحكة، ولكن في هذا الفيلم أكدت لي المخرجة نهلة الفهد أنها ترى في شخصيتي جانباً عاطفياً لم يتم اكتشافه من قبل، وبالفعل كان هناك مشاهد درامية مؤثرة، وقد تقمصت الشخصية للغاية، وبكيت من شدة تأثري بالمشهد، وهذا يعكس أهمية العمل مع فريق عمل متخصص واحترافي، فهذا ما كنا نفتقده في الساحة الإماراتية السينمائية."

لقد تكلل نجاحنا أخيراً بعرض الفيلم، بصورة تليق به ومشرفة لدولة الإمارات التي تحرص دائماً على الارتقاء بصناعة الفن

نهلة الفهد

كانت المخرجة نهلة الفهد متفائلة من البداية بنجاح التجربة، خاصة أن المواهب التي تقدمت متميزة ومبدعة، «التجربة فريدة من نوعها، وتثري المشهد الفني الإماراتي والعربي بشكل عام، خصوصاً أنها كشفت عن مواهب فنية متخصصة، ومصممة على الاستمرار والعمل على الرغم من الظروف الاستثنائية وغير المتوقعة التي مررنا بها أثناء التصوير، بسبب جائحة «كورونا»، وهذا ساعد على صقل المواهب الشبابية المشاركة في الفيلم، ولقد تكلل نجاحنا أخيراً بعرض الفيلم، بصورة تليق به ومشرفة لدولة الإمارات التي تحرص دائماً على الارتقاء بصناعة الفن وعلى بناء المبدعين».

تعكس التجربة السينمائية "218" تصميمنا على المضي قدماً في مسيرة نهدف من خلالها إلى تقديم أفلام أخرى تٌصنع بأيادٍ وطنية

خالد المدفع

من جهته يشير الدكتور خالد عمر المدفع رئيس هيئة الشارقة للإعلام (شمس)، إلى تحقيق الهيئة لرؤية وتوجهات القيادة الرشيدة الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في المشهد الاقتصادي في إمارة الشارقة ودولة الإمارات من خلال تطوير العديد من القطاعات الحيوية، "تعد قطاعات الإنتاج الإعلامي والسينمائي والإبداعي على رأس أولوياتنا لما تحظى به من أهمية في إحداث رواج اقتصادي وزخم ثقافي وفني في المجتمع الإماراتي، وتعكس التجربة السينمائية "218" تصميمنا على المضي قدماً في مسيرة نهدف من خلالها إلى تقديم أفلام أخرى تٌصنع بأياد وطنية وتحمل في طياتها أسمى قيم ومبادئ مجتمع الإمارات والوطن العربي.

فخورون بكوادرنا الوطنية التي أخرجت هذا العمل إلى النور، وفريق العمل الذي واصل بذل الجهد على الرغم من التحديات الراهنة. سعداء أيضاً بالتعاون مع شركة (إمباير انترتينمينت) في توزيع العمل والمساهمة في إيصال رسائله المجتمعية المهمة إلى الجمهور من خلال شبكة من دور العرض المنتشرة في جميع أنحاء الإمارات".

الهدف الأسمى للفيلم هو إعداد كوادر فنية وطنية قادرة على الارتقاء بالإنتاج الفني والسينمائي

أما شهاب الحمادي مدير مدينة الشارقة للإعلام "شمس" فقد عبر عن سعادته بإطلاق فيلم "218" الذي يمثل أولى إنتاجات مبادرة "التجربة الفنية الإماراتية"، "الفيلم هو نتاج ثمرة تعاون بين فريق عمل "شمس" وشركة "أرب فورمات لاب" وطاقم العمل، الذين حرصوا على تقديم عمل فني يرتقي لتوقعات الجمهور والمجتمع الفني في دولة الإمارات والمنطقة، فقد كان الهدف الأسمى للفيلم هو إعداد كوادر فنية وطنية قادرة على الارتقاء بالإنتاج الفني والسينمائي من خلال تحويل إبداعاتهم إلى واقع من خلال أفلام تقدم رؤية فنية راقية للمجتمع وتحاول أن تسلط الضوء على العديد من القضايا المجتمعية المهمة في حياتنا، ومن زاوية أخرى نهدف إلى بناء قاعدة سينمائية وفنية متكاملة، لا تقوم فقط على أفكار الجمهور، وإنما إنتاج أعمال من صنع الجمهور نفسه".

تصوير: محمد شعلان