تصوير: السيد رمضان
لم تترك المجال للقدر والوقت ورسمت طريقها منذ البداية متمسكة بشغفها، لتخرج عن القاعدة وتختار المجال العلمي وتضع نفسها في اختبار ومقارنة أثبتت فيها حسن اختيارها بالتفوق، التحقت بجامعة الشارقة لدراسة الكيمياء تماشياً مع هدفها في الانضمام للمختبر الجنائي في شرطة دبي.. هي مساعد خبير عنود عبدالرحمن آل ناصر، أول إماراتية تعمل في مجال الإظهار الكيميائي في قسم الإظهار الكيميائي للبصمات في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي.
تصوير: السيد رمضان
ما العوامل التي واكبت اختيارك التخصص الجامعي؟
شغفي للتجارب العلمية التي كنا نجريها في مادة العلوم، واستمتاعي بالمادة التي قدمتها لنا المعلمة، زادا من حبي وإقبالي عليها، كوني الأولى والوحيدة بين أخواتي تختار المجال العلمي للدراسة وضعني في اختبار ومقارنة مع أكثر أخواتي تفوقاً التي اختارت المجال الأدبي ما شكل بالنسبة لي تحدياً كبيراً للنجاح والتفوق، حصلت على دعم والدتي وتمكنت من الحصول على نسبة 92.4% لأختار دراسة الكيمياء في جامعة الشارقة تماشياً مع فكرة الانضمام للمختبر الجنائي لشرطة دبي.
حدثينا عن طبيعة عملك في قسم الإظهار الكيميائي للبصمات؟
يتركز العمل في القسم على إظهار البصمات المرئية وغير المرئية بعد معالجتها بالمحاليل الكيميائية وباستخدام أجهزة معينة، حيث يتم استدعائي لمسرح الجريمة في الحوادث المتوسطة والبليغة والصعبة عندما يكون السطح مغبراً أو مدمماً بالكامل «مملوء بالدماء» أو وجود جثة متحللة أو مجهولة الهوية، وتحريز المادة وإحضارها للمختبر ليتم فحصها في القضايا البسيطة كالسرقة، بعد الانتهاء من إجراء الفحوص على العينات أقوم بكتابة التقرير الفني وإعداد رسائل للمراكز النيابية التي تتضمن الصور وجدول نتائج الكشف.
كان الحصول على حمض نووي في قضية مخدرات في ساحة رملية من أبرز القضايا التي عملت عليها
ما أبرز القضايا التي تتصدر القسم؟
في قسم الإظهار نطلع على جميع أنواع القضايا قبل أن تذهب للأقسام المعنية بالعمل عليها، فأكثر القضايا إن لم تكن معظمها تحتاج إلى إظهار بصمات، مثل قضايا المخدرات المعني بها قسم الكيمياء الجنائية وقضايا التزوير التي تقع ضمن مسؤولية عمل قسم المستندات لكن أبرزها قضايا السرقة والاعتداء.
ما أبرز القضايا التي عملت عليها وشكلت بالنسبة لك تحدياً؟
عملت على ما يقارب 187 قضية، تنوعت ما بين قضايا سرقة وانتحار واعتداء وحيازة المخدرات، جمعت ما يقارب 686 عينة، فمن الممكن أن أجد في قضية واحدة ما يزيد على 70 عينة، كان الحصول على حمض نووي في قضية مخدرات في ساحة رملية من أبرز القضايا التي عملت عليها وتحدي العمل عليها يكمن في وجودها لفترة طويلة في مكان مكشوف وتعرضها لعوامل بيئية مختلفة ووجود عدد كبير من العينات استوجب دقة وجهداً أكبر في فحصها جميعها، إلى أن تمكنت من كشف عينة من أربع بصمات في مكان غير ظاهري حددت من خلالها هوية الشخص المشتبه به.
تصوير: السيد رمضان
ما المعايير التي على الخبير الكيميائي أن يلتزم بها ليكون ناجحاً في عمله؟
أن يتحلى بالقوة والشجاعة من الصفات المهمة في هذا النوع من الأعمال لأنه سيطلع على قضايا لا وجود لها في الحياة العادية، في حياتي لم أشاهد جثة إلى أن عملت في المختبر، أحسست بالضعف في ذلك الوقت لكن هذه المشاعر اختفت وبدأت بالاعتياد على رؤيتها مع مرور الوقت، الصبر في الحصول على نتيجة أو بصمة فقد لا يتمكن الخبير الكيميائي من الحصول على العينة منذ الفحص الأول لذلك يتوجب عليه أن يعيد الفحص مرات عديدة إلى أن يتمكن من الحصول عليها.
ما شعورك وأنتِ اليوم أول امرأة إماراتية تنخرط في هذا المجال؟
كنت خائفة ومترددة بداية، فهو إحساس يتملك الإنسان في بداية كل مرحلة جديدة ومختلفة في حياته، وعزمت على العمل في قسم إداري حيث يوجد العنصر النسائي لكن التشجيع والدعم الذي حصلت عليه من قبل زملاء العمل ساعداني على تجاوز هذه المشاعر، أشجع جميع النساء على المبادرة في البحث والانضمام للتخصصات المطلوبة أو التي يرغبن بها، وأنا اليوم فخورة أني تمكنت من الوصول لهذا المكان.
لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة، نمارس العمل الميداني جنباً إلى جنب
من هو مثلك الأعلى وأكثر الشخصيات التي أثرت فيك ورسمت ملامح طريقك في الحياة
الرسول صلى الله عليه وسلم مثلي الأعلى وقدوتي فهو الذي قال «من عمل منكم عملاً فليتقنه»، الإتقان من أكثر النقاط أهمية في مجال الإظهار الكيميائي فهو كما ذكرت سابقاً يتعلق بحقوق ومصائر أشخاص يجب ألا يكون فيه أي مجال للخطأ أو التهاون، ومن بعده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في مقولته الشهيرة «أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول»، لذلك أسعى لأن أكون في مجال أحقق فيه إنجازات كبيرة ولا أرضى إلا أن أكون في المركز الأول.
أثناء تكريمها لتميزها في المشاركات الإبداعية والتطويرية
كيف ترصدين تقبل جهاز الشرطة لوجود العنصر النسائي؟
أعمل مع ما يقارب 11 فرداً، من جانبي حصلت على كل الاحترام والتشجيع من قبل زملائي الموجودين في القسم والإدارة، اكتسبت الكثير من المهارات والمعلومات من زملاء العمل الذين أثروني، كما حصلت على تشجيع المسؤولين، لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في العمل، نمارس العمل الميداني والمختبري جنباً إلى جنب.
كيف تنظرين لدور المرأة الإماراتية، وما النصيحة التي ترغبين في تقديمها لها؟
أثبتت المرأة الإماراتية أهمية دورها في المجتمع الذي لا يقل أهمية عن دور الرجل، قد يصف البعض أن مكان المرأة هو خلف الرجل لكني أرى أن مكانها الحقيقي إلى جانبه لا تختلف عنه في شيء فهي تعطي بالمثل كما هو، لها فكر فريد من نوعه وهذا ما جعل كل واحدة تتميز في مكان أو مجال معين.