تصوير: السيد رمضان
تمكنت المهندسة وسيدة الأعمال الإماراتية نريمان الزرعوني أن تثبت وجودها في عالم الديكور والتصميم خلال فترة وجيزة بأعمال تميزت برؤية عصرية تخطت المفاهيم التقليدية السائدة، مزجت فيها بين الأسلوب الكلاسيكي والعصري الحديث وحولتها إلى لوحات فنية مستندة إلى موهبة ورثتها عن والدها وصقلتها بدراسة الفنون الجميلة لترتقي بنفسها لمنزلة الكبار بعد أن حققت نجاحاً باهراً في تنفيذ مشاريع مهمة على مستوى الدولة ونالت لقب «سفيرة الديكور» في مؤتمر الاستثمار العربي الإفريقي المشترك والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية.
ولدت في دبي ، وبسبب طبيعة عمل والدها في التجارة تنقلت ودرست ما بين دبي وأبوظبي حتى أنهت التعليم الثانوي، أكملت دراستها في جامعة بنها في جمهورية مصر العربية عندما رافقت وشقيقاتها الثلاث والدها وهو يدرس التجارة حينذاك.
تصوير: السيد رمضان
حدثينا عن بداية انطلاقتك في عالم الديكور والتصميم؟
ورثت شغفي للرسم والتجارة من والدي الذي عشق الرسم واشتهر بالتجارة وحرص على اطلاعنا على سير العمل ومجرياته منذ أن كنت طفلة لا تتجاوز الــ12 عاماً، منعني تنقلنا الدائم من الاستقرار وتحقيق حلمي بأن أكون مدرسة لمادة الفنون، ومع مرور الوقت اكتشفت أن طموحي أكبر من ذلك، حاولت أن أشق طريقي بعيداً عن عمل والدي بدأت العمل بمنصب مدير للعلاقات العامة في إحدى شركات المقاولات وبعد ثلاث سنوات من العمل أتيحت لي فرصة تنفيذ ديكور الشركة ومن هنا كانت بداية انطلاقي في عالم الديكور لأعمل على عدة مشاريع لمنازل كبيرة ومكاتب لأشخاص مقربين من العمل إلى أن حظيت بفرصة تنفيذ مسرح برنامج شاعر المليون الذي لاقى نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربي، لأبدأ بعد ذلك مرحلة أكبر من العمل في تنفيذ مشاريع أكثر أهمية وبدأ معها اسم نريمان الزرعوني يتردد في هذا المجال بشكل كبير.
كيف وصلت للشهرة بهذه الفترة القياسية؟
بعد زواجي واستقراري في إمارة دبي قررت افتتاح شركتي الخاصة وبدعم ومساندة زوجي المهندس جاسم الخادم تمكنت من إنتاج فيديوهات بجودة عالية نشرتها على صفحة الانستغرام حازت على إعجاب وتفاعل عدد كبير من المتابعين وزادت من حجم الطلبات ما كان له الأثر القوي، قررت على أثرها تقديم محاضرات عن الديكور والأخطاء التي ترتكب في تنفيذ المنازل بالتعاون مع معهد الجزيرة في أبوظبي وجمعية الإمارات في رأس الخيمة، كما قدمت خلال أزمة «كورونا» الكثير من الورش الأسبوعية المجانية عن أساسيات الديكور وأخطائها.
تبدعين في المزج بين الأسلوبين الكلاسيكي والعصري، من أين تستقين أفكارك وما هو مصدر تصميماتك؟
زيارتي المتكررة للنمسا كان لها أثر كبير في اتجاهي للأسلوب الكلاسيكي بدايةً، فقد أبهرتني التصاميم المتبعة في الكنائس ودقة تنفيذها التي لم أجد لها مثيلاً في دولة الإمارات وإن وجدت فهي بالتأكيد بسيطة لا يمكن أن ترتقي لمستوى ما شاهدته هناك، نفذت الكثير من التصاميم ووضعت فيها لمساتي الخاصة، تفردت باستخدام ألوان مميزة من الأحمر الماروني والأخضر والأزرق الملكي، إلا أن اتجاه الأشخاص لـ«المودرن» وضيق المساحات شجعني على الاتجاه للأسلوب الكلاسيكي الحديث باستخدام نقوش مذهبة وأقمشة عالية الجودة تضفي على المكان فخامة وبساطة في نفس الوقت، لا يمكنني أن أدّعي بأن تصميماتي مستوحاة من الطبيعة أو الورود إنما هي حصيلة أفكار من أماكن مختلفة، زاوية من مكان ولمسة من مكان آخر ينتج عنها فكرة جديدة.
تواجدي المستمر لمتابعة سير العمل في المصنع والمواقع زاد من ثقة الناس
مجال التصميم والديكور يضم شركات وأفراد يتمتعون بشهرة وخبرة طويلة، كيف تمكنت من النجاح وسط هذا الكم الهائل من الشركات المنافسة؟
تميزي بالرسم والتلوين واستخدام أسلوب الإقناع في طرح الأفكار وتواجدي المستمر لمتابعة سير العمل في المصنع والمواقع زاد من ثقة الناس، وتفردي باستخدام خشب الزان المستورد من النمسا إضافةً إلى جودة اللمسات الأخيرة ومرونة التعامل مع الزبائن وإرضائهم من أولويات أسلوب التعامل وإن كان على حساب الربح المادي، جعل شركة ناري هومز من أوائل شركات الديكور التي وثق حسابها على الانستغرام عالمياً.
خلال ورشة العمل في جمعية الامارات للتنمية الاجتماعية
مع التحول الحاصل في مجال ريادة الأعمال، كيف تجدين إقبال النساء على هذا النوع من العمل؟
يشهد هذا القطاع دخول النساء بقوة، لكن ما لفت انتباهي عدم وجود مصممات مواطنات يجدن استخدام برامج وتقنيات متطورة، أجد نفسي محظوظة باستخدام وسائل الاتصال التكنولوجية وبرامج الـ«سوشيال ميديا» التي لم تتقن أخريات استخدامها بالرغم من اجتهادهن، كما أن للحظ دوراً كبيراً في نجاحي.
كيف توفقين بين رغبة الزبون وذوقه ورؤيتك الخاصة؟
الاستماع لأفكار الزبون الخطوة الأولى التي أنطلق منها في وضع التصميم الذي يتناسب ورغبته وفق أسلوب علمي مدروس، ففي الغالب تحمل أفكار الأشخاص غير المختصين الكثير من الأخطاء التي لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع كالرغبة باعتماد مواد لا تتناسب وطبيعة الاستخدام المراد لها لغرض التوفير في التكلفة، هذا ما دعاني لإعداد محاضرات وورش توعوية عن الأخطاء المتبعة في التصميم والديكور.
مع الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم أثناء افتتاح معرض دبي الدولي لليخوت
ما الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص في اختيار تصميم أو ديكور معين؟
العمل العشوائي في تنفيذ المنزل قبل استشارة مصمم الديكور يسفر عن أخطاء كثيرة يرتكبها مقاول البناء في التكييف وتركيب أرضيات بألوان غير متناسقة يصعب على مهندس الديكور إيجاد ألوان للأثاث تتناسب مع الأرضية.
فزتِ بلقب سفيرة الديكور، ماذا أضاف لكِ هذا اللقب؟
جاء تكريمي بلقب سفيرة الديكور خلال مشاركتي في مؤتمر الاستثمار العربي الإفريقي المشترك والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية ضمن وفد مجلس سيدات أعمال الإمارات برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، منحني هذا اللقب ثقة أكبر بالنفس خاصةً بعد الحضور اللافت للمحاضرات التي حرصت على تقديمها والمشاريع الكبيرة التي توليت تنفيذها.
تصوير: السيد رمضان
إصدارك الأول «سفيرة الديكور»، ما الرسالة التي حملها؟
يلخص الكتاب تجربتي والتحديات التي واجهتني في مجال الديكور والتصميم وخبرتي التي تشجع الشباب على الدخول في هذا المجال ورسالة تساعدهم على الاستمرار والنجاح، وقصة السباق والتنافس بيني وبين أخواتي الذي تخليت عنه لأني وجدت أن طموحي تجاوز تلك المرحلة لأنافس وأصارع العالم رغبةً في تحقيق التميز والنجاح.
ما نصيحتك للنساء المقبلات على هذا النوع من الأعمال؟
متابعة العمل لتجنب الخسارة ضريبة تدفعها المرأة من وقتها ووقت أبنائها وبيتها، أن تكون إنسانة قوية تتمتع بروح القيادة التي إن فقدتها لن تتمكن من النجاح، البدء بقوة وثقة ومواكبة التطور التكنولوجي، التطلع لإنجاز وتنفيذ أعمال كبيرة، ارتياد الأسواق ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي لتواكب التطور في المجال من الألوان إلى التصميمات.