لم يشغل تفكيرها صعوبة العمل في مجال يراه البعض حكراً على الرجال، بل تخصصت فيه حتى استطاعت أن تثبت وجودها بقيادة مشاريع عملاقة، حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية بجامعة الشارقة، ثم نالت درجة الماجستير في التخطيط العمراني في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وبدأت حياتها المهنية في دائرة الأشغال العامة بالشارقة ثم انضمت للعمل في «نخيل» للتطوير العقاري منذ عام 2007.. هي شذى سيف السويدي، المدير الإداري لمشاريع البنية التحتية، التقيناها لنتعرف إلى طبيعة عملها.
تصوير: السيد رمضان
سبق عملك في «نخيل» محطات أخرى، حدثينا عنها وأهم ما أضافته لك هذه التجارب؟
تعينت في إدارة الطرق بدائرة الأشغال العامة في الشارقة، وكانت محطة مفيدة ومهمة استفدت منها الكثير وأهلتني للانتقال إلى مرحلة أخرى في مسيرتي المهنية، إذ تعلمت فيها مراحل بناء المشروع بدءاً من تحرير العقود، والمناقصات، والانتقال إلى التصميم، ومن ثم الإشراف حتى الانتهاء من كل التفاصيل وتسليم المشروع بنجاح.
انضممت للعمل في «نخيل» في عام 2007، كيف كانت البدايات والمقومات التي ساعدتك للوصول إلى المنصب الحالي؟
سعدت بانضمامي لشركة «نخيل» واعتبرتها بمثابة الفرصة لتحديات جديدة استفيد منها وتكون طريقي للتفوق والتميز، إذ يتطلب المجال الهندسي التواجد على أرض المشروع ولولا ذلك لما تعلمت وأتقنت مهام الوظيفة، فعملت في إدارة البنية التحتية التي كانت تشرف على تصميم وإنشاء الشوارع والجسور ومحطات الكهرباء وتمديد الخدمات في مشاريع «نخيل»، وكنت المهندسة الإماراتية الوحيدة ضمن فريق العمل، فكم ساعدتني كثيراً تلك المرحلة على تنمية روح العزيمة والاجتهاد واكتساب الأخلاقيات المهنية المطلوبة، ما جعل لها تأثيراً إيجابياً في مسيرتي المهنية.
أما فيما يتعلق بالمقومات التي ساعدتني للارتقاء في عملي فقد تسبب التعامل بشكل مباشر مع المهندسين من ذوي الخبرة وأيضاً التنسيق مع الاستشاريين والمقاولين في صقل قدراتي في المهام الإدارية، وبالعزم والإصرار استطعت أن أكتسب الخبرة اللازمة التي ساعدتني على إثبات قدراتي.
فخورة بالعمل مع زملائي من الكفاءات الوطنية في قطاع الهندسة والتطوير العقاري، فالقيادة تعني أن تتحلّى بالمسؤولية تجاه واجباتك ومن يعملون في فريقك
تم تعيينك مديراً إدارياً لمشاريع البنية التحتية في«نخيل»، كيف ترين تلك المسؤولية، وما أهم التحديات التي تواجهك؟
أثمن اختياري ضمن فريق الإدارة العليا في«نخيل» وأشعر بحجم المسؤولية التي كلفت بها، وهي فرصة لأثبت من خلالها مدى جدية وإمكانية المرأة الإماراتية للتميز في كل الميادين والمجالات، فأنا فخورة بالعمل مع زملائي من الكفاءات الوطنية في قطاع الهندسة والتطوير العقاري، فالقيادة تعني أن تتحلّى بالمسؤولية تجاه واجباتك ومن يعملون في فريقك، وهذا ما يجعلنا مسؤولين عن تحفيز وإلهام الموظفين وتقديرهم وتلبية احتياجاتهم.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، يسلم شذى السويدي شهادة الماجستير
ما الذي تحرصين على الاهتمام به من تفاصيل خاصة بالمشاريع؟
أحرص دائماً على ضمان بقاء نسبة الإنجاز على المسار الصحيح للمشروع وفي الإطار الزمني المحدد له، مع مراعاة حدود الميزانية الموضوعة لكل مشروع، كما أن إيجاد الحلول السريعة والناجحة لأي تحديات يعتبر من الأمور المهمة، وذلك للمحافظة على سير المشروع بانتظام، ومتابعة إنجاز الأعمال والإشراف مع فريق العمل المتخصص لكل مشروع.
حدثينا عن أضخم المشاريع الرئيسية التي عملت فيها في «نخيل».
أشرفت على العديد من المشاريع أهمها تنفيذ البنية التحتية للجزيرة A، ضمن مشروع جزر ديرة، الذي يتضمن 28 كم من الشوارع الداخلية والخدمات التابعة لها، وأيضاً افتتاح الجسور المؤدية لجزر ديرة التي تم تنفيذها بالتنسيق والتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي، إذ يسهم مشروع الجسور والطرق الجديدة في توفير مداخل ومخارج لجزر ديرة عند تقاطع شارع الخليج مع شارع أبو بكر الصديق، ويبلغ إجمالي طول الجسور والمنحدرات 2571 متراً. وكذلك تم تدشين أول محطة تحويل كهرباء رئيسية 11/132 كيلو فولت بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه بدبي وسوف يتم الانتهاء قريباً من محطتين أخريين، وأشعر بالفخر عندما أتلمس نتائج عملي عند تسليم المشروع، فكم هو جميل أن يرتبط اسمك ببناء معلم أو صرح أو جسر تم إنشاؤه وافتتاحه بنجاح.
من موقع مشروع جزر ديرة
تحرص «نخيل» على تنمية مهارات المواطنين الموهوبين من كلا الجنسين للوصول إلى مناصب قيادية في الشركة، ماذا يمكن أن تخبرينا عن هذا الأمر؟
لطالما التزمت «نخيل» بتوظيف الكوادر الوطنية من أصحاب الكفاءات من كلا الجنسين ومن مختلف الجنسيات، حيث يسهم ذلك في خلق بيئة عمل مميزة مع الدعم المستمر من الإدارة العليا على تحفيز الموظفين وتشجيعهم وتطويرهم على المستوى المهني والشخصي، فنحن في «نخيل» نعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف الشركة، وأنا فخورة بالعمل في«نخيل» وممتنة لدعم والتزام الإدارة العليا فيما يتعلق بالتطوير المهني، كما شرفني أيضاً ترشيحي للانتساب إلى برنامج القيادات النسائية للتبادل المعرفي الذي أقيم في السويد بالتعاون مع مؤسسة دبي للمرأة، والذي أتاح لي الفرصة لتمثيل المرأة الإماراتية في قطاع الهندسة.
ما الذي تنصحين به الخريجات الجدد خاصة من يخترن منهن نفس مجالك؟
التفاؤل لأنه يقود للنجاح، والتحلي بالصبر ودراسة الفرص المتوفرة بإتقان، وألا يشعرن بالإحباط إذا لم تكن الوظيفة الحالية مناسبة للتطلعات، فكل فرصة عمل هي خبرة في حد ذاتها تصقل المهارات وتفتح المجال إلى خطوة أهم، بالإضافة إلى الاستمرار في التعليم والاستطلاع عن آخر المستجدات لأن العلم من العناصر الأساسية التي تسهم في تمكين المرأة، فإذا حظيت بتعليم جيد ستكتسب خبرات تمكنها من تقديم مساهمات مفيدة لبلدها، بالإضافة إلى السعي لتطوير الذات من خلال البحث عن برامج التدريب المناسبة التي تمنح الفرصة للتعرف إلى تجربة أدوار مختلفة.
تصوير: السيد رمضان
هل لديك آمال خاصة تطمحين في تحقيقها على المستوى الشخصي؟
المرأة في الإمارات تحب التميز في كل المجالات، وكوني ضمن نسيج هذا المجتمع أطمح بأن أضع بصمتي بين الشخصيات القيادية البارزة على مستوى الدولة، ويشرفني أن أمثل بلادي في المحافل المحلية والدولية، كما أرغب في إلهام بنات جيلي وأنصحهن بالاستمرار في طريق التميز، وألا يتوقفن عن الطموح والتفاؤل بغد أجمل بإذن الله.
كيف ترصدين دور المرأة في المجتمع؟
حازت الإماراتية على دعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة، فهناك نماذج مشرفة في مختلف المجالات تمكنت من نيل ثقة القيادة التي أعطتها الفرصة ومكنتها لأن تكون صانعة قرار، وهو وسام شرف نعتز به جميعاً، ففي عصرنا الراهن وفي مجتمعنا الإماراتي بشكل خاص تخطينا مرحلة التمكين ووصلنا لمرحلة التوازن فأصبح الرجل والمرأة يتشاركان المسؤوليات بشكل أكبر ويتقاسمان الأدوار للحفاظ على توازن الأسرة واستقرارهما الاجتماعي ونجاحهما جنباً إلى جنب في العمل بمختلف المجالات، فلم تعد هناك أية فروقات أو عقبات أمام عملها، بل أصبحت عضواً فعالاً في المجتمع.
حدثينا عن أسرتك ودور الوالدين فيما وصلت إليه.
تربيت في بيئة تعزز مفهوم العلم والاجتهاد والعطاء وهي قيم لها جميل الأثر توارثناها من أهلنا، فأنا أنتمي لأسرة متعلمة يعي كل فرد فيها أهمية التعليم والتحصيل الدراسي، وهو ما انعكس على تفكيري ورسخ بداخلي هذه القيم، ووالداي هما مصدر إلهامي ومثلي الأعلى وقدوتي، لهما الفضل فيما وصلت إليه فالكلمات لا توفي حقهما ولا المفردات توصف لطفهما واحتواءهما لي.