شخصيتها الشغوفة بتقديم المساعدة قادتها لاختيار طب الأسرة تخصصاً، لكنها لم تكتف بتقديم الاستشارة الطبية وقررت اقتحام مجال إدارة المستشفيات والانتقال من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص لمواكبة التطور المتسارع والارتقاء بتقديم الخدمات الطبية.
واكبت دورها ضمن خط الدفاع الأول خلال أزمة «كورونا» بتقديم استشارات مجانية تخفف بها عن كاهل المرضى والمسنين.. هي الدكتورة شمسة عبدالله بن حماد، المدير التنفيذي لمستشفى ميدكير للنساء والأطفال في دبي ، الحاصلة على الزمالة البريطانية و البورد العربي في طب الأسرة ودرجة الماجستير من الكلية الملكية الإيرلندية، خريجة برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة «القيادات المؤثرة».
تصوير: السيد رمضان
ما العوامل التي واكبت اختيارك لمهنة الطب؟
بعد حصولي على نسبة 94% في الثانوية العامة أصبح هدفي أكثر وضوحاً وزادت رغبتي للانضمام لكلية الطب لما فيها من جانب إنساني كبير، حصلت على القبول في ثلاث جامعات كما حصلت على منحة دراسية وأصبحت أمام تحدي الاختيار، بعد التباحث مع والدي وقع الاختيار على كلية دبي الطبية مراعاةً لعامل القرب وإمكانية التعامل مع زملاء من جنسيات مختلفة.
بعد التخرج اخترت التخصص في طب الأسرة وبدأت العمل في هيئة الصحة في دبي كمدير لعيادات الجامعات إلى جانب عملي في مجال الاستشارة الطبية للمرضى ثم انتقلت إلى إدارة التمويل الصحي وعملت على تأسيس «عناية» للضمان الصحي لموظفي حكومة دبي، وفي عام 2008 حصلت على الزمالة البريطانية لطب الأسرة من الكلية الملكية البريطانية كما نلت درجة الماجستير من الكلية الملكية الإيرلندية في مجال نظم العناية الطبية عام 2009 الذي تزامن مع حملي بابنتي الكبرى «هند»، كما حصلت على البورد العربي في طب الأسرة عام 2012 أثناء حملي بولدي «راشد».
حصلت على دعم وتشجيع كبيرين من قبل المسؤولين في العمل للمشاركة في برنامج «القيادات المؤثرة»
بينما يطمح الكثيرون للعمل في القطاع الحكومي، تنتقلين للعمل في القطاع الخاص؟
بعد 14 عاماً من العمل في القطاع الحكومي مع وجود جميع ضمانات العمل فيه قررت الانتقال للقطاع الخاص، طموحي لم يتوقف عند العمل في العيادة ومعاينة المرضى لذلك قررت اقتحامه في مجال نظم العناية الطبية وإدارة المستشفيات تحديداً، كانت الرغبة تزداد بالحصول على خبرة هذا القطاع وما يشهده من تطور متسارع في تقديم الخدمات الطبية لأتمكن من الارتقاء بخدمة القطاع الحكومي، اليوم وبعد مرور 4 أعوام من العمل في القطاع الخاص أتولى منصب المدير التنفيذي لمستشفى ميدكير للنساء والأطفال الذي أتاح لي الاطلاع على جميع المجالات الإدارية في المجال الصحي والتي يمكن الأخذ ببعضها وتطبيقها في القطاع الحكومي وتفعيل الشراكة بين القطاعين، مستشفى ميدكير اليوم من أفضل المستشفيات في مدينة دبي، حصلنا على جوائز محلية وعالمية عديدة في مجال تقديم الخدمات واكتسبنا ثقة المرضى بتقديم الرعاية الصحية الأفضل.
كُرمت من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة تخرجها في برنامج إعداد القادة
ما الذي أضافه لكِ انضمامك لبرنامج «القيادات المؤثرة» ضمن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة؟
كان اختياري ضمن 300 شخص من مجموع 3500 تنافسوا في القطاعين الحكومي والخاص إنجازاً كبيراً، حصلت على دعم وتشجيع كبيرين من قبل المسؤولين في العمل للمشاركة في البرنامج، تعرفت من خلاله إلى نخبة كبيرة وواعدة من القيادات، كما ساعدني على فهم معنى القيادة وكيفية تطبيقها والتعامل مع الآخرين بتنوعهم واختلافاتهم، عملت فيه على مشاريع عديدة مع المؤسسة والفريق إضافة إلى مشروعي الخاص في تعلم لغة الإشارة مع مجموعة من أصحاب الهمم، هذا الأمر حفزني على معرفة هذا العالم ودعم أفراده وهو ما يتوافق مع شخصيتي بترك بصمة في الآخرين.
قدت الكثير من الحملات التوعوية والتطوعية.. كيف تلمست صداها على المجتمع؟
مساعدة الآخرين والتأثير الإيجابي فيهم يدخل البهجة لنفسي ويمنحني طاقة كبيرة كنت أستمدها من خلال الحملات التوعوية التي قدتها للتعريف بأضرار التدخين ومخاطر مرض السكري وضغط الدم المرتفع والتوعية بأهمية الأكل الصحي، أشعر بالفخر عندما أتلمس صداها في الأشخاص، أذكر ذات مرة التقيت بشخص حدثني عن تأثير إحدى الحملات التوعوية التي قدتها في مساعدته على تغيير نمط حياته وتخلصه من جزء كبير من الأدوية التي كانت ستسبب له أزمة قلبية فيما لو استمر على اتباع الطرق القديمة في التعامل مع المرض، كما ساهمت في الكثير من حملات شهر رمضان التطوعية زرت فيها الكثير من البيوت لإجراء الفحوص لمرضى غير قادرين على الوصول إلى المستشفيات، كما أني زائرة دائمة لاستراحة الشواب.
واكبتِ أزمة «كوفيد19» بمبادرة شخصية، ماذا تحدثينا عنها؟
خلال أزمة «كورونا» استقبلت الكثير من الرسائل من المقربين الراغبين بالحصول على معلومة طبية وبعد أن وجدت زيادة في عدد الأشخاص والكثير من الأسئلة بادرت بتقديم استشارات مجانية عن طريق الهاتف وصفحة الانستغرام والبريد الإلكتروني الذي خصصته لذلك بمعدل لا يقل عن 25 شخصاً يومياً سواء ممن كانوا يعانون أعراض «كورونا» أو كبار السن وآخرين يتعالجون من أمراض مختلفة غير قادرين على الوصول للمستشفيات بسبب اكتظاظها وتحويلها لمراكز علاج لمرضى «كورونا».
كيف تمكنت من تجاوز الأزمة والحفاظ على حياة وصحة أسرتك من خطورة انتقال الفيروس؟
بحكم طبيعة عملي كان وجودي في المستشفى واجباً والتزاماً تجاه الوطن وخدمة للمواطنين والوافدين على أرض الإمارات ممن وضعوا ثقتهم بنا، منعت نفسي من زيارة والدتي التي كنت أتألم وأشتاق لها كثيراً في نفس الوقت حفاظاً على سلامتها، في كل اتصال كانت تغمرني بدعوات الحفظ والسلامة والنجاح، وأكثر المواقف إيلاماً لقلبي التخلي عن تقبيل أبنائي أثناء استقبالهم لي بعد عودتي من العمل كما اعتادوا سابقاً لكنهم في نفس الوقت زادوا فخراً بالدور الذي أؤديه.
من الشخصية الأكثر تأثيراً في حياتك؟
على المستوى الأسري والداي اللذان غمراني بالطاقة بالرغم من تلقائيتهما وعفويتهما، دعم والدي خطوة بخطوة منحني الإحساس والرغبة بالتفوق كما لا يمكنني أن أنسى دور والدتي التي حملت المسؤولية على عاتقها كاملة بعد وفاة والدي إلى أن تمكنا من النجاح والوصول لمراكز مرموقة، وعلى المستوى الأبعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي استلهمت من كتابه «قصتي» القوة والصبر، فما نمر به جزء يسير لا يساوي شيئاً مما ذكره لتكون قصته دافعاً وحافزاً لي للسعي والاجتهاد.