أسرار وحكايات وروايات مختلفة ما زالت تسرد حول غرق «دارا» تلك السفينة التي حطت على سواحل إمارة أم القيوين في السادس من إبريل عام 1961، وكانت تحمل 819 راكباً متوجهة من دبي إلى كراتشي وبومباي، ليشغل بال أهل الإمارات ما تحمله تلك السفينة من أسرار لم تكشف عنها بعد، إذ أودت بحياة 238 راكباً منهم 20 إماراتياً.
تتبع «دارا» شركة «بريتش انديا سيستمع نيفيجيش» وهي ضمن ثلاث سفن صنعتها الشركة بعد الحرب العالمية الثانية، وتبلغ مساحتها 5000 قدم مربعة وقد يصل عدد ركابها إلى 1451 راكباً ويبلغ عدد طاقمها 200 بحار بقيادة القبطان تشارلز اليسون، إذ أبحرت من ميناء البحرين صبيحة السادس من إبريل عام 1961 متجهة إلى دبي في طريقها إلى كراتشي وبومباي.
كيف غرقت سفينة «دارا»؟
رغم مرور عقود على غرق السفينة، بقيت تفاصيل هذا الحادث وقصص الناجين عالقة في الأذهان، إذ لا تزال من أبرز الحكايات التي تتناقلها الأجيال في الإمارات والخليج، حيث يتداول الأهالي روايات مختلفة منها ما توارثوه من حكايات لمن عاصروا الحدث وأخرى تعود لمن نجى من السفينة، ومهما اختلفت تلك الروايات يظل الحديث عن سر غرق تلك السفينة غامض، فهناك من يشير إلى أنه عقب وصولها إلى دبي أبحرت باتجاه كراتشي مساء، وفي الليل هبت العاصفة ثم حدث انفجار في أسفلها أدى إلى انشطار أجزاء منها ثم غرقها عند الساعة الثالثة فجراً، وفي رواية أخرى تقول إنه بعد وصول السفينة إلى ميناء دبي ونزول بعض الركاب هبت عاصفة قوية مما دعا القبطان إلى الإبحار مرة أخرى حتى تهدأ العاصفة وبمجرد التحرك وعند الساعة الرابعة والنصف فجراً حدث انفجار قوي هز أركان السفينة وأدى إلى غرقها قبالة سواحل إمارة أم القيوين.
أسرار خفية
ما زالت أجزاء من السفينة باقية على حالها مقارنة بالصور التي التقطت لها قبل الغرق، أما باقي الأجزاء فعلى شكل حطام متهالك وجزء كبير متكسر، كما تلاشت أجزاء كبيرة بسبب عوامل الطبيعة، ومن المتوقع أن تظل هناك أسرار تخفيها تلك السفينة، سوف ترويها مقتنيات الضحايا والركاب الناجين وحتى الآن تم العثور على بعض ألعاب الأطفال، وملابس قديمة، ومواد بلاستيكية وباقي المقتنيات ما زالت مدفونة في القاع وتحت الرمال.
مشروع اكتشاف السفينة «دارا»
مع إحياء الذكرى السنوية لغرق السفينة قامت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين بتسليط الضوء على الاهتمام بالسفينة من خلال اكتشاف وضع حالتها، وتنظيف موقع الحطام من شباك الصيد والمخلفات المتراكمة، إذ تم انتشال 90% من المخلفات العالقة والتي تقدر بـ3.1 طن، بغرض الحفاظ على البيئة وجعلها مثالية للحياة البحرية وملاذاً للغواصين ومكتشفي الآثار ومعلماً ثقافياً وسياحياً، إذ عقد فريق العمل اجتماعاً تنسيقياً مع الشركاء الاستراتيجيين لمشروع اكتشاف السفينة «دارا» لمناقشة المراحل الأساسية وهي ثلاث: