7 نوفمبر 2020

قصص شباب وقعوا ضحية الابتزاز الإلكتروني

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

 قصص شباب وقعوا ضحية الابتزاز الإلكتروني

حكاية حب، ولقاءات عاطفية قد تولد على مقاعد الدراسة الجامعية، تندفع خلالها الفتاة محمَّلة بالأشواق والأحلام فتعطي ما حباها الله من عاطفة قد تجرفها إلى نهايات غير متوقعة، وقد تجد في النهاية مركباً ينقذها من الغرق، أو قد تبقى بلا منقذ فتصل إلى ما لا تحمد عقباه. كيف يمكن للفتاة التي تتفتح على الحياة أن تميز بين شاب يخطب ودها لأنه مقتنع بها، وبين آخر يستغلها لنزواته وميوله، بل وقد يدفعها إلى المجهول، أو قد يبتزها فتضيع في متاهات الظلام؟ ولقد أصبح الهاتف وغيره من الأجهزة الذكية أداة ابتزاز مثالية بأيدي شباب ماكرين.. فحذار أيتها الفتاة مما قد ينتظرك.

  الابتزاز الإلكتروني - مجلة كل الأسرة

بدأ عام دراسي جديد وانطلقت معه دفعة جديدة من طلبة ودعوا صفوف المدرسة، ليدخلوا عالم الجامعة الواسع. وفي الجامعة، قد تبدأ قصص عاطفية يمكن أن تختتم بالارتباط أو بالانفصال...
«س-خ» فتاة مقبلة على الحياة، كانت سعادتها لا توصف حين نجحت في الثانوية العامة وتمكنت من دراسة التخصص الذي تحبه وهو العلاقات العامة...بعد أشهر من الدراسة في السنة الأولى، وجدت نفسها غارقة في حب زميل لها، ظل يطاردها حتى تمكن من عواطفها، وفرش لها الأرض وروداً وجعلها تحلق فوق السحب حاملة معها أحلامها ومشاعرها...
وبعد أشهر من تلك العلاقة المجنونة، لاحظت أن زميلها يبتعد عنها ويخترع حججاً لعدم لقائها، ثمَّ جاءها في أحد الأيام ليخبرها أنه على علاقة بفتاة أخرى قرر أن يخطبها. صرخت الفتاة: «لماذا؟»، فأجاب:«لأنك فتاة سهلة ولا يمكن أن أواصل طريقي معك أو أتخذك زوجة لي في المستقبل».

«كنت في حاجة إلى من يسمعني وأنا أعوم في تلك المشاعر»

وتتابع س.خ «هزل جسمي وكدت أن أشارف على الموت، لولا أن حصلت على وظيفة في مجال عملي أنستني تقريباً ما مررت به. وذات يوم بينما كنت في طريقي إلى عملي، صادفت ذلك الزميل ومعه خطيبته تتأبط ذراعه، كانا يثرثران ويضحكان، شعرت بالأرض تميد تحتي وكدت أن أقع مغشياً علي، فلقد توهمت أنني نسيت تلك العلاقة وأنني كرهت ذلك الشاب، لكن الغيرة التي اشتعلت بداخلي وأنا أراه مع فتاة أخرى، جعلت عاطفتي التي ظننت أنها هجعت تستفيق مجدداً...
أسرعت الخطى إلى مكان عملي، وضعت رأسي بين كفيَّ ورحت أبكي بصمت خوفاً من أن يراني أحد الزملاء فيُفتضح أمري، لكنني لم أكن أعرف أن هناك عيوناً تلاحقني وتراقب كل تصرفاتي. كان أحد الزملاء واسمه ع.ك، يحاول التودد إلي وكنت أصده، وحين رآني على تلك الحال، اقترب مني وسألني عن مشكلتي وسبب بكائي. لا أدري لم رحت أقص على ذلك الزميل كل حكايتي مع صديقي السابق، فقد كنت في حاجة إلى من يسمعني وأنا أعوم في تلك المشاعر وأشعر بنار الغيرة تلسعني».

«صرت أكذب على أهلي وأخترع القصص والحكايات كي أستطيع اللقاء بمن أحب»

وفي خضم تلك المشاعر الجياشة، طلب مني زميلي أن أعطيه أعز ما تملك الفتاة بحجة أنه يحبني وسيتزوجني، وبحجة أن العصر عصر انفتاح ولا بد فيه من التعارف والتقارب بين الطرفين كي ينجح الزواج...
ترددت كثيراً قبل أن أرضخ لطلبه، فأنا من بيئة محافظة وقد تربيت على نصائح أمي ووصاياها بعدم الانجراف وراء العواطف والوثوق بأي شاب كان. لكن الحب حين يعصف بالقلب يذهب بالعقل، وأمام حركات ذلك الزميل الذي حاول الانسحاب من حياتي بمكر وخبث كي أتبعه أكثر، وافقت على اللقاء به ومنحته ما أراد...»

وتقول س.خ «تكررت اللقاءات بيني وبين ذلك الزميل، وكنت لا أشعر بتأنيب الضمير، فقد أعماني الشعور بالحب، حتى إن ع.ك نصحني بتناول حبوب منع الحمل كيلا يقع المحظور. ومرت الأيام وأنا أعيش في سعادة كبيرة انعكست على حياتي كلها، فقد صرت أكذب على أهلي وأخترع القصص والحكايات كي أستطيع اللقاء بمن أحب، وابتعدت عن زميلاتي وزملائي الآخرين.
ولم أكن أعرف أن ذلك الزميل المخادع يلتقط لي صوراً وأنا في أوضاع مخجلة أثناء لقائي به. وفي إحدى الليالي، اتصل بي ع.ك وأخبرني أنه يريد مبلغاً كبيراً من المال لقاء عدم نشر صوري على مواقع التواصل وفضحي أمام أهلي والناس كلهم. وأرسل إليَّ الصور والفيديوهات التي هددني بها كي أصدق ما يقول».

«لا أنكر أنني فكرت بالانتحار»

وتتابع س. خ «في البداية ظننت أن زميلي يمازحني، فمن أين لي أن أعطيه ما يطلب من مال وأنا موظفة صغيرة بالكاد يكفيني راتبي؟ وأصر ع.ك على طلبه وواصل تهديده لي. عشت أياماً كنت أحترق خلالها في النار، كيف سأوقف تفكير ذلك الشاب الحقير في ابتزازي؟ وكيف أمنعه من فضحي ونشر صوري؟ فكرت بأهلي وبما قد يصيبهم ويصيبني إن عرفوا ذلك، فلم يكن أمامي إلا محاولة الانتحار للتخلص من تلك الفضيحة. وأحمد الله أنني لم أقدم على تلك الخطوة التي كنت قد خسرت فيها حياتي في الدنيا وفي الآخرة، لأنني أعلم أن من يقتل نفسه يخلد في النار. رحت أدعو ربي ليخلصني مما أعيش فيه ويخرجني من تلك المأساة، في الوقت الذي زاد فيه ضغط ع.ك علي وحدد لي موعداً كي أسلمه ما طلب من مال وإلا...
بعد تفكير متواصل كاد أن ينفجر رأسي معه، وبينما كنت أقلب صفحتي على الفيسبوك، قرأت عن قصة مشابهة وعن دور الشرطة في حل مثل هذه الكوارث، لا أدري كيف ساقتني قدماي إلى مركز الشرطة حيث قدمت بلاغاً ضد الشخص المذكور، وأرفقت البلاغ بتهديداته على الواتساب، وبعد البحث والتقصي، تم القبض على ذلك الشاب، فشعرت أنني صرت في حماية الشرطة وأنني في أمان».
وفي نهاية قصتها، نصحت س.خ كل الفتيات بألا ينجرفن وراء عواطفهن ويقضين على أنفسهن بسبب وهم اسمه الحب.

via GIPHY

خطورة «استوري الانستغرام»

تعرضت نور محمد لابتزاز من نوع غريب، فقد تسببت خاصية «الاستوري» على «انستغرام» في وصول أحد شخص لتفاصيل عن حياتها فاستغل ذلك ليبتزها، «كنت أصور نفسي في أماكن متفرقة من غرفتي، وأتحدث عن تفاصيل حياتي باستمرار والأوقات التي أكون خلالها بمفردي في المنزل، إلى أن رصد أحدهم هذه التفاصيل، وهددني بتلفيق تهمة لي بحيث يقول إنه زارني في المنزل وأنا بمفردي ودخل غرفتي بعدما رفضت التعرف إليه والدخول معه في علاقة حب. لم أفهم حيلته التي سيهددني بها إلا عندما تمكن من الوصول لإحدى صديقاتي وأخبرها بأنني استقبله في غرفتي وأعطاها تفاصيل دقيقة كان يشاهدها في «الاستوري». بدأ ذلك المبتز بصديقتي ثم راح يخبرني بأن الشخص التالي سيكون من أفراد أسرتي إذا لـم أستجب له. أخبرت أهلي بكل شيء ولكن من دون أي إثبات لكلامي لأنه كان يتواصل معي هاتفياً، ولم أسجل تلك المكالمات لأثبت حيلته، ولولا تفهم أسرتي وحمايتهم لي، لكنت تعرضت لمشكلة كبيرة خصوصاً أنني مقبلة على الخطبة من شاب أحبه ويحبني كثيراً، ولا أعلم ما الذي سيحدث إذا استطاع هذا المبتز الوصول إليه، وإخباره بمعلومات تمس سمعتي بل وتفسدها».

«احذروا «غروبات» الفضفضة والشكاوى!»

من جهته، أوضح خ-ع أن الشبان أيضاً قد يتعرضون للابتزاز الإلكتروني «لقد اضطررت لإغلاق حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعرضي لخدعة من إحدى صديقات زوجتي التي استغلت ما أكتبه على أحد «الغروبات» الخاصة بالشكاوى والفضفضة، لاسيما أنني كتبت أنني قد ندمت على التسرع في الزواج في سن مبكرة، وأنني أبحث عن حب حقيقي بعد تجربتي في الزواج من ابنة خالي بما يعرف بزواج الصالونات، وقد استدرجتني هذه الفتاة من خلال رسائل «المسنجر»، وفي فترة وجيزة وقعت في حبها، واستمرت المحادثات العاطفية بيننا فترة طويلة، حتى اعترفت لي بأنها صديقة زوجتي، وأنها ستخبرها وتخبر عائلتي بكل شيء إذا لم أدفع مبلغاً كبيراً من المال، وأسدد عنها ديونها وما إلى ذلك، ولا أنكر أنني خضعت لفترة لطلبها خشية ظهوري أمام العائلة بأنني شخص لا أؤتمن على ابنة خالي قبل أن تكون زوجتي، لكنني وجدت الحل في الكذب، وإخبار الجميع أن حسابي قد سرق، والسارق هو الذي كان يتحدث مع تلك الفتاة حتى أتخلص من ابتزازها، وأغلقت جميع حساباتي، وتحملت نظرات الشك من زوجتي التي عرفت قيمتها بعد ذلك». خسرت كل شيء مادياً وعاطفياً

«كنا نخوض في أحاديث يمكن وصفها بالإباحية»

أما م -ع، فقد أنفقت أموالاً طائلة للاحتفاظ بشاب أحبته لدرجة أنها لم تفهم أنه مبتز إلا بعد فوات الأوان «لقد تعرضت لابتزاز من شاب يعيش في دولة أجنبية، تعرفت إليه خلال رحلة سياحية، ووقعت في حبه لاسيما أنه كان أول حب في حياتي، وعرف أنني من عائلة كبيرة ميسورة الحال، وبعد عودتي إلى وطني استمر الحديث بيننا عبر «سكايب»، وكنا نخوض في أحاديث يمكن وصفها بالإباحية، طلب مني حينها صوراً وفيديوهات، وأقنعني أنه سيأتي ويطلبني للزواج لكن بعد التخلص من ديونه التي لا تنتهي، ولكي أساعده أرسلت له أموالاً كثيرة، حتى إن مكتب الصرافة الذي كنت أرسل منه المال أثار قلق الجهات الأمنية التي استدعتني لمعرفة سبب إرسال كل هذه الأموال لدولة محددة، وعندما أخبرته بصعوبة إرسال المال له، هددني بفضح سرنا، وبإرسال الصور والفيديوهات لأبي، وبعد إصابتي بصدمة شديدة، قمت بإبلاغ خدمة الأمين التي خلصتني منه تماماً، لكن بعد خسارة كبيرة عاطفية ومادية»

via GIPHY

«أتعلم من تجارب الآخرين»

من جهتها، تحدثت الطالبة نيلي محمود عن المواقف التي أدت إلى تعرض الفتيات للابتزاز «نحن جيل متفتح ومنفتح في تعاملاته خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بعد الحوادث الأخيرة، وتسلل الأشخاص غير الأسوياء لابتزاز الفتيات اللاتي وثقن بهم، صرنا نحرص على عدم ذكر معلومات خاصة مثل عنوان المنزل والمدرسة، وعدم ذكر المكان الذي نتواجد فيه، وصرنا نتأكد من غلق خاصية ظهور المكان على الخريطة الإلكترونية، وعدم الظهور «لايف» إلا مع وجود مرافق مثل الأب، والحذر من مواقع وتطبيقات التعارف، فغالباً ما تكون بداية اصطياد الضحايا».

طرق آمنة لحماية بيانات الهواتف

من ناحية الحماية التقنية لأجهزة الشباب، تقول منى مصطفى، مديرة العلاقات العامة لدى شركة «ريلمي» التقنية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي «يشكل الأمن حالياً أحد أكبر مصادر القلق للجميع عموماً وللشباب خصوصاً، لا سيما في العالم الرقمي، وينبغي على العلامات التجارية المتخصصة في تصنيع الهواتف الذكية أن تكون مدركة لهذا الأمر، لذا نعمل من خلال شركة «ريلمي» على إمكانية تدارك هذه المشكلة، من خلال توفير حماية المعلومات الشخصية، عبر خاصية أمن واجهة المستخدم التي حين يتم تفعيلها من إعدادات الخصوصية، يتم تلقائياً حماية المعلومات الشخصية كافة، وهذا يعني أيضاً أن تطبيقات الطرف الثالث لا يمكنها الوصول إلى أي من البيانات الشخصية، بما يعزز من مستويات أمن تلك المعلومات.

وهذه خطوات تفعيل خاصية منع «تسريب» البيانات الشخصية: 

  • توجه إلى قائمة الإعدادات
  • اختر «أمن»
  • اختر «حماية المعلومات الشخصية»
  • اضغط على خيار «منع تسريب المعلومات الشخصية».

وبهذه الطريقة تتم حماية البيانات الشخصية بطريقة ذكية.

 

مقالات ذات صلة