تنتشر عدوى فيروس «كورونا» المستجد من شخص إلى آخر عبر قطرات تنفسية صغيرة تتولد عند زفير الشخص المصاب، سعاله أو عطسه. وتنتقل عدوى ذلك الفيروس إلى الأشخاص الآخرين عبر استنشاق تلك القطرات التنفسية الصغيرة. وبالإضافة لذلك بإمكان القطرات التنفسية الصغيرة المحتوية على ذلك الفيروس السقوط على عدة أشياء أو أسطح. لذا قد يتسبب لمس شيء أو سطح ملوث بها، ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم، من بعد ذلك، أيضاً، في الإصابة بعدوى الفيروس المعني.
هناك 3 أنواع من كمامات الوجه للوقاية من عدوى سارس-متلازمة الجهاز التنفسي الوخيمة المرتبطة بفيروس "كورونا"2، وهي:
وفي إطار التقييم العام لمدى فاعلية كمامات الوجه الثلاث الرئيسة، نبين ما يلي:
1- كمامات الوجه القماشية المصنوعة منزلياً
للوقاية من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، توصي «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» بالولايات المتحدة الأمريكية، حالياً، بأن يستخدم الجميع كمامات وجه قماشية، مثل كمامات الوجه القماشية المصنوعة بالمنزل، في حالة الوجود في أماكن عامة وليس بالوسع عندها الاحتفاظ بمسافة 6 أقدام من الآخرين. ذلك بالإضافة إلى الاستمرار في ممارسة التباعد الاجتماعي واتباع قواعد النظافة المناسبة.
مزايا كمامات الوجه القماشية المصنوعة بالمنزل:
عيوب كمامات الوجه القماشية المصنوعة بالمنزل:
هل توفر الحماية؟
بصفة عامة توفر درجة صغيرة فقط من الحماية، غير أنها قد تعين على الوقاية من انتشار العدوى من قبل أشخاص مصابين بها، بدون ظهور أي من أعراضها عليهم. وتوصي «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» باستخدامها في الأماكن العامة، مع الالتزام بممارسة التباعد الاجتماعي وبقواعد النظافة المناسبة. ووفقاً لدراسة حديثة، يمكن رفع كفاءة كمامات الوجه القماشية المصنوعة منزلياً في مواجهة العدوى المعنية بصنعها وفق مواصفات خاصة، أهمها: صنعها بـ 3 طبقات قماشية، الأولى من القطن ذي الحبكة المتماسكة والطبقتين الباقيتين من الشيفون والذي يمكن أن ينوب عنه الحرير الطبيعي أو الفلانل، كما يمكن ببساطة استخدام جزء من بطانية قطنية ذات حشوة من القطن والبوليستر لصناعة الكمامة. إضافة إلى خلاء القناع من أي ثقوب أو فراغات، حتى الصغيرة منها.
2- كمامات الوجه الجراحية
كمامات الوجه الجراحية هي عبارة عن كمامات فضفاضة مصنوعة من شرائط قماشية تستعمل أي منها لمرة واحدة، وهي تغطي الأنف والفم والذقن وتستخدم عادة من أجل:
وتختلف كمامات الوجه الجراحية في تصميماتها، غير أنها كثيراً ما تكون مسطحة ومستطيلة الشكل، مع طيات وثنيات. ويحتوي أعلى أي منها على شريط معدني مرن يتم طيه وتثبيته على الأنف، كما على أشرطة لدنة أو روابط طويلة ومستقيمة تعين على ثباتها في موضعها عند ارتدائها. ويمكن عقد أو حبك تلك الأشرطة أو الروابط خلف الأذنين أو ربطها خلف الرأس.
هل هي فعّالة؟
على الرغم من أنها لا تقي من عدوى «كوفيد-19»، إذ هي ليست فقط غير قادرة على تصفية وعزل جزيئات الهباء الجوي الأصغر وإنما أيضاً تحدث تسربات هوائية عبر فجواتها الجانبية الفضفاضة آناء الشهيق، إلا أنها يمكن أن تساعد في حبس إفرازات الجهاز التنفسي المعدية من قبل أشخاص مصابين إلى أشخاص آخرين محيطين، مما يجعلها أداة حيوية ومهمة للمساعدة في منع انتشار الفيروس.
3- كمامات أجهزة التنفس N95
تلك الكمامات أكثر إحكاماً حول الوجه من الكمامات الأخرى. وفضلاً عن الرذاذ والرشاش وقطرات الجسيمات الكبيرة بوسع أمثال تلك الكمامات أيضاً تصفية وعزل نسبة 95% من الجسيمات الصغيرة جداً التي تشتمل على الفيروسات والبكتيريا.
وهذا النوع من الكمامات يكون عموماً دائرياً أو بيضاوي الشكل ومصمماً لكي يوثق بإحكام ويختم على الوجه عن طريق أربطتها المطاطية اللدنة. كما قد تحتوي بعضها على أداة ملحقة بها تدعى «صمام الزفير» بوسعها العون على التنفس والوقاية من تراكم الحرارة والرطوبة.
ولا تجيء كمامات أجهزة التنفس N95 على حجم واحد يناسب الجميع. لذا ينبغي اختبار مدى مناسبة أي منها للإيثاق بإحكام على الوجه قبل استخدامها. وفي حالة عدم مناسبة أي منها لذلك لا تتم وقاية الوجه بالصورة المنشودة. وبعد إجراء الاختبار المشار إليه آنفاً يجب مواصلة مستخدمي ذلك النوع من الكمامات إجراء فحص لختمها على الوجه ومدى إيثاقها عليه في كل مرة قبل ارتدائها. كما من المهم هنا أيضاً ملاحظة أن إيثاقها المحكم على الوجه قد لا يكون ممكناً في حالة بعض المجموعات من الناس التي من بينها الأطفال والأشخاص الذين ينمو لديهم شعر على الوجه.
ما مدى فعاليتها؟
يمكنها الوقاية من القطرات التنفسية المعدية الأصغر حجماً، لا سيما تلك المحتوية منها على فيروس «كورونا» المستجد. غير أن «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» لا توصي حالياً باستخدامها خارج نطاقات العناية الطبية وذلك لعدة أسباب تشتمل على أنه ينبغي اختبار مدى إيثاقها وإحكامها على الوجه حتى يتم استخدامها بصورة مناسبة ومن ثم رفع معدل فاعليتها، وعلى أنها، بسبب شدة إحكامها، قد تصير غير مريحة وخانقة ومن ثم عسيرة على الارتداء لفترات طويلة وعلى أن إمداداتنا العالمية منها محدودة ومقيدة مما يجعل من الضروري إتاحة استخدامها وجعلها، أولاً قبل كل شيء آخر، في متناول العاملين في مجال الرعاية الصحية والمتعاملين الأوائل مع مختلف الحالات الطبية.
تشير «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية» إلى أن أي غطاء، حتى لو كان قطعة قماش، يبقى أفضل من لا شيء
اقرأ ايضاً:
5 أفكار لتجنب الخلافات الأسرية خلال أزمة كورونا