الجود لوتاه على غلاف مجلة كل الأسرة
مصممة من طراز فريد، انطلقت في مجال عملها معتمدة على المزاوجة بين المفاهيم التقليدية للثقافة الإماراتية وروح العصر الحديث، لتشكل نماذج عميقة في جوهرها فاتنة في مظهرها، بدأت خطواتها العملية بعد مشاركتها في برنامج أطلقته هيئة الثقافة والفنون في دبي واستمر 6 أشهر تعلمت خلالها مراحل التصميم وفنونه، ليكون بوابتها للعبور إلى عالمها الخاص الذي تعبر فيه من خلال تصاميمها عن ثقافتها وما تحويه من حرف تقليدية، هي المصممة الإماراتية الجود لوتاه والتي درست الجرافيك وتخرجت في كلية التقنية العليا في دبي، التقيناها لنتعرف منها إلى جديد إبداعاتها، وجانب من حياتها الشخصية.
من أين تستلهمين أفكارك، وما الذي يميز قطعك الفنية عن غيرها؟
أستوحي أفكاري من التراث الإماراتي، وأحرص في تصميمي للقطع على دمج الفن المعاصر مع هذا التراث الذي يشكل هويتنا المحلية، فبتفقد القطعة يبحر ناظرها في محتواها ليجد ماضيه وجذوره وفي نفس الوقت حاضره، وهو ما يشبع بداخله الرغبة في امتلاكها كونها جزءاً من احتياجاته اليومية.
تغلب الأشكال الهندسية على كثير من تصاميمك، فما سبب اتخاذ هذا المنحى؟
الفن مرآة الشعوب وعاكس حقيقي لحضارتها وبما أنني من أشد المعجبين بالفن الإسلامي، الذي يؤرخ من خلال تصاميمه الهندسية إبداعات صانعيه، قررت أن أستعين به في تصاميمي وقمت بدمجه في مجموعاتي بتراث الإمارات ومن هنا انطلقت فلسفة مجموعاتي وتميزها.
متى انطلقت أولى مجموعاتك؟
كانت أولى مجموعاتي في العام 2015 وكنت سعيدة لما حققته من نجاح كبير، ثم توالت المشاريع حتى أصبحنا ننتج في أحيان كثيرة مجموعتين كل عام نشارك بهما في المعارض التي تقام في الدولة أو في أسبوع دبي للتصميم وهناك ما يتم عرضه مباشرة للجمهور، بالإضافة إلى المجموعات الأخرى التي تطلب منا لجهات معينة.
ما نوعية الجمهور الذي تستهدفينه في تصاميمك؟
يختلف الجمهور لدينا فهناك الطلبيات الخاصة ببعض الجهات الحكومية أو الخاصة وبالتأكيد ننفذ رغباتها كل على حسب المناسبة التي لديه، أما الفئة الثانية فهي الجمهور العادي والذي نحرص على تقديم ما يحتاجه من تصاميم هي جزء من احتياجاته في المنزل أو المكتب.
حدثينا عن جديد مجموعاتك في تلك الفترة.
نعكف على الانتهاء من المجموعة الخاصة بشهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك القادمين، كما نعمل على تصميم وإنتاج مجموعة أخرى سوف نشارك بها في أسبوع دبي للتصميم إن شاء الله.
قمت بتصميم صندوق هدية الإمارات لقداسة البابا فرنسيس أثناء زيارته التاريخية للإمارات، حدثينا عن تلك المهمة وكيف كان شعورك؟
كان لي الشرف أن أشارك بعمل لي في هذه المناسبة التاريخية إذ خول لي من قبل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة صنع صندوق هدية الدولة لقداسة البابا، وقمت بتصميم «مندوس» صنع من جلد الإبل وحفظت بين ثناياه وثيقة تم إهداؤها للبابا، والحقيقة أنني في البداية لم ألتفت لشيء سوى إلى أن أكون بقدر المسؤولية تجاه الجهة التي أعطتني ثقتها وأن ينال العمل إعجابها فسخرت كل طاقتي لإنهاء المهمة في غضون أيام قليلة، وبعد أن تم الإعلان عن الهدية وتداولت وسائل الإعلام الحدث شعرت بالفخر وسعدت بكوني جزءاً من هذا الحدث الاستثنائي.
«المندوس» من مجموعاتك المميزة، حدثينا عنها.
يعرف «المندوس» محلياً بالصندوق المخصص لحفظ المقتنيات القيمة من مال ومجوهرات وغيرها، وكان قديماً لا يخلو بيت إماراتي من وجوده ولكن مع التطور وكبر حجم المندوس تم الاستغناء عنه واستبداله بتصاميم أخرى، وهو ما دفعني لإحياء هذه القطعة من جديد في بيوتنا ولكن بطريقة عصرية مع الاحتفاظ بالشكل الخارجي وبزينته المكونة من المسامير المذهبة وبما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه مرة أخرى، وقمت بتصميم 4 صناديق تم عرضها في لندن ولاقت إقبالاً، وهو ما دفعنا إلى تصميم المزيد ولكن بأشكال وأحجام مختلفة ترضي جميع الرغبات. وبعد حوالي عام أطلقت مجموعة أخرى باسم «موديم» وهي عبارة عن صناديق مصنوعة من جلد الإبل ومستوحاة من المندوس ولكن بطريقة أكثر عصرية وتم عرضها في أسبوع دبي للتصميم ولاقت استحساناً كبيراً من الجمهور.
بعيداً عن مجال العمل، حدثينا عن أسرتك وهل هناك من يشاركك هوايتك؟
يهوى والدي التصوير ويحب التقاط الصور الطبيعية، كما لبعض عماتي وكذلك أختي أيضاً لديها ميول فنية وتعشق الرسم، أما فيما يتعلق بالتصميم فلا يوجد غيري في العائلة إلا أنني أحرص على تشجيع الجيل الجديد في العائلة لتعلم التصميم كي تتسع دائرة المصممين لدينا.
حدثينا عن أكثر الشخصيات التي أثرت فيك.
لوالديّ الفضل في تشكيل شخصيتي وكذلك إخوتي وأخواتي، فبدعمهم وتشجيعهم لي المستمر أقتبس النور لطريقي، وبدعوات والديّ أنطلق في عالمي الذي أحبه وأتقنه.
هل لك هوايات أخرى ؟
أحب الفروسية وممارسة الرياضة التي أخصص لها 3 أيام في الأسبوع، كما أهوى الرسم ودائماً ما يكون المتنفس الذي يفصلني عن ضغوط العمل، كما أحب السفر وأعتبره من الأشياء الممتعة في الحياة خاصة.
ما الذي تطمحين إليه؟
أن أصل إلى العالمية بتصاميمي وأن أمثل بلادي في المحافل الدولية وأن أكون نموذجاً يحتذى، كما أطمح لأن يصبح فريق عملي مبدعاً في مجاله وأن يكون مميزاً ويأخذ حقه في تحقيق ما يصبو إليه.
*نشر الحوار كاملاً في العدد رقم( 1386) بتاريخ 5 مايو 2020