صورة على سناب شات تنقذ "الأم هيا" من وضع متردٍ
5 مايو 2020

صورة على سناب شات تنقذ "الأم هيا" من وضع متردٍ

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

بينما يرى الكثيرون أن مواقع التواصل الاجتماعي مضيعة للوقت ومحطة للإساءات والاتهامات، تأتي صورة نشرت على موقع" سناب شات" لتؤكد أن لكل منصة منافعها وأضرارها وتغير حال امرأة بحرينية على مشارف الثمانينات تعيش في منزل متهالك، لا تجد قوت يومها أو سقفًا آمنًا يحميها من تقلبات الجو.

يشاء القدر أن تصل الصورة إلى مجموعة من الشباب المواطنين ليبادروا بتقديم المساعدة لها أملاً في تحسين حالها ليتبدل بهم الحال أيضاً ويجدون في صحبتها الحنان والعطاء فصار اللقاء العابر زيارة متكررة، وأصبحت لهم أم يلقبوها بـ "أمي هيا".

في ذاك المنزل المتواضع في «شرق 9» بمنطقة بني ياس بإمارة أبوظبي، التقت الصحفية سلام ناصر الدين بالأم هيا وكل من ثانية المزروعي الناشطة الاجتماعية وأحمد البلوشي رئيس فريق «فخر أبوظبي التطوعي» لنسمع منهم الحكاية.

الأم هيا

تروي ثانية المزروعي: «التقط أحد مشاهير السوشيال ميديا صورة للأم هيا أثناء زيارة إلى منزلها وأردفها برقم هاتف للتواصل معها في حال الرغبة بمساعدتها. وعن طريق الصدفة فتحت الصورة التي كانت ستختفي بعد 48 دقيقة عبر السناب وقمت بنسخها في ذاكرة جوالي».
بعد مدة، تواصلت المزروعي مع أحمد البلوشي، المعروف بـ«أبوحنان»، لمساعدة الأم هيا وانتشالها من منزلها القديم المتهالك وترميم بعضاً من حياتها الضائعة بين أكوام من «الكراكيب» والأغراض البالية.

تقول المزروعي: «كان البيت القديم غير مؤهل للسكن ويفتقد مواصفات السلامة العامة. تغرقه مياه الأمطار بمجرد تساقطها وتحاول المرأة التي قاربت على الثمانينات أن تتفاداها بطرقها التقليدية بـ«الطربال» (أي وضع البلاستيك بطريقة معينة) وتكتفي بفتات الخبز لتطعم نفسها دون أن تبخل على القطط التي تتواجد حول منزلها بالطعام».

وتكمل "كان وزن "الأم هيا" لا يتعدى الـ29 كيلوجراماً وكانت تنتظر أن يطبخ أحد الجيران ويقدمون لها طعاماً وتكتفي بكسرة خبز يابسة تأكلها وتحمد الله، دون أن تطلب من أحد شيئاً».

توضح ثانية المزروعي: «في البداية، كان الجروب الرقمي يضم نحو 65 فرداً واصبح وسيلتنا لاطلاع الآخرين على حكاية «الأم هيا» شعرنا منذ اللحظة الأولى أنها أمنا وأن من واجبنا الأخلاقي أن نساندها في تأمين حياة تليق بها بعد أن عرفنا أنها أرملة بلا أبناء توفي زوجها وخاضت غمار الحياة وحيدة».

ولم تتوان المزروعي عن تحقيق حلم الأم هيا في زيارة مبزرة الخضراء في مدينة العين ومفاجأتها بحفل شواء وهدايا كما برحلتين على اليخت في دبي وأبوظبي وغيرها من أمنيات «ماما هيا».

الإمارات بلدي وحتى أوصي بعد وفاتي أن يدفنوني في تلك الأرض

الأم هيا تروي لنا حكايتها 

تقول "أمي هيا":
قصدت مع زوجي الإمارات آتية من البحرين، تنقلت بين إمارات عدة في الدولة إلى أن استقررت في أبوظبي وبدأت عملي في إحدى المدارس الحكومية كـ«فراشة»، فيما كان زوجي يعمل سائقاً وبعد وفاته، كنت قد اعتدت على الحياة في الإمارات وتحديداً في أبوظبي و رفضت الانتقال إلى بيت آخر أو مغادرة المنطقة، لدي أخ وحيد في البحرين زرته عندما تيسرت أموري ولكني لم أتحمل أن أكمل الشهر. كنت كالمجنونة أرغب بالعودة إلى منزلي في الإمارات وكان أهلي يسألونني: لا تبغين بلادك؟ كان جوابي واضحاً: «الإمارات بلدي وحتى أوصي بعد وفاتي أن يدفنوني في تلك الأرض».

تحمل الأم هيا ذاكرة صورية تستعيد عبرها التطور الهائل الذي واكب مجيئها قبل 60 عاماً: «كان عددنا في الطائرة لا يتعدى الـ«10 أنفار» ولم يكن يتواجد أي جسر في منطقة المقطع. كنا نقصد سوق السمك حيث ثمة نساء كن يبعن الأسماك وكنا نشارك في الكثير من الأعراس التي تقام في المنطقة».

واكبت تلك المرأة المسكونة بالألفة مرحلتي ما قبل وما بعد قيام الاتحاد حيث عاشت ملامح قصر الحصن ورأت الشيخ زايد رحمه الله بأم عينيها، فهي قضت عمرها هنا في تلك البقعة وكان شارع المصفح ملاذاً للتعبير عن فرحتها وفرحة النساء اللواتي كن يرتدين البرقع بالعديد من الاحتفالات ومنها قيام الاتحاد: «كنا كلنا في عمر الشباب آنذاك، تقول ضاحكة واليوم «بنشرنا» (أي كبرنا وعجزنا).

الأم هيا

أبو حنان و«أميرته»
أما أحمد البلوشي (أبو حنان) فقد أصبح اليوم بمثابة الابن البار للأم هيا التي أرادت رد الجميل لذلك المتطوع الذي يلبي نداءها عند الحاجة إليه دون أي تردد أو حجة، وحتى أنه لا يغفل أن يهدي أم هيا الدروع التي يتم تكريمه بها كمتطوع وهي دروع يزدان بها منزلها، فعمدت في يوم ميلاده إلى إعداد مفاجأة له والاحتفال بشهادة تكريم وهدايا، ملقبة إياه بـ«راعي المعاني» لدوره الفاعل بين الشباب المتطوع.
بدوره، لا ينفك أبو حنان عن مناداتها بـ «الأميرة» ومجاراتها في كل ما تطلبه من باب الأمومة التي يشعرها تجاهها: «أنت الخير والبركة».
فأبو حنان لا ينسى طعم القهوة التي شربها من إعدادها يوم زارها ونحو 13 فرداً من عيال زايد في مبادرة لمساعدتها وتغيير حياتها كما لا يتوانى عن مشاركتها إفطار أول يوم من شهر رمضان المبارك كما أيام الأعياد.

تعتبر "أمي هيا" عيال زايد أبناءها الذين لم تنجبهم. وقد تطوعت مجموعة من هؤلاء الأبناء لينقذوا الأم هيا من منزلها المتهالك وقدموا لها ما جعلها تولد من جديد. والأم هيا، سيدة بحرينية تقدم بها العمر، عملت في الإمارات ٣٠ عاما قبل أن يتوفى زوجها ويتركها وحيدة، وقد أوصت عيال زايد أن يدفنوها بعد موتها في أرض الإمارات التي تعيش فيها منذ ٦٠ عاما. كامل قصة هيا في صفحات #كل_الأسرة. . . #kulalusramag #kulalusra #women #emirates #uae #unitedarabemirates #interview #bahrain ‎ ‎#مجلة_كل_الأسرة #مجلات #كل_الأسرة #المرأة_القوية #فنانة #حوار #الامارات #البحرين #عيال_زايد

A post shared by مجلة كل الأسرة (@kulalusra) on

 

مقالات ذات صلة