13 ديسمبر 2020

د. محمد نبيل غنايم يحذر: التصدق بالمال لا يغنى عن الزكاة المفروضة

محرر متعاون

محرر متعاون

د. محمد نبيل غنايم يحذر: التصدق بالمال لا يغنى عن الزكاة المفروضة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

لكن تساؤلات كثيرة تفرض نفسها على عقول كثير من الناس الراغبين في أعمال خير تعود عليهم بالأجر والثواب في حياتهم وبعد رحيلهم أهمها: 

هل يجوز لإنسان لا يخرج زكاة ماله بانتظام ويهمل فريضة الزكاة أن يخصص بعض ماله كصدقة جارية؟

يجيب الفقيه الدكتور محمد نبيل غنايم، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، «الزكاة فريضة لا يجوز لمسلم أن يهملها أو يتقاعس عن أدائها، فهي فريضة عليه مثل الصلاة والصيام والحج، والصدقة - تطوعية كانت أو جارية - من أعمال البر التي لا يجوز إهمال الزكاة من أجلها، ولذلك لن يستفيد إنسان من صدقة وهو يهمل أو يتقاعس عن أداء فريضة الزكاة، فالفرائض تؤدى أولاً.. ثم تأتي من بعدها النوافل أو السنن».

ويشدد د. غنايم على ضرورة نشر الوعي بين المسلمين ليؤدوا الواجبات الدينية وفق ترتيب الخالق سبحانه وتعالى، لأن الأولويات الشرعية مفقودة في حياة كثير من الناس، فهناك من يتصدق ببعض ماله ظنا منه أن ما يخرجه للفقراء أو المتسولين يغني عن الزكاة المفروضة عليه، وهذا خطأ كبير يقع فيه كثير من الناس، وهؤلاء ننصحهم بأن يحرصوا أولاً على إخراج زكاتهم باعتبار ذلك فرضا لازما عليهم، ثم بعد ذلك يتصدقوا لو رغبوا في ذلك، فعدم إخراج الزكاة يستوجب الحساب والعقاب من الخالق لأن الإنسان هنا فرط في أداء فريضة مطالب بها شرعاً، بينما لو زكى الإنسان ولم يتصدق لا يحاسب، وكل ما في الأمر أنه حرم نفسه من أجر الصدقة وهو أجر كبير وعظيم.

ويشدد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة على ضرورة الحرص على فريضة الزكاة، ونشر الوعي بأهميتها بين الناس لأنها تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن والاستقرار لمجتمعاتنا الإسلامية.. الزكاة قادرة على خلق مجتمعات آمنة ومستقرة، تسود فيها مشاعر المحبة والتعاون والتكافل الاجتماعي، أما الصدقات التطوعية في تسهم في مجتمعات أكثر رحمة وإنسانية، حيث يتزايد أعداد ضحايا الفقر والمرض والبطالة وغيرهم من المحتاجين إلى العطاء الإنساني الدائم ممن أنعم الله عليهم بخيراته، ورزقهم بنعمه، وأصبح من الواجب عليهم دينيا واجتماعيا وأخلاقيا مد يد العون والمساعدة للفئات الأكثر فقرا وحاجة، وما أكثرهم في عالمنا المعاصر.

 

مقالات ذات صلة