ميسا قرعة، مغنية وكاتبة أغانٍ وملحنة، وهي المديرة الفنية في «كلية بيركلي أبو ظبي للموسيقى»، بدأت مشوارها الفني من أمريكا بعد تخصصها في الموسيقى.
وأطلقت ألبومها الأول عام 2019 الذي حمل عنوان «علاج بسيط»، وتضمن أغنيتها «الأرنب الأبيض» التي غنتها ضمن الفيلم الأمريكي«احتيال أمريكي»، وعلى إثره تم ترشيحها لجائزة غرامي للفنون كأول عربية تُرشح لهذه الجائزة، كما شاركت في افتتاح إكسبو 2020 دبي، ومؤتمر اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون في دبي 2024.
ميسا تغني بعشر لغات منها العربية، وهي الفرنسية، الإنجليزية، الإيطالية، الإسبانية، اليونانية، البلغارية، الفارسية، التركية، والكردية، ولا تتردد في تقديم لون موسيقي خاص بها يتميز بالمزج بين الشرق والغرب، وقد أطلقت مجموعة أغنيات ناجحة آخرها أغنية بعنوان «بإسمك» على طريقة الفيديو كليب..
في لقائنا معها في بيروت كشفت أنها تحضر لألبوم غنائي كامل.
أنتِ مقيمة في دبي لكنك تزورين لبنان اليوم وقد شاركت مهرجان بكرزاي للموسيقي، فماذا تقدمين؟
بداية، أنا سعيدة جداً لأنني منذ جئت إلى العالم العربي في عام 2020، بعد إقامتي في أمريكا مدة 15 عاماً، وأجندتي غنية بالنشاطات الفنية القيّمة التي تقرّب المسافة بيني وبين الجمهور العربي، الذي أريد الوصول إليه..
ويشرفني أن أشارك في مهرجانات لبنان الصيفية التي تقدم الفن الذي يشبهني ويمثلني، وقد غنيت في مهرجان «بكرزاي للموسيقى» في موسمه الأول، وهو مهرجان فني جديد يقام في منطقة الشوف في أجواء ساحرة ومناخ مليء بالحب وفرح اللقاء المباشر مع الناس.
أي أغنيات قدمتها في المهرجان؟
تضمن الحفل مزيجاً من أغنياتي الخاصة، وحمل مفاجأة للجمهور حيث غنيت أغنية جديدة لأول مرة لم أطلقها بعد عبر مواقع التواصل، وأيضاً أغنيات لفنانين كبار من العالم العربي أبرزهم فيروز وماجدة الرومي وزكي ناصيف وداليا وزياد الرحباني، وتم إطلاق أغنياتهم بتوزيع موسيقى جديد وبطريقة مميزة مع الفنان الموسيقي الأردني يعرب سميرات.
ماذا يقدم لكِ التوزيع الموسيقي الجديد لأغنيات قديمة، وهل تحافظين على هوية الأغنية؟
نحن لم نغيّر التوزيع الموسيقي لأجل التغيير فحسب؛ بل ليكون الأسلوب الموسيقي أقرب إليّ ويشبهني أكثر وأؤديه بطريقتي.. يمكن القول إنه رؤية فنية متجددة للأغنية التي يعرفها الجمهور أساساً، ونحن نساهم في إحيائها دون المساس بهويتها.
بعد مشاركتك في مهرجان «بيت الدين» العام الماضي، ماذا تعني لك المشاركة في مهرجان «بكرزاي»؟
لا شك أن مهرجان بيت الدين عريق جداً، وكان لي شرف المشاركة فيه، لكن هذا العام أحببت أن تكون إطلالتي مختلفة، حيث إن مهرجان بكرزاي جديد ومساحته أضيق من بيت الدين لكنه في منطقة ساحرة وحميمية..
ولمست كيمياء بيني وبين القائمين عليه الذين استطاعوا أن يسلطوا الضوء على ما نريده أنا والفرقة الموسيقية، كما أن توقيته جاء في وقت أنا أحتاج فيه لهذا النوع من اللقاء مع الجمهور.
أقمت في الإمارات وأصبحت قريبة من بلدي، وهذا الأمر يسعدني كثيراً جداً، خاصة وأنني أشبه نفسي وفني أكثر في العالم العربي
خلال مسيرتك الفنية شاركت في مهرجانات عالمية لكنك اخترت العودة إلى لبنان، فكيف تصفين هذه التجربة؟
صحيح أني قدمت مهرجانات حول العالم لكن قررت العودة إلى العالم العربي لافتتاح مركز بيركلي للفنون في أبو ظبي، وأنا خريجة جامعة بيركلي للفنون في بوسطن، وأقمت في الإمارات وأصبحت قريبة من بلدي، وهذا الأمر يسعدني كثيراً جداً خاصة وأنني أشبه نفسي وفني أكثر في العالم العربي..
كما أني تعرفت على مواهب كثيرة في «بيركلي»، الذي ما زلت أتولى إدارته الفنية، وهي تعزز إيماني العميق بالفن الذي أقدمه وبالجمهور «السمّيع»، كما تجعلني شريكة في التعريف بالموسيقى العربية الغنية التي تجذب العالم كله اليوم.
أطلقتِ مؤخرًا أغنية «بإسمك»، فماذا تخبرينا عنها ومع مَن تعاونت فيها؟
في العادة أتدخل في الكتابة واللحن وكل تفصيل خاص بأغنياتي، لكن في أغنية «بإسمك» تعاونت مع الفنان ريان الهبر الذي أدرك الرؤية الفنية الخاصة بي، وقدم لي أغنية لا تحتمل أية إضافات مني لأنها متكاملة..
فلأول مرة أغني أغنية خاصة بي ولا أتدخل بها وهذا أمر جيد بالنسبة لي، وقد تماهيت مع الأغنية لأنها تحكي عن موضوع التعبير عن الذات وعدم المواربة، وتحمل رسالة لنصرّح عما يختلجنا من مشاعر دون خوف لأن الحياة لا تحتمل تعقيدات.
أطلقتها أيضاً على طريقة الفيديو كليب؟
أطلقتها عبر «يوتيوب» مباشرة مع الكليب الخاص بها والذي حصد مليون مشاهدة مباشرة، وهي واحدة من أغنياتي في الألبوم الجديد الذي أحضّر له، والذي سوف أعتمد إطلاق أغنياته منفردة ثم أجمعها في ألبوم واحد.
وماذا يتضمن الألبوم الجديد؟
يتضمن حتى الآن 6 أغنيات، قد تزيد لأن موضوعها متسلسل وكأننا أمام قصة، وأشتغل عليه بكل شغف وحماس وسأطلق أغنية جديدة منه قريباً جداً.
كونك تكتبين وتلحنين، هل ترين أنك قادرة على التعبير عن نفسك أكثر من غيرك من خلال أغنياتك؟
أكتب حين أجد نفسي بحاجة للكتابة ولكن لا أفرض على نفسي أن أغني كل ما أكتبه، وإذا كتبت أغنية لا تشبه أسلوبي الغنائي أفضل أن أقدمها لغيري، كذلك الحال في موضوع التلحين..
المهم بالنسبة لي أن أغني ما يشبهني وقد يتحقق ذلك من خلال عمل أهتم به من الألف إلى الياء أو من خلال التعامل مع كتاب وملحنين يشبهونني.
هل احتجت الكثير من الوقت والتجارب لتعرفي هويتك الفنية تماماً؟
لا أخفي أني واجهت صعوبات كثيرة خلال مشواري، وسبب ذلك أني اختلطت بثقافات موسيقية متعددة حول العالم، رُبيت في لبنان وعشت فترة في أمريكا وغنيت بكل اللغات، وهذا وسّع آفاقي الموسيقية وفتح الأبواب أمامي من دون شك، لكن في ذات الوقت وصلت إلى مرحلة أضعت معها هويتي الخاصة..
في أمريكا غنيت أغنيات عالمية وفي أفلام أمريكية و إيطالية، وترشحت لجائزة غرامي وكنت أول فنانة عربية يتم ترشيحها لهذه الجائزة، ولكن مع ذلك كنت أبحث عن النمط الموسيقي الخاص بي الذي يعكس ثقافتي وأسلوبي وما تشرّبته وما تعلمته..
واكتشفت أن المزج بين الشرق والغرب بطريقة عفوية جميلة ومبهرة، هو ما أردته واكتشفته تدريجياً وعملت عليه وما زلت أجتهد، وأعتقد أن الفنان يظل حتى آخر يوم في عمره يغربل هويته ويعزز بصمته الخاصة.
افتتحتِ حفلة الفنان عمرو دياب في بيروت، فكيف وجدت الأجواء؟
ما أسعدني أنه برغم كل ما يحدث إلا أن الفن يظل «متنفس» الناس، لقد أتيت يومها من الإمارات مباشرة إلى المسرح وغنيت لمدة 10 دقائق من أغاني الكبيرات وردة الجزائرية وفيروز وأغنية خاصة لي، وأمام 22 ألف شخص تفاعلوا معي بحماس كبير وفرح غامر جعلني أدرك كم أن بلدي يسكنني ولا شيء يبعدني عنه.
إلى جانب الألبوم الذي تسجلين، هل من تحضيرات أخرى؟
أنا منهمكة بإنجاز الألبوم وسأطلق أغنية منه قريباً، وأحضر لأغنية باللهجة المصرية وستكون تجربة جديدة بالنسبة لي، وكوني لا أتحدث اللهجة المصرية فإنني أقوم بالتمارين اللازمة لمخارج الكلام لأنني أؤمن أن «الجودة» ضرورة لازمة.