عرفه الجمهور مقدماً لبرنامج «سوبر ستار» الذي ذاع صيته في أرجاء الوطن العربي، ولكن الشهرة لم تكن غاية طموحه، فاعتزل تقديم البرنامج وهو في عز نجاحه، ليعود إلى مجال عمله في التسويق، ولكن لأنه يهوى التجديد وكسر الروتين في الحياة تنقّل بين كثير من المجالات في التقديم، والتمثيل، ومحطته الأخيرة مسلسل كوميدي من نوع السيتكوم.
بمشاركة زوجته نسرين زريق، التي دخلت عالم الأضواء من باب عرض الأزياء والتقديم والغناء، ثم انتقلت إلى التمثيل، وكانت لها تجربة سابقة في التمثيل مع زوجها العام الفائت، ولكن العمل الذي جمعهما هذا العام كان مختلفاً، هو مسلسل كوميدي بعنوان «درجة درجة»، عرض عبر شاشة «إل بي سي» الفضائية، ومجموعة قنوات «روتانا» خلال شهر رمضان المبارك.
كم كنتما متحمّسين لخوض هذه التجربة؟
أيمن: لطالما كنت أتوق إلى عمل يجمعني بزوجتي نسرين، وعندما عُرض علينا هذا العمل الثنائي في فكرة تطورت إلى مسلسل زاد حماسي، خصوصاً عندما كتبته مايا سعيد، بطريقة جميلة جداً، وجاء إخراج مارك سلامة ليضفي على العمل جمالية خاصة، وكان حماس المنتج إيلي عرموني لعمل المسلسل حافزاً للتحضير بطريقة مختلفة عمّا قدّمته سابقاً، فقد جمعت كيمياء رهيبة كل أفراد العمل أمام الكاميرا، وخلفها، أقولها بصدق، ومن دون مُجاملة، كنّا نضحك عندما نقرأ النص، ونضحك خارج إطار العمل.. باختصار هذا العمل جمعنا بمحبّة ظهر أثرها في أدائنا، لدرجة أن المسلسل تمّ تصويره في وقت قياسي، لم يحصل من قبل، فقد استغرق تسعة أيام فقط.
نسرين: قبل عام، اجتمعت مع أيمن في عمل تمّ عرضه على شاشة «إل بي سي»، كان عبارة عن اسكتشات تعرض للمشاكل الزوجية، ولكن هذا العام كان الأمر مختلفاً، بوجود طاقم عمل من الممثلين، وعندما طرحت علينا الكاتبة مايا سعيد الفكرة، تحمّست كثيراً، في الوقت الذي شعرت فيه بأن مديرة «روتانا» السيدة ندى مخزوم آمنت بنا، أنا وأيمن، كثنائي، فزاد حماسي أكثر لإظهار قدراتنا في العمل المشترك.
هل تعتقد أن عطش السوق العربي لهذا النوع الكوميدي يُمكن أن يُشكّل عامل نجاح مُسبقاً للعمل؟
أيمن: العمل كان محكوماً بالنجاح من قبل عرضه ليس لهذا السبب، وإنما بفضل اجتهاد كل فرد من طاقم العمل. فعندما يعمل الإنسان من قلبه تُفتح له أبواب النجاح، إضافة إلى افتقاد السوق هذا النوع من السيتكوم الخفيف اللذيذ الذي يُخرج الناس من مود النكد والغم الذي يعيشونه في العالم العربي عموماً، ولبنان خصوصاً، وقد جاء في الوقت المناسب.
هل هو جميل أن يعمل المتزوجون سوياً أم أن العكس صحيح؟
أيمن: حياتي أنا ونسرين، لا يحكمها روتين مُحدّد، وفي الأغلب نقضي أوقاتاً كثيرة مع بعض، وكان جميلاً أن يجمعنا عمل واحد،فيه من الأحداث ما يُمكن أن يحصل بين أي زوجين، وكان أسهل علينا عمل البروفات سوياً داخل المنزل، وخارجه، صحيح أننا يُمكن أن نمر بحالات ضغط، ولكننا نعرف كيف نتخطّاها، لأننا نفهم مشاكل الوسط ،ونقدّر ظروف وتعب بعضنا بعضاً، ونعرف كيف ومتى نجعل الطرف الآخر يتنفّس، و«ويفش خلقه».
نسرين: مريح لأنه يُتيح لنا فرصة أكبر للتمرين سوياً، داخل المنزل وخارجه، إضافة إلى أن الكيمياء الموجودة أصلاً بيننا تسهّل علينا العمل أكثر، لأننا استطعنا أن نضع من شخصيتينا فيه، وأنا كنت سعيدة جداً بالتجربة، خصوصاً أنها كانت من النوع الكوميدي الذي خلق أجواء من الفرح، بعيداً عن توتر العمل.
فضّلت الغياب عن الموسم الرمضاني العام الماضي لأني لم أجد دوراً جديداً يُناسبني ويُضيف إلي
هل تحرص على التواجد في الموسم الرمضاني؟
أيمن: عندما كنت في مصر كنت متواجداً كل عام من 2012 إلى 2019، وفي أحد المواسم كنت متواجداً في ثلاثة أعمال، ولكني بعد ذلك بتّ أتوق إلى الخروج من أدوار الشر التي حُصرت فيها، فابتعدت، واتجهت إلى تقديم البرامج، ثم عدت في دور بطولة مع ريهام حجّاج في مسلسل «يوترن»، في شخصية فيها شرّ وحب، وفيها تعقيدات وتحوّلات، وفي رمضان العام الماضي، فضّلت الغياب عن الموسم، لأني لم أجد دوراً جديداً يُناسبني ويُضيف إلي.
وماذا عن الخوف من المنافسة التي تحتدم في هذا الموسم،خصوصاً أن العمل لبناني؟
نسرين: لا شك في أن الخوف كان موجوداً وسط أنواع مختلفة من الدراما السورية، المصرية والخليجية، ولكن المريح في الموضوع أنه كان العمل الكوميدي اللبناني الأوحد، وأنه سيأخذ فرصة عرض ثانية على شاشة أخرى، بعد شهر رمضان المبارك.
هذه ليست المرّة الأولى التي تخوض فيها تجربة العمل الكوميدي؟
أيمن: كانت لي تجربة أولى في مسلسل «أهي جت»، مع عباس شاهين، وجيسي عبده، وكانت أصداؤه إيجابية جداً، وفي فيلم مصري من نحو سنتين بدور صغير، وحلمي اليوم أن أُقدّم أكشن/ كوميدي، وبصراحة أكثر، أتطلع اليوم إلى العودة إلى التقديم، إذ لا يُمكنني أن أُنكر انه هو من فتح لي أبواب العمل التمثيلي.
ولماذا ابتعدت عنه؟
لأن الإنتاج اضمحلّ في السنوات الأخيرة، وما عُرض عليّ في إطاره لا يتناسب مع التاريخ الذي أسّست له في التلفزيون، ولا أخفي أني كنت بصدّد التحضير لمشروع برنامج مهم جداّ توقف بسبب أحداث غزّة، بعد أن تمّ تصوير أول حلقة في 7 أكتوبر.
هل يُمكن أن نراك تقدمين برنامجاً واحداً مع أيمن؟
نسرين: كل شيء وارد، ويجري الحديث في هذا الموضوع، ولكن لم تتبلور الصورة بعد.
وماذا عن التأثر بالنجومية المفاجئة في برنامج سوبر ستار، ثم انحسارها بعد انتهائه؟
أيمن: لم تكن الشهرة يوماً هدفي، وكنت أعرف أني أمرّ بفترة ستزول، لذلك لم أتأثر بانحسار الأضواء عني بعد برنامج سوبر ستار، الذي أمضيت فيه خمس سنوات كانت الأجمل فيي حياتي.
تفكر في تأسيس شركة إنتاج في ظل ظروف صعبة جداً، من أين تستمد جرأة المغامرة؟
أيمن: أنا أملّ بسرعة، وهذا ما جعلني أبتعد عن تقديم «سوبر ستار» في عز نجاحه في الموسم الرابع، لأني شعرت بأنه لن يقدّم لي جديداً اكثر ممّا قدّمه، وأنا أحب خوض مغامرات جديدة، وربما يكون من بينها خوض تجربة إخراج قريبة.. لا أعرف إذا كان الأمر جيداً، ولكن هذا أنا.
أين موقعك الغنائي اليوم؟
نسرين: لا أفكر في ذا المشروع اليوم، وأعتبره مرحلة عابرة في حياتي، خصوصاً بعدما وصلنا إلى مرحلة خفّت فيه الإنتاجات، وأنا كنت أعتمد على شركة ميلودي في الإنتاج، ولم يعد سهلاً أن أجد غيرها، هذا إذا تغاضينا عن الذوق العام الذي اختلف تماماً.
وإذا تحسّنت الظروف؟
قد يخطر ببالي أن أُطلق أغنية واحدة، ولكني لن أعود إلى الاحتراف.