أعرب الفنان مصطفى شعبان عن سعادته بردّ فعل الجمهور المُبهر في الشارع على مسلسل «المعلّم»، بخاصة أن الجمهور كان يحفظ اسم كل شخصية في المسلسل، مضيفاً أن المسلسل كان «ترند» في عدد من الدول العربية.
مشيراً إلى أنه كان يسعى لتقديم شخصية مختلفة، وهذا ما وجده في «المعلّم» الذي جذبته الفكرة بمجرد قراءته لها، ووجد أن كل شخص يتابع المسلسل سيجد نفسه في كل شخصية ضمن الأحداث، كما أكد أنه يعود للسينما بعد غياب سنوات بعمل مهم، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:
كيف جاءت ردود فعل الجمهور على مسلسل «المعلّم»، وهل مقياس النجاح من الـ«سوشيال ميديا»؟
سعدت جداً بردّ فعل الجمهور في الشارع على «المعلّم» بشكل مبهر، المقياس بالنسبة إلي هو الشارع وحفظ الجمهور لبعض الجمل من داخل أحداث المسلسل، واستقبال الجمهور للعمل يذكّرني بنجاح مسلسلي «الحاج متولي» و«الزوجة الرابعة»، لدرجة أن الجمهور في الشارع يحفظ أسماء الشخصيات الموجودة في المسلسل من الأبطال، وحتى الأدوار الثانوية، أشعر وكأنهم يعيشون داخل الأحداث.
بجانب أن المسلسل حقق «ترند» منذ عرض أولى حلقاته في عدد من الدول العربية، وهو شيء يسعدني أن يصل العمل للجمهور العربي، بحيث تلقيت أكثر من رسالة من دول عربية مختلفة. وهذا يعني أن المسلسل وصل بشكل كبير إلى كل الجمهور العربي.
ما سبب اختيارك لمسلسل «المعلّم» لتخوض به السباق الدرامي هذا العام؟
عند القراءة الأولى لفكرة المسلسل وجدت أن الحدوتة مسليّة جداً، وفيها صراعات مختلفة بين الخير والشر، وتباين في الشخصيات، وتغطّي نسبة كبيرة من الناس، وكل شخص سيجد نفسه في المسلسل، طيّباً أو شريراً، إضافة إلى أن عالم السمك والصيد جديد على الدراما العربية، بشكل عام، ولا يوجد عمل درامي قدم شكل «شادر السمك» إلا في فيلم «شادر السمك» الذي عرض منذ سنوات، وتقديم عمل عن «شادر السمك» مغرٍ في تناوله حتى في الصورة المقدمة للجمهور.
هل فكرة اختيارك لتقديم مسلسل شعبي هدفها جذب الجمهور واللعب في المضمون؟
الدراما الشعبية خطرة، وسلاح ذو حدّين، لو قدمت عملاً شعبياً لا يمسّ الجمهور لن ينجح، ولو قدمته بشكل يمس الشعب العربي سينجح بشكل كبير، لأن العمل الشعبي الناجح يتابعه كل الجمهور في الدول العربية، وقد يكون عملاً شعبياً غير ناجح، وهذا خطر جداً، لأن المسلسل الشعبي صعب، بداية من فكرته، وكتابة السيناريو والحوار، وتنوّع شخصياته، فهو ليس آمناً، هناك أعمال شعبية قدمت ولكنها لم تنجح، أقصد أنه ليس بالضرورة أن أي عمل شعبي ينجح مع الجمهور.
كل شخصية أقدّمها تكون مختلفة عن الأخرى، وكل عمل شعبي قدمته مختلف عن الآخر
في السنوات الأخيرة اعتدت على تقديم الأعمال الشعبية، فهل هناك شخصية قدمتها تشبهك؟
كل عمل، أو شخصية قدمتها في أعمالي لا تشبهني، ولا تتشابه مع الشخصية التي قبلها، فمثلاً شخصية «فواز» في «الزوجة الرابعة»، مختلفة عن شخصية «مختار»، أقصد أن كل شخصية أقدّمها تكون مختلفة عن الأخرى، وكل عمل شعبي قدمته مختلف عن الآخر، حتى في الحي الشعبي، كل حي مختلف عن الآخر، الحارة الشعبية والحارة، العشوائية، في السنوات الأخيرة حدث خلط بينهما، فالبعض يتعامل مع العمل الشعبي على اعتبار أنه مملوء بالبلطجة والعنف، لكن الحي الشعبي بعيد عن هذه الصورة، الحي فيه قوانين تحكمه، وهو عالم متنوع فيه كل درجات الأخلاق.
كيف تحرص على أن تكون كل شخصية مختلفة عن الأخرى في طريقة التناول؟
في كل عمل أقدّمه أسعى إلى التغيير، ودرجة التغيير تظهر في العمل بنسبه معيّنة، فأنا أجتهد والتوفيق من الله، شخصية المعلّم هذا العام مختلفة، فهو شخص يأخذ الأمور ببساطة شديدة، مهما كان لديه من مشاكل وأزمات وهذا نمط شعبي موجود، وأنا حرصت على أن أقدّم شخصية المعلم من هذه النقطة، ولم أقدمه شخصية جادة، فمثلاً شخصية «مختار» في مسلسل «العار» كان «دمه خفيف»، لكنه كان مملوءاً بالشر، وهكذا أسعى للاختلاف في كل شخصية أقدّمها.
هل تزعجك مقولة إنك تسير على نهج الفنان الراحل نور الشريف؟
بالعكس، شرف كبير لي أن يقال إنني أسير على نهج نجم مثل نور الشريف، لكني لن أكون نور الشريف، لأنه اسم كبير، ومصطفى شعبان هو مصطفى، ولا يوجد شخص امتداد لشخص آخر، وكل شخص يمثل نفسه، كل ما أفعله أني آخذ خبرات من مدارس مختلفة في التمثيل، فقد شاركت مع كبار النجوم في أعمالهم منهم النجوم الراحلون «نور الشريف، محمود عبد العزيز، فاروق الفيشاوي»، وكلهم مدارس مختلفة في التمثيل، وفي تكنيك الأداء، الراحل نور الشريف دائماً ما كنت أحرص على أخذ رأيه في أي عمل درامي أقدّمه، وكان يفيدني بشكل كبير.
ما هي نقطة التحوّل في مشوارك الفني؟
أعتبر أن مسلسل «أيوب» هو نقطة تحول في مسيرتي الفنية، لأنه كان هناك انتقادات كبيرة موجهة من القائمين في الصناعة، بعيداً عن الجمهور، وهي أنني قدمت أعمالاً شعبية أكثر من مرة، وكانوا يرون أن هناك تشابهاً بين الأعمال التي قدمتها، وكان في داخلي رغبه كبيرة أن أثبت أنني قدمت أكثر من عمل فني ناجح، في السينما والتلفزيون، في السينما قدمت أكثر من فيلم حصل على جوائز منها «مافيا، فتح عنيك، جوبا»، فقررت أن أقدم عملاً يجعل الجمهور يتذكر نجاحاتي فقدمت مسلسل «أيوب»، ونجح نجاحاً كبيراً.
هل يزعجك النقد؟
يزعجني أي نقد أشعر بأنه نقد هدفه شخصي، هناك نقد كنت أشعر بأنه ثأر شخصي، وهذا النقد لا ألتفت إليه، بينما النقد الموجّه من الجمهور بحب، أو من المقرّبين أتقبّله، وأعمل على تحسين جزء معيّن، أو معالجة مشكلة معيّنة، وأيضاً النقد الذي يقول إنني أخفقت في عمل معيّن، أعمل على تحسين ذلك، وأظهر في العمل الذي يليه بشكل مختلف، واعتبر هذا النوع من النقد تنبيهاً لي.
هل أنت راضٍ عن مشوارك الفني حتى الآن؟
لا أشعر بالرضا بشكل كبير، وأشعر بأنه ما زال لديّ الكثير لأقدّمه، وأتمنى أن أقدم في السينما الفترة المقبلة عملاً مميزاً، بخاصة أن السينما عادت تنتعش بعد سنوات، وأتمنى أن أقدم أفكاراً وموضوعات مؤثرة بشكل كبير، وهناك فيلم جديد أعمل عليه منذ فترة قرابة خمس أشهر، وهو فيلم ثقيل ومملوء بالمعاني، وأضع كل فكري فيه، وابدأ تصويره عقب عيد الفطر المبارك.
هل توقف مسلسل «حتى لا يطير الدخان»؟
هذا العمل كان مقرراً أن أشارك فيه في دراما رمضان 2020، وتوقف بسبب أزمة «فيروس كورونا»، وبعدها قدمت مسلسل «ملوك الجدعنة»، لكن سأعود إليه لأن طريقة تناوله جديدة، ومختلفة عن الفيلم نفسه والموضوع، فهو ما زال قائماً بيني وبين العدل جروب.
قدمت مسرحية واحدة طوال مشوارك الفني.. لماذا؟
أنا أعشق المسرح، وسبق وقدمت مسرحية على المسرح القومي، وأتمنى أن يعود المسرح، وأعود إليه، ويكون هناك تشجيع للمسرح لأنه وسيلة ترفيه وثقافة، ووسيلة من أعظم الوسائل للتواصل مع الجمهور ويرتقي بالفنان مع الجمهور بشكل كبير.
اقرأ أيضاً: صنّاع مسلسل "المعلّم" يبتعدون عن فيلم "شادر السمك" بصورة مثالية للبطل
* القاهرة: فاطمة علي