جيني اسبر الفنانة النشيطة، التي تُلاحق عملها من بلد إلى بلد، حضرت إلى لبنان للمشاركة في لجنة تحكيم في مسابقة ملكة الجمال الطبيعي، فأتاحت فرصة وجودها لقاء لم تبخل علينا به، رغم ضيق الوقت، لأن في قلبها اعتزازاً خاصاً بموقع «كل الأسرة» المتميّز إعلامياً، على حدّ تعبيرها.. استهللنا اللقاء بالسؤال عن مشاركتها في هذا الحدث الجديد من نوعه، فقالت:
«الميك آب» أمر جميل جداً، ولكن في الفترة الأخيرة فاق الموضوع حدّه، صحيح أن التجميل أمر جيد لمن لا تملك ثقة بمظهرها، فتسعى إلى تحسينه، أو لمن تعاني تشوّهات معيّنة، ولمن وصلت إلى مرحلة متقدمة من العمر، ولكن المشكلة التي أصبحت سائدة اليوم، هي الإقبال الكثيف من الصبايا الصغيرات اللواتي لم يتخطّين السادسة عشرة على هذه العمليات، ليس من باب التحسين، بل من باب الموضة، فيخضعن لكل أنواع التجميل من بوتوكس، إلى الفيلر، إلى شد العينين، والحاجبين، إلى العمليات الخاصة بالجسد، في وقت لا تكون فيه الشابة تزوّجت، أو أنجبت، عدا عن عمليات الأنف التي أصبحت تحصيل حاصل.
وأيضاً تغيير شكل الأسنان لتصبح شبه الممثلة الفلانية في الوقت الذي تكون فيها أسنانها بصحة جيدة، الأمر الذي يأخذهن بعد فترة إلى أماكن أخرى تصيب البشرة، بمشاكل قد تصل إلى حدّ التشوّهات، والى حد أصبحت فيه الصبايا نسخة واحدة في زمن الـ«سوشيال ميديا» الذي خرّب الدنيا، وفي وقت بات يسعى فيه الجميع إلى الكمال، غير مدركين أن الخالق أوجد في كل شخص بعض «الديفوهات» ليميّزه عن الآخر، لذلك لا بُدّ أن ننبّههن إلى خطورة الوضع، والى الأخذ بفي الاعتبار مراعاة السن للبدء بهذه العمليات، على ألا يقل عن 35 عاماً.
أصبحت مقصداً لكل حدث جمالي لكونك آتية من عالم الجمال، فهل يُزعجك الأمر؟
بالعكس، أكون مسرورة بالثقة التي أولوني إيّاها، خصوصاً أنني فنانة جئت من عالم الجمال، ودرست في مجال التغذية والرياضة. أشعر بأني قادرة على إعطاء النصيحة الصحيحة، ولست مُجرّد «بلوغر»، أُسدي نصائح عشوائية للحصول على المال، ولذلك أُحب أن تكون مواقع التواصل عندي موجهة لتبيان السلبي والإيجابي للناس.
كنت تحضّرين لبرنامج رياضي، متى يُبصر النور؟
البرنامج عبارة عن ثلاث فقرات متعلقة بالتغذية، المفيد منها والمؤذي، وتلك التي تُناسب «الدايت» المخصّص لكل عمر، مع مُناقشة السلبيات والإيجابيات، في فقرة محدّدة، في كل حلقة، إضافة إلى فقرة رياضية تتضمن تمارين معيّنة في كل حلقة مع مدرّب متخصّص، وأخيراً هناك فقرة المطاعم، وتتمحور حول تلبية الدعوات على العشاء والغذاء لمن يتّبعون نظام حمية، وتوجيههم نحو أنواع معيّنة، وإعطاء وصفات أكل صحّية، وقد انتهينا من تصويره، وبقي موضوع العرض الذي تتولاّه شركة الإنتاج للاتفاق مع إحدى المحطّات.
محلّياً أم عربياً؟
لم يعد هناك شيء محلّي في عصر الانفتاح الإعلامي، فأيّ منصة أو محطّة، حتى لو كانت محلّية، هي عربية بالنتيجة.
هل لا يزال للتلفزيون دور في عصر المنصّات؟
صحيح أن دور المنصّات أصبح أكبر، خصوصاً أنها تتيح فرصة التحكّم في الوقت لمن لا يملك هذه الرفاهية، ولكنها لا يُمكن أن تُلغي دور التلفزيون الذي أصبح تقليداً في كل منزل، فالأعمال الجديدة والمميزة تتجه أيضاً إليه في الموسم الرمضاني.
تنتشر الأعمال التركية المُعرّبة، فهل تعتقدين بأنها ستسيطر في الفترة المقبلة؟
لكل فترة موضتها، بالأمس كانت الدراما السورية مسيطرة، ولكن تراجعت نتيجة الأزمة، وعادت بدراما واقعية تنقل المشاكل السورية المحلّية التي لا تعني المشاهد العربي، واليوم تأخذ الأعمال التركية حيّزاً كبيراً، نظراً لمتابعتها من عدد كبير من المشاهدين المبهورين بالتصوير والأماكن، والأزياء.. وهذه الحكايات تعرض لقضايا عامة، من الحب والخيانة والنصب والأكشن، وغيرها، من المواضيع الاجتماعية التي تنطبق على أي بيئة.
هل أدار الممثلون السوريون ظهورهم للدراما السورية بسبب المردود المادي الكبير الذي تُدّره هذه الأعمال المعرّبة؟
مما لا شك فيه أنها تؤمّن مردوداً أفضل خصوصاً، أن إنتاجها ضخم جداً، وتحديداً إنتاج محطة تلفزيون الشرق الأوسط المعروف بأنه الرقم واحد، عدا عن المغريات الأخرى بالظهور عبر أهم محطة، والتي تؤمّن أهم دعاية وإعلان، مع الأخذ في الاعتبار أفضل صورة يُطلّ بها من خلال أحدث التقنيات والكاميرات، ما يعني أن الممثل الذي يظهر في أعمالها ضامن لنجوميّته، وهو مثل أي إنسان يعنيه الجانب المادي في عمله لأنه يسعى نحو الأفضل، وهذا لا يُنقص من الدراما السورية.
لم أتابع مسلسل «الخائن» لأني أعاني مشكلة مع الخيانة ولا ينقصني همّها
ما أكثر مسلسل شدّك؟
لم أتابع كثيراً، فلم تتسنّ لي متابعة «عروس بيروت» لأني كنت منشغلة حينها بتصوير عمل، ولكن تابعت «الثمن»، «كريستال»، و«الخائن»، وقد أعجبني «كريستال» الذي تضمن أحداثاً مُثيرة، فشعرت بأنه مسلسل لذيذ ومسلٍّ، لأن المشاهد لا ينقصه «همّ وغم»، بصراحة كل الممثلين السوريين واللبنانيين أبدعوا.. «الخائن» جميل، ولكني لم أتابع كل حلقاته، إضافة إلى أنني أعاني مشكلة مع الخيانة، ولا ينقصني همّها!
مشاكلك الشخصية تؤثر في قراراتك في قبول أو رفض عمل؟
لا أرفض بالمطلق، خصوصاً إذا كان الممثلون مبدعين مثل الممثلين في «الخائن».
ما هو الدور الذي تمنّيت أن تكوني أنت صاحبته من كل هذه الأعمال؟
أحببت شخصية علياء في «كريستال»، فأيّ شيء له علاقة بالفاشن والموضة يجذبني بشكل لا شعوري، وكذلك أحببت شخصية فاي، فأنا أصلاً أحب ستيفاني عطا الله، كذلك أحببت شخصية رزان جمال في مسلسل «الثمن»، وهدوءها، وتمثيلها، بحيث ظهرت الشخصية بطريقة جديدة بعيدة عن الانفعالات القوية.
البعض رأى أن أداءها كان بارداً؟
الانفعالات عند العرب مختلفة عن تلك الخاصة بالأجانب، فتلاحظين أن الممثل الأجنبي لا ينتف شعره، ولا يبكي مثلنا عندما يتعرض لصدمة، فتعبيرهم عن حزنهم مختلف عنّا، ولكن لأني أملك جينات أجنبية فإن ردّ فعلي لا يأتي بطريقة انفعالية، بل أتلقى الموضوع بهدوء أكثر.
أخيراً ماذا في جعبتك؟
انتهيت من تصوير «رماد الورد»، وهو مسلسل اجتماعي يتطرق إلى موضوع الـ«سوشيال ميديا»، وتحديداً «ابليكيشن التيك توك»، من خلال شخصية تُدير وكالة «تيك توك»، وتُشغّل صبايا وشباباً للظهور في «لايفات»، ويتم من خلالها تسليط الضوء على خلفيات القصة ومشاكلها، وإلى أين تؤدي، ومن يتحكّم فيها من الكبار، لكونهم أكبر من مجرد داعمين، ومموّلين، وهو من تأليف وإخراج ديانا فارس.. هنا لا بُدّ من الإشارة إلى أني أهوى العمل مع المخرجات الإناث لأنهن يهتممن بالتفاصيل، ونستطيع أن نفهم بعضنا بعضاً أكثر، إضافة إلى مسلسل، شامي آخر بعنوان «بيت أهلي»، سأظهر فيه بشخصية جديدة في الموسم الرمضاني المُقبل.