رغم عملها في «البزنس»، إلا أنها لم تجد نفسها إلا في مجال الغناء الذي يسري بدمها، فالفنانة اللبنانية اليسار، قررت في العام 1997 الاحتراف ودخول الساحة الغنائية من أوسع أبوابها، من خلال برنامج الهواة الشهير استوديو الفن، إلا أن الظروف لم تساعدها في استكمال مسيرتها الفنية التي تعثرت في أكثر من محطة لأسباب مختلفة. واليوم، وبعد عودتها إلى الساحة الغنائية بأغنية «يا حبيبي»، تعد بإطلاق أكثر من أغنية منوعة، وستكون الفاتحة أغنية مصرية لم تفصح عن تفاصيلها.. وفي حوارنا معها تتحدث عن الغياب والعودة وتفاصيل أخرى:
عدت إلى الساحة الغنائية بأغنية «يا حبيبي»، لماذا طال غيابك؟
الغياب جاء لعدة أسباب منها شخصية (ظروف مرض والدي ووفاته)، ومنها إنتاجية، في وقت توقفت فيه الحفلات بسبب جائحة «كورونا» وتداعياتها.
«الترند»، كلمة مستفزة تعتمد في الغالب على أعمال هابطة ودون المستوى يقدمها من يسمون أنفسهم فنانين
تعتمدين على مردود حفلاتك لإنتاج أغنياتك، فلماذا لم تعتمدي على شركة إنتاج؟
إذا سلمنا جدلاً بأن شركات الإنتاج لا تزال موجودة بالفعل، فإن عملها لم يعد كما في السابق، فهي لم تعد مهتمة بالمواهب الصوتية، بل أصبحت تتبنى الأعمال الغنائية بطريقة تجارية لجني المردود المادي الجيد، وذلك بدل الإنفاق على الإنتاج من الألف إلى الياء. لطالما كان حلمي أن أنضوي تحت لواء شركة إنتاج، لأن الفنان يحتاج لفريق عمل متكامل يخفف عنه أعباء التعب ليتفرغ لعمله الذي يحتاج لكثير من التفاصيل، ولكني لم أوفق بشركة تلبي طموحاتي، فاقتصر عملي على الإنتاج الخاص بي. وفي الفترة الماضية تقلص هذا الإنتاج للأسباب التي ذكرتها، ولعل أكثر شركات الإنتاج باتت تبحث عن «الترند»، هذه الكلمة المستفزة التي تعتمد في الغالب على أعمال هابطة ودون المستوى يقدمها من يسمون أنفسهم فنانين وهم لا يفقهون في الفن شيئاً، ولا يميز أصواتهم أي «كاراكتير»، ولا حتى يملكون أغنية خاصة، بينما الأعمال الطربية وذات القيمة أصبحت «دقة قديمة»!، ولا أعرف إلى متى ستستمر هذه الموجة والى أين نحن سائرون.
من هو الفنان «الترند»؟
أي إنسان يصور أغنية على تيك توك، أو يقدمها على طريقة «المخالف».
أنت ناشطة على مواقع التواصل؟
لم أعد ناشطة كما في السابق، بعد أن كثرت مواقع التواصل، وآخرها تيك توك الذي يحتاج لأوقات طويلة لا يمكن أن يجدها إلا الأشخاص الذين لا يعملون شيئاً في الحياة، إلا أن يحاولوا أخذ مكاننا.
يبدو أنك وصلت إلى مرحلة متقدمة من الإحباط؟
لا أنكر ذلك، لأني أشعر بأني أسبح عكس التيار، وبت أسأل نفسي، أنا «الصح»أم هم؟!
أغنية «يا حبيبي» هي التي أعادتك، فهل كان اختيارها مقصوداً أم جاء صدفة؟
عمر هذه الأغنية أكثر من ثلاث سنوات، حيث كنا بدأنا أنا والمؤلف الغنائي طوني أبي كرم والموزع بودي نعوم العمل عليها، ولكن فجأة حصلت لي ظروف صحية أوقفت العمل، وبعدها مباشرة جاءت الثورة، ومرض والدي ثم «كورونا»، فنسيت أمرها، وبحكم صداقتي مع طوني وبودي قررنا أن نعيد العمل عليها وإطلاقها أخيراً، لأنها عمل جميل يستحق الصدور.
ولكن الأغاني مثل كل شيء لها موضة محددة؟
هذا عائد لنوع الغناء، ولأني لست مغنية «ترند» لا أعتمد التوزيع الغنائي الجديد «بعجقته»، وأفضل التوزيع الكلاسيكي الناعم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن موسيقاها مناسبة للعصر وليست قديمة، لذلك لم نحتج لكثير من التعديلات باستثناء اعتماد إيقاع جديد بدون أن نغير في التوزيع شيئاً.
كيف تلقيت ردود الفعل بعد الغياب؟
قد يظن البعض أني أبالغ بالقول إني فوجئت بنجاحها، خصوصاً وأنها كانت لوناً جديداً لم يعهدني فيه الجمهور، وقد تلقيت ردود أفعال بمعظمها إيجابية، حمستني أكثر للعودة.
تعدين بأغنية جديدة؟
إن شاء الله بعد انقضاء موسم الحفلات الصيفية سأعمل على انتقاء عدد من الأغنيات التي سأحاول التنويع فيها، ولهذه الغاية سيكون هناك أغنية مصرية تعيدني إلى السوق المصري الذي دخلته منذ فترة طويلة، ثم غبت عنه لأسباب قسرية.
هل من تفاصيل؟
أفضل عدم الخوض في التفاصيل حتى تكتمل.
السوق المصري بيضة قبان النجومية؟
بدون شك، فنحن نتكلم عن تعداد يفوق المئة مليون نسمة، وعن لهجة تربى عليها معظم الجمهور العربي، بالإضافة إلى أني عاشقة ومنذ صغري لأغنيات وردة، أم كلثوم وكل الأغنيات الطربية الثقيلة.
كم أغنية في رصيدك اليوم، وهل أخذت كلها حقها؟
نحو عشر أغنيات، منها ما أخذ حقه، ومنها ما أفكر بإعادة تسجيله وتصويره ليأخذ حقه مثل أغنية «وقفة العز»، وهي من أجمل أغاني.
ومن أغنيات الآخرين؟
عيني على أغنيتين للفنانة الراحلة ذكرى، فهي مثلي الفني الأعلى.
تعتبرين أن العصر عصر النجم أم الأغنية؟
انتهى عصر الأغنية وبدأنا العودة إلى عصر النجم، ودليل على ذلك النجومية التي يحصدها اليوم ناصيف زيتون والفنانة رحمة رياض، بلقيس وغيرهم من النجوم الجدد.. برأيي الأغنية الضاربة وحدها لا تكفي في ظل وجود مئات الأغنيات في السوق.
تفكرين بخوض تجربة التمثيل؟
أنا مؤمنة بأن الفنان إذا أراد أن يعمل على خط مواز للفن يجب ألا يكون في المجال نفسه، وأنا كان لي تجربة سابقة في عملين من نوع «البزنس»، ولكني لا أشعر أني مؤهلة للعمل في مجال التمثيل، لأني لا أملك هذه الموهبة، وهنا تكمن مشكلتنا الأساسية في التعدي على مهنة الآخرين. أنا لا أدعي نجومية الفئة الأولى التي تعتمد على ثلاث أو أربع حفلات، لذلك أفضل أن يكون هناك عمل يشغلني، ليس فقط من أجل المال، بل من أجل الراحة النفسية.
لو عاد بك الزمن، تخوضين مجال الغناء مجدداً؟
حاولت كثيراً الابتعاد عن عالم الغناء، ولكن حب الفن الذي يجري في عروقي حال دون ذلك، لأن الفنان الحقيقي لا يمكن إلا أن يكون فناناً.