بدأت رحلة المصور الشهير حكمت وهبي عندما كان في السادسة عشرة، حيث كان يبحث عن مسيرة مهنية غير معتادة وغير تقليدية، حتى اكتشف شغفه بالتصوير الفوتوغرافي، وحاز على جائزة أفضل مصور في لبنان من قبل مؤسسة «Paysage» الفرنسية في عمر السابعة عشرة، مما عزز شغفه لاحتراف التصوير حتى أصبح من أهم الأسماء على الساحة في مجاله، وقد أطلق مؤخراً البودكاست الخاص به والذي حقق نجاحاً كبيراً.. حاورناه لنتعرف أكثر إلى تلك الخطوة وأهميتها في مسيرته المهنية.
لماذا فكرت في إنشاء البودكاست، وهل كان هدفك مادياً؟
بدأ الموضوع بصدفة، وذلك عندما أتى «كوفيد» وأغلق الدنيا. بالنسبة لي كصاحب عمل لديه موظفون يعملون في شركته، كان الأمر مخيفاً، وشعرت أن المستقبل غير واضح. مثل كل الناس، الجلوس في البيت في فترة الحجر دعاني لإعادة النظر في قرارات حياتي وشغفي. كنت أشاهد الكثير من البودكاستات حينها، وصرت أفكر في صنع بودكاست خاص بي. خلال مسيرتي كمصور، شكلت العديد من المعارف والعلاقات مع أناس عظماء ومشاهير ومؤثرين، مما يسهل إيجاد ضيوف، فذلك شجعني كثيراً.
في البداية، لم يكن الهدف من البودكاست مادياً، ولكن عندما كبر البودكاست وانتشر، أصبح هناك العديد من الطرق المتاحة لأجني مالاً منه. من الجيد عندما ينعكس المجهود مادياً، خاصة كون بودكاستي يتطلب فريقاً كاملاً للإنتاج والتحرير والترجمة، لذا من الجميل أن يرد الاستثمار.
ما هي معاييرك في اختيار ضيوفك؟
عندما تبدأ في صنع البودكاست، عليك أن تبحث على ضيوف لديهم جمهور، بحيث ذلك سوف يساعد في انتشار البودكاست وفي خلق جمهور لك. بالنسبة لي، ما أبحث عنه في الضيف هو أن يكون لديه قصة ليخبرها، والتي من خلالها ممكن أن يلهم الناس. أستضيف العديد من الأناس غير المشهورين، ولكن قصصهم ملهمة للغاية، ويشاركون مآسيهم، والمشاهد قد يتعلم ويستفيد منهم. وكذلك الأمر، استضفت العديد من المشاهير والمؤثرين الذين شاركوا قصصهم الملهمة ومشاكلهم، وذلك يساعد أناساً يعانون المشاكل نفسها.
لا أحب إثارة الجدل وأعتمد على المصداقية للنجاح والاستمرار
فيما يخص إثارة الجدل، لا أحب ذلك ولا أتطرق له. لا أستعمل عناوين أو صوراً محفزة لفتحها، ولا أعدل الحلقات بشكل احتيالي كما يفعل العديد من الناس على اليوتيوب. تلك الألاعيب قد تحصل على مشاهدات، لكنها ليست استراتيجية صالحة على المدى الطويل. من المفضل أن نركز على المصداقية وأن ننتشر بشكل بطيء ولكن مستدام.
حكمت وهبي مع منى قطان
حكمت وهبي مع ريم سعيدي
هل من السهل عليك أن تتصل بالضيوف وأن تدعوهم إلى البودكاست؟
كما ذكرت سابقاً، مسيرتي كمصور أعطتني فرصة حتى أشكل الكثير من المعارف والصداقات في مجالي، وهذا سهل علي عملية العثور على الضيوف. فيما يخص ما إذا كان الضيوف يطلبون مالاً، 99% منهم لا يطلبون، وإذا طلبوا، أرفض ذلك. البودكاست ليس بمثابة برنامج تلفزيوني يلحق بدعايات ويجني أموالاً طائلة، لذا لا يجوز على الضيف أن يطلب أي مال. المقايضة هي أنها تتسنى لهم الفرصة أن يشاركوا قصتهم وأن يعبروا عن أنفسهم، بينما أنا أستفيد من كون بودكاستي ينتشر لدى جماهير جديدة.
كيف تصف البودكاست الخاص بك؟
بودكاستي ليس مصنوعاً للترفيه. جو بودكاستي هادئ ومريح، وهذا يسمح للضيف أن ينفتح ويشارك قصته. عندما أقرأ تعليقات المشاهدين، يقولون إنهم يحبون بودكاستي لأنه خال من المواضيع المثيرة للجدل، ولأن جوه هادئ، حيث هو عبارة عن شخصين يتكلمان ويشاركان آراءهما.
أتشعر أن الناس أصبحوا يفضلون البودكاستات على مقابلات التلفزيون التقليدية؟
صدمت بعدد الأناس الذين أحبوا بودكاستي، والذين يحبون البودكاستات بشكل عام. ولكن ذلك منطقي إذا وسعنا المنظار ونظرنا في طبيعة منصات الـ"سوشيال ميديا". جماهير اليوم لا يحبون المحتوى التقليدي، أي الاحترافي والمصقول، الذي يقدمه التلفزيون، لأن في اللاوعي، نعتقد أن هذا المحتوى مرتبط بإعلان أو سياسة أو خطة ما، حتى ولو لم يكن مرتبطاً، لأن الميديا لطالما ارتبطت بشيء ما.
البودكاست طريقة رائعة لمشاركة قصتك لتساعد نفسك والآخرين
أريد أن أشجع الجميع بأن يصنعوا بودكاست أو بأن يكونوا ضيوفاً في بودكاستات، فهو طريقة رائعة لمشاركة قصتك أو قصة ضيفك. هذا يساعد الشخص الذي يشارك حتى يرتاح، ويفيد الأشخاص الذين يمرون بنفس المشاكل والظروف، وهو مثال لكل الناس حتى يتشجعون ويعبرون عن أنفسهم. حتى ولو لست مشهوراً، وحتى ولو لست مخاطباً عظيماً، بإمكانك التعبير عن نفسك، وأعدك أن الملايين من الأشخاص سوف يحبونك وسوف يستفيدون من قصتك، لذا.. شاركها معنا.
كيف تعمل على تطوير نفسك طوال الوقت؟
كلما زادت خبرتي، وكلما قرأت وتعلمت، كلما اكتشفت نقط ضعفي وأدركت كيفية إصلاحها. ولكن، أهم عامل في تحسين النفس هو تحدي النفس. اعمل على نقط ضعفك، واقتل شكك بنفسك. طوال حياتي وحتى قبل عامين، لطالما كنت الرجل خلف الكاميرا، ولم أقف أمامها قط. تلك الانتقالة كانت صعبة في البداية، لأن هناك رهبة في زر التسجيل عندما ينقر وندخل في محادثة لمدة ساعة. ولكن، تحديت نفسي، وأنا ممتن على ذلك.
