النجمة مادلين طبر شهدت مؤخراً عودة قوية للسينما من خلال دورها في فيلم «نبيل الجميل أخصائي تجميل» الذي نالت عليها ثناء النقاد، كما تستعد للمشاركة في بطولة مسلسلين، الأول من نوعية الرعب والتشويق، والثاني مسلسل ديني، في دورين جديدين لم تقدمهما من قبل، وهي كعادتها تقبل الأدوار الجديدة التي تضيف إلى رصيدها الكبير من الأدوار في تاريخها الفني.
حول النجاح الذي حققه دورها في الفيلم، وأسباب ظهورها واختفائها فجأة، وأعمالها الفنية الجديدة وأدوارها فيها، ولماذا تهتم بمساحة الدور، كان لنا معها هذا الحوار:
هل توقعت هذه الحفاوة التي نالها دورك في فيلم «نبيل الجميل أخصائي تجميل»؟
لم أتوقع طبعاً هذا الصدى، وهذه الحفاوة والاستقبال الرائع من النقاد، عن دوري في فيلم «نبيل الجميل أخصائي تجميل»، رغم أنه لم يزد على 5 مشاهد. كلمة حق أقولها بدون أي مجاملة، محمد هنيدي نجم كبير وصديق وزميل يشجع من معه لتقديم أفضل ما عندهم من أداء كوميدي، ويمنحهم طاقة لأن يبدعوا دون أي حساب، ويفرح لفرحهم، أنا من أطلقت عليه «شارلي شابلن العرب»، وفر للفيلم في أول إنتاج له كل وسائل الراحة للإبداع، لم يكن لنا هدف جميعاً سوى أن ينجح كل منا، ويتفوق على نفسه.
أسعدتني طبعاً هذه الحفاوة من النقاد على أدائي، وهذه هي تجربتي الثانية مع النجم محمد هنيدي، لأني سبق وعملت معه في «مسلسليكو» في حلقتين، دور «كليوباترا» في حلقة، ودور «هيام» في «تحريم السلطان» في حلقة ثانية، وأتمنى أن يكون هناك تعاون ثالث ورابع، لأن على ما يبدو كما يقول المصريون «وشي حلو عليه، ووشه حلو عليا» وهي عبارة تعني التفاؤل بوجود شخص ما سواء في العمل أو في محيط الحياة.
إلى هذه الدرجة كان التعاون مع محمد هنيدي مثمراً؟
حضور محمد هنيدي في أي موسم يسبب ارتباكاً للآخرين، في إطار المنافسة الشريفة طبعاً، ويهز عروشهم، ونزول فيلم جديد بالتزامن مع فيلم هنيدي مغامرة غير مأمونة العواقب، فكان من المتوقع أن يأخذ مكانته. توقعت نجاح الفيلم، لكن لم أتوقع هذا النجاح المدوي مع هذه الملايين المتصاعدة من الإيرادات في دور العرض في كل أنحاء مصر، وأعتقد أنه تبوأ موقعاً مهماً في بورصة الأفلام التي حققت إيرادات.
من كان وراء ترشيحك للدور؟
شخصياً كان عندي فضول لأعرف من رشحني للدور، وشعرت بإطراء ومدح عندما علمت أن المخرج الكبير خالد مرعي والأستاذ هنيدي عندما عقدا «ترابيزة اجتماعات» لتسكين الأدوار نطقا اسمي معاً، فكان الترشيح مزدوجاً منهما، وصدق من قال إن الدور ينادي صاحبه.
الظهور أو الاختفاء ثم العودة ليست قراري، هي ظروف إنتاجية، وأحياناً تكون حسب العرض والطلب
لماذا أنت بعيدة عن السينما في السنوات الأخيرة؟
لست بعيدة عن أي مجال فني، لا السينما ولا المسرح ولا التلفزيون، كل هذه الوسائل لا تعتمد فقط على رغبة الفنان في الظهور أو في حجم الدور، تعتمد على مجموعة عناصر قد يكون آخرها الفنان نفسه. الظهور أو الاختفاء ثم العودة ليست قراري، هي ظروف إنتاجية، وأحياناً تكون حسب العرض والطلب، بمعنى أنا لمعت الآن مثلاً في فيلم فتكون عندي فرص أكثر، لكني أيضاً لست سهلة الإرضاء، ولم يعد عندي طاقة لتحمل الإنتاج الصغير الضعيف، أو التعب والشقاء مع مجموعة من الناس لأتأقلم معهم، وأحياناً أجد الورق جيداً والمخرج متواضع المستوى، أو الورق والمخرج جيدين لكن الإنتاج ضعيف، أو كل العناصر متوافرة لكن الممثل الذي يقف أمامي لست مؤمنة بموهبته وأعرف أني لو عملت معه سوى يزعجني ويتسبب في هبوط إيقاع العمل، كل هذه الأسباب تدعوني إلى الاكتفاء بتاريخ كبير وجيد، وأقول لنفسي «لا داعي» التي تريحني وتجعلني أحياناً أختفي.
أغلب النجمات يحرصن على التواجد سنوياً في رمضان لكنك لست كذلك.. ما السبب؟
بخصوص هذه النقطة لا توجد نظرية واحدة مضبوطة، هناك نجوم لا يظهرون إلا مرة كل سنتين أو ثلاثة مثل النجم الدكتور يحيى الفخراني، يغيب ونشتاق له كجمهور وأنا واحدة منهم، ثم يعود ويتألق باختيار موفق في عمل قوي. أحياناً ظهور الفنان في كل موسم رمضاني يفقد الجمهور الرغبة في متابعته. عموماً لا توجد قاعدة تحكم المسألة، لذلك أقول إنه لو أحد منا يعلم ما هو السر في الاستمرارية كنا كلنا عرفنا الخلطة السحرية، هي عوامل متعددة ومن الصعب حصرها في سبب واحد.
هل تهتمين بحجم الدور؟
طبعاً أهتم أن يكون حجم الدور كبير، وأن يكون «فرود صح» من أول الحلقات لآخر الحلقات، لكن أحياناً يأتي دور Flat مسطح، أي أن أكون موجودة لكن لا أؤثر في الدراما، لذلك دائماً أنظر من النجم رقم واحد في العمل، والذي يقوم الدور على أكتافه بشكل أساسي؟ وأحاول أن أعرف عدد المشاهد التي سأظهر فيها معه، فلا شك أن النجم الأساسي الذي يتم تسويق العمل باسمه تكون مشاهده مخدومة درامياً، وكلما كنت أنت معه في كادر واحد كلما كانت فرصتك في الظهور أكبر، فلا جدوى لمساحة الدور إذا لم أكن مؤثرة. التواجد الفعال هدف أقبل على أساسه الأعمال التي تعرض علي.
هل صحيح أن المنصات الإلكترونية سوف تسحب البساط من التلفزيون؟
قيل إن الصحافة المكتوبة سوف تنتهي بمجرد ظهور الصحافة الإلكترونية، ولم يحدث، فلا شك أن الصحافة الإلكترونية نالت مكانة، لكنها لم تخف الصحافة المكتوبة التي ما زالت موجودة. الشيء نفسه حدث مع الإذاعة عندما ظهر التلفزيون، لذلك فالمنصات الإلكترونية لن تسحب البساط من تحت أقدم الفضائيات، لكنها سوف تقلل من توهجهها، لأننا كلنا مقبلين على التحديث، وهذه هي حال الدنيا، وحال التقدم للدخول في اللعبة العالمية.
لك عدد هائل من الأدوار.. هل يوجد حتى الآن دور لم تقدميه وتتمنين تقديمه؟
عندما تنتهي شهيتي في لعب أدوار جديدة سوف أعتزل فوراً، لكن حتى الآن طبعاً أتمنى تقديم أدوار كثيرة، ليست على بالي، ولا أخطط لها، لكنه الورق عندما يأتيني وأقرأه هو ما يسحبني إلى اللعبة السحرية. الأدوار الجديدة لا تنتهي، والممثل المحترف لا يكتفي أبداً بأدواره مهما بلغ عددها، كل سيناريو جديد هو دور جديد، المهم كيفية تقديمه.
ماذا عن أحدث أعمالك الفنية؟
هناك مشروع مسلسلين، مسلسل رعب، ومسلسل ديني لكني للأسف لا أحب الحديث عن أعمالي، حتى لا تكون «منظورة»، أنا مؤمنة بالحسد، لذلك لا أتحدث عن أعمالي إلا بعد دخول أول يوم تصوير، عامة دوري في مسلسل الرعب جديد تماماً لم أقدمه من قبل وأتمنى تقديمه.