مجلة كل الأسرة
05 يوليو 2022

بانه لـ"كل الأسرة": أستعد لتقديم عرض في London Jazz Festival

فريق كل الأسرة

بانه على غلاف مجلة كل الأسرة
بانه على غلاف مجلة كل الأسرة

صدفة قادتها للمشاركة في أحد برامج الهواة التلفزيونية، لتعود الصدفة الثانية وتبعدها عن المشاركة فيه، إلا أن الفنانة البحرينية بانه بدأت تفكر بالانتقال من مجال عملها الاقتصادي في التسويق والمصارف إلى المجال الفني الغنائي، وهذا ما حصل قبل نحو خمس سنوات، فقدّمت بعدها العديد من الأغنيات التي تميزت بنمط فني خاص يجمع بين الأصالة والحداثة، وأوائل الشهر الماضي صدرت أغنية رومانسية مصرية جديدة للفنانة بانه حملت عنوان «بسيب الدنيا»، بالتعاون مع شركة يونيفرسال، وعنها كان الحديث في بداية الحوار الذي أجرته معها الصحفية هدى الأسير.

بانه لـ

تقول عن أغنيتها الجديدة «بسيب الدنيا» "بعد أن قدّمت للجمهور أغنيات باللهجة البيضاء، وباللهجة المصرية، أطلقت أغنية مصرية رومانسية أحببت أن أُقدمها قبل إطلاق الألبوم الذي أعمل عليه، والذي سيكون مختلفاً تماماً، فهو من نوع البوب وباللهجة الفلسطينية، فالمسألة لم تعد محصورة باللهجات التي لم تعد تشكّل عائقاً لفهم الأغنية، والجيل الجديد تخطى هذه الحواجز بذكائه، وأصبحت الرسائل الموجهة من خلال الأغنيات هي الهدف".

وتؤكد "هذا الجيل بات يتطلّع إلى الكلمات أكثر، والدليل على ذلك شهرة بعض الفنانين الجدد من خلال رسائل أطلقوها في أغنياتهم، بدل «صف الحكي»".

أغنية «بسيب الدنيا» للفنانة بانه


رغم أنه عصر الأغنية " السنجل" أو الفردية، تحدت بانه الترند وأعلنت استعدادها لإطلاق ألبوم جديد تعتبره نقلة مهمة في مشوارها الفني، تشرح "العمل الذي أستعد لإطلاقه هو "ميني ألبوم"، ويُعتبر نقلة في هويتي الفنية، لأن الأغاني الموجودة فيه لا تشبه شيئاً من الأعمال التي قدمتها من قبل، بالإضافة لمشاركتي في كتابة الكلمات والألحان للمرة الأولى إلى جانب عدد من الملحنين والشعراء الفلسطينيين والأردنيين، وهذا بحد ذاته يعني لي الكثير كوني بحرينية فلسطينية الأصل.. صحيح أنه عصر الأغنية المنفردة، ولكن لأن الألبوم سينقلني إلى مرحلة جديدة تشبهني أكثر مما سبق وقدّمته، ولأني شاركت بكل تفاصيله، أحببت أن يكون هذا الألبوم".

وتضيف (مازحة) "أجمل ما في طبعي أني «طحيشة»، وأكبر دليل أن أنجح أغنياتي صدرت في فترة الخوف من وباء «كورونا» (القعدة الحلوة)، وانكفاء كثير من الفنانين في منازلهم، ودليل آخر أن الألبوم يضم أغنيات مضمونها جريء قد يخيف البعض من اعتماده في الأغنيات!!".

البعض يرى أن أغنيات المهرجانات فن هابط، بينما هو فن قائم بحد ذاته ويتضمن رسائل يُمكن أن تُسمع في «المود الصح»

تؤمن بانه بأن الفنان ليس صوتاً جميلاً ولا كاريزما فقط، بل تجربة وذكاء أيضاً، وتوضح "برغم التجربة والخبرة التي اكتسبتها ما زلت حتى اليوم أشعر بالضياع في بعض الأوقات، لذلك كان يُمكن أن أتوه لو بدأت من قبل، وعملي السابق في مجال البنوك والتسويق ساعدني كثيراً في التعامل مع الأعمال الفنية، وإن كنت أرى الأمور بالمقلوب، فأنا أنظر إلى تسويق الأغنية قبل تنفيذها، لذلك أعتقد أن العمل الفني جاء في وقته إلا أن «كورونا» أعاقته بعض الشيء".

وتكمل " تجربة غيري فتحت عيني على أمور لم أكن أراها من قبل، مثل الحصرية، والاحتكار أو حتى عدم الظهور، في وقت أصبح الفنان قادراً على الانطلاق بشكل مستقل، خصوصاً في عصر الـ«ديجيتال» والـ«سوشيل ميديا» رغم أنها سلاح ذو حدين".

بحثًا عن شغف آخر يرضي طموحها، قررت بانه دخول عالم الفن رغم تحدياته، تقول "حمسني استقبال الناس لي عبر مواقع التواصل حين عملت في الإذاعة لمدة عامين، ولكني شعرت بأنه ليس هذا ما أريد، خصوصاً وأني أملك موهبة الصوت الجميل، ولا أُنكر بأن قرار دخول عالم الفن كان صعباً في البداية، ولكنه كان جميلاً".

وتردف "نحن نعيش عصر الاستمرارية، الفنان إذا ضرب بأغنية واحدة هل يُمكن أن يحيي حفلاً فنياً بها وحدها؟! كم من فنان ضرب بأغنية أو اثنتين ولم نعد نسمع عنه شيئاً؟ هذا يعتمد على هدف الفنان، إذا كان يريد الاستمرارية، أم إظهار موهبته فقط... البعض يرى أن أغنيات المهرجانات فن هابط، بينما هو فن قائم بحد ذاته ويتضمن رسائل يُمكن أن تُسمع في «المود الصح». اليوم من الصعب التكهن بمعادلة العمل الضارب، لا شك بأن التسويق يساعد كثيراً وكذلك شركة الإنتاج، وفي عصرنا الرسائل والكلمات تساعد خصوصاً إذا كانت تمس قضايا الجيل الجديد، وهناك نوع جديد من الموسيقى بات منتشراً بكثافة يسمى الموسيقى العربية البديلة التي باتت تتصدر «التوب تن» وأنغامي، وليس أغني لفلان أو فلانة، ولم يعد الاعتماد على أسماء كبار الشعراء والملحنين ممن انطوى زمانهم وسيختفي بعد ثلاث سنوات على الأكثر".

أستعد لتقديم عرض في لندن جاز فستيفال تحت عنوان «جازيات»، وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها فنان عربي في أكبر مهرجان للجاز في العالم.

عن تأثرها بفيروز و أم كلثوم تقول "فيروز وأم كلثوم من الفنانات اللواتي ساهمن في تأسيس الفن العربي، والعبرة في التأثر بهن هي معرفة استعمال تأثيرهن في موسيقانا المعاصرة، فأنا مثلاً تعلمت من فيروز وزياد الرحباني الجاز العربي، وكيف نغني الجاز بطريقة شرقية، وهنا لا بُد من أن أُعلن وللمرة الأولى عن استعراض أستعد لعرضه في شهر سبتمبر في لندن جاز فستيفال تحت عنوان «جازيات»، وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها فنان عربي في أكبر مهرجان للجاز في العالم، حيث سأغني أغنيات قديمة جداً لكوكب الشرق أم كلثوم والفنان عبد الوهاب بطريقة الجاز، ليستطيع الجمهور في الغرب سماع أغاني من تراثنا، وليستمتع الجيل العربي الجديد بأغنيات لم يسمعوها ربما من قبل، مستلهمة من طريقة غناء فيروز وألحان زياد في العمل".

بانه لـ

وتضيف، مؤكدة "أنا مستمعة جيدة للموسيقى الشرقية والغربية منذ صغري، وكنت أقوى في الغناء الغربي من الشرقي في بداياتي قبل نحو خمسة أعوام، ولكن التدريبات على المقامات التي أشرف علي فيها سليم عارف أفادتني كثيراً، وجعلتني أكثر قدرة على مزج الشرقي بالغربي الذي كنت أعتبره سابقاً ضياعاً، في الوقت الذي شكّل لي هوية خاصة".

عن الفنانين الفلسطينيين والغناء باللهجة الفلسطينية، أخبرتنا "زاد عدد الفنانين الفلسطينيين، وقد أقوم بعمل مشترك في الألبوم الجديد مع إحدى الفرق الأردنية، أو مع فنان اسمه الأخرس، فاللهجة الفلسطينية محببة ومفهومة من كل شعوب العالم العربي، ولا بد وأن نعطيها حقها في الفن. بجانب أن المجتمع الآن أصبح أكثر انفتاحاً، والمواهب بدأت تأخذ حقها في الانتشار".

تحقيقاً للتوازن بين عملها وأسرتها و حفاظاً على دورها كزوجة وأم، تنتقي الفنانة بانه مشاريعها بعناية، تقول "أنا مكتفية بالغناء في الوقت الحالي، وبمشاريع تعاقدت عليها من بينها المشاركة في مهرجان جرش في شهر أغسطس المقبل، وبعده مهرجان الجاز في لندن، والألبوم".

*نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1499) بتاريخ 5 يوليو 2022