«المبارزة الأخيرة» "The Last Duel" هو فيلم معارك في زمن تاريخي غابر مصنوع بالحرفة الهوليوودية وبخبرة المخرج ريدلي سكوت الذي أمّ أفلام التاريخ أكثر من مرّة أولها عبر فيلم «المتبارزان» الذي عرضه مهرجان ڤنيسيا في دورة 1977 وآخرها «نزوح: آلهات وملوك» "Exodus: Gods and Kings" سنة 2014.
وهو أيضاً الفيلم الذي يجسد رغبة الممثلين بن أفلك ومات دامون في العمل معاً منذ قيامهما ببطولة Good Will Hunting سنة 1997 وفوزهما بأوسكار أفضل سيناريو عن ذلك الفيلم. من حينها ترقّب المتابعون لقاء جديداً بين الصديقين أفلك ودامون بعدما كرر الممثلان الصديقان رغبتهما في ذلك منذ ذلك الحين.
هذا اللقاء مع مات دامون يحيطنا علماً بكيف تم لهما تحقيق هذه الرغبة وببضعة مسائل أخرى كانت تحتاج إلى توضيح:
مع بن أفلك
لقاء جديد أخيراً تم ذلك اللقاء الموعود، كيف بدأ ذلك؟
تم ذلك لأننا كنا صادقين في رغبة الظهور معاً في فيلم واحد. التقينا عدّة مرات، لكننا لم نجلس ونكتب السيناريو معاً. في المرّة الأولى قرأنا كتاب إريك جاغر وبن كان متحمساً للرواية بشدّة. تطرّقنا إليها مليّاً في ثلاث جلسات قبل قرابة ثماني سنوات ثم وضع كل منا تصوّراته ومعالجته وتراسلنا. ثم قمنا بكتابة السيناريو على هذا النحو لكننا التقينا عدة مرّات قبل وعندما اقترب المشروع من التنفيذ.
ما الذي أخّر لقاءك مع بن أفلك من جديد منذ سنة 1997 إلى الآن؟
غالباً مشاغل كل منا الخاصّة والمهنية. بن توجّه إلى الإخراج وفي اعتقادي أنه حقق رغبته في الإخراج على أكمل وجه ممكن.
هل شاهدت The Town؟
إنه فيلم ممتاز. أيضاً هناك حقيقة أننا لم نهتد إلى مشروع نموذجي وجيد لنا. تداولنا عبر السنين بعض الأفكار وكان الصحفيون يسألوننا في كل مناسبة إذا ما كان هناك شيء نطبخه معاً. لكن لم يكن هناك أي شيء بل النيّة.
أنت مثلت تحت إدارة المخرج ريدلي سكوت من قبل في «المريخ». هل توجهت إليه بالمشروع لهذا السبب؟
إلى حد ما. إذا كان الممثل سبق له وأن عمل تحت إدارة مخرج معيّن فإن ذلك يساعده على فهم مقتضيات العمل وأسلوب المخرج في إدارة ممثليه. والعكس صحيح. لكن في المقام الأول اتصلنا بريدلي سكوت لأنه أخرج أفلاماً تاريخية عديدة كلها رائعة. يملك الخبرة التي لا غنى عنها في مثل هذا النوع من الأفلام.
ينص الفيلم على أن المرأة في ذلك الحين لم تكن أكثر من أداة حياة يملكها الرجل، هل هذه قراءة صحيحة؟
صحيحة تماماً. المرأة في ذلك الزمن الذي تدور فيه الأحداث (القرن الخامس عشر) لم تكن أكثر من حضور ثانوي بعيد عن الحياة الاجتماعية والعملية. كانت كما ذكرت أداة مكانها في خلفية المجتمع. إذا لم تكن ملكة فإنها جزء من الأثاث. قليلاً ما تم النظر إليها كإنسانة. هذا هو وضع مرغريت في الفيلم. لا أحد يود النظر إلى دعواها بأن زوجها اغتصبها كونه زوجها أولاً وكونها امرأة ثانياً.
صوّرنا أنا و بن أفلك «المبارزة الأخيرة» في ظروف صعبة لكني أعتقد أن النتيجة مبهرة
ما يجعل الفيلم محط انتظار الجمهور هو أنكما- بن أفلك وأنت- معاً من جديد، لكني أعتقد أن المسألة تختلف بالنسبة لكما. الممثل لا ينتظر خروج فيلم ليعرف رأي الناس في الممثل الذي يشاركه البطولة.
(يضحك) طبعاً لا. هناك ارتياح كبير في الحقيقة لإنجازنا هذا الفيلم. لم أمر، ولا أعتقد أن (المخرج) ريدلي أو بن مرّا بهذه التجربة من قبل. في شهر فبراير توجهنا جميعاً إلى فرنسا حيث سيقع التصوير. هذا حدث في العام الماضي وبعد شهر من وصولنا وقبل بدء التصوير فعلياً بأيام صدر القرار بأن نتوقف عن العمل بسبب «كورونا». لم يكن هناك خيار آخر سوى إغلاق المشروع. صوّرنا «المبارزة الأخيرة» في ظروف صعبة لكني أعتقد أن النتيجة مبهرة.
الإعلان الترويجي لفيلم The Last Duel
هل قررت التوقف عن تمثيل سلسلة «جاسون بورن» الشهيرة كما قيل في بعض المواقع؟
لا. ليس هناك قرار من هذا النوع مطلقاً. أعتقد أن هناك حلقة أخرى من هذا المسلسل في طور الكتابة حالياً. إنه إنتاج مكلف ونحن جميعاً فيه نريد من كل جزء منه أن يكون أفضل من الجزء السابق.